الجزء الثالث: |وحدي هنا|

270 40 19
                                    

جاءت سارة راكضة من مكان ما إلى عند والديها وهي تلهث :

- " لم أجده " .

تبادلا النظرات ثم قال سالم :

- " أين يمكن أن يكون " .

سأل صادق الذي تحسنت صحته :

- " ما الأمر ؟ " .

نظرت إليه سارة بنظرات يائسة .. وسقطت على كرسيها ثم قالت وهي بالكاد تنطق :

- " إن أخي قطز ليس موجودا " .

نظر إليها بصدمة :

" ماذا ؟ لا يمكن " .

ترقرقت دمعة في عينيه ونهض الأب ذاهبا . أما ياسمين فأرادت تهدئة ولدها فقالت مهدئة :

" لا تقلق ، ربما هو مختبئ في مكان ما ، أو أنه ضائع ، سنجده قريبا إن شاء الله " .

أجابها صادق وقد بدأ بالبكاء :

- " لا أريد قطز ، أنا أريد ألعابي التي في الحقيبة " .

تنهدت الأم وسارة .. ثم قالت سارة :

- " حقيبته هنا " .

مسح صادق دموعه وقال بسعادة :

- " حقا ؟ أين ؟! " .

التفتت سارة :

- " إنها هنا .. ماذا ؟ ".

لم تجد حقيبته عند حقائب العائلة فقالت معتذرة من صادق :

- " أسفة ربما أخذها " .

صرخ صادق بصوت عال ملفتا أنظار الجميع له ، فقالت له سارة :

- " إن أصدرت ضجة كبيرة ستقذف في الفضاء " .

توقف عن البكاء بعد عدة شهقات ، وجلس في مقعد قطز متجهم الوجه وهو يفكر بطريقة للانتقام من قطز .

أرسل سالم إبلاغ عن فقدان ابنه قطز ، فجاء رجل ليتأكد من صحة البلاغ ثم أمسك سماعة كانت معلقة في صدره وقال :
" قطز سالم ، قطز سالم ، الرجاء على قطز سالم التوجه إلى الطابق العاشر قسيمة 89 مقعد 943" ...

كررها ثلاثا فتردد الصوت عند جميع من في الطائرة ، مرت نصف ساعة ولم يأتِ قطز بعد .. لذلك أُرسل البلاغ إلى الطائرات القريبة ثم إلى جميع الطائرات لكن لم يكن قطز موجوداً بأيٍ منها فقاموا بالبحث عن السوار الذي بيده في كوكب الأرض ووجدوه وقد انكسر لذلك لا يمكنهم التواصل معه ، أغمي على سارة بعد أن عرفت أنه في الأرض ، أما سالم وياسمين فقد أصروا على إرسال مركبة إلى الأرض ، إلا أن هذا كان مستحيلا لأن الطائرة تمشي بسرعة 300 كيلومتر في الساعة – وهي أقصى سرعة تمكن البشر من الوصول إليها خلال قرون من التقدم التكنولوجي - ولا يمكن لطائرة أن تمشي بهذه السرعة إلا هذه الطائرة ولا يمكنها الرجوع من أجل طفل في العاشرة ، وبعد إصرار كبير من الوالدين قالوا أنه ربما يمكنهم إنقاذه إذا وصلوا إلى كوكب ( وولف ) .

النهايةTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon