بينما كانا في طريقهما إلى أخر حبل يستطيعون التشبث به ؛ التفت قطز ونظر إلى خارج الطائرة ليرى ما لم يكن يتوقعه ، لا هو ، ولا صادق ، فقال لصادق منبهراً:
" -هل ترى هذا ؟ !" .
" -لدي عينان واسعتان لأرى هذا " .
تعجب قطز من كلامه فقال بدهشة :
" -أقفل المصابيح فلا حاجة لنا بها الآن ، وافتح النافذة أيضاً " .
" -حسناً ، نحن الآن نمشي بسرعة عالية لا أستطيع فتحها" .
نظر إلى السماء التي بدأت تنير بسرعة ملحوظة وقال :
" -أين الشمس ؟" .
" -النجم الأزرق فوق العملاق على مقربة منا " .
قال وقد اكتست الدهشة وجهه:
" - النجم الأزرق فوق العملاق ؟!! "
" - إنه نجم كبير جداً، يبعد عنا حوالي 200 ألف سنة ضوئية ، لكن الآن يبدو أننا اقتربنا من مجرة ماجلان الكبرى ، لأن ضوئه قوي جداً يصل إلينا دون أن نراه " .
أومأ له مستفهماً ثم قال :
" -لقد قرأت هذا في كتاب ( ماذا في الفضاء ؟ ( " .
كان سعيداً بهذا الضوء ، بيد أنه لم يكن يعرف أنه الضوء الذي يسبق الظلام .
لم تكن القارة الأخيرة أسوأ من أختها ، لكنها لم تكن أحسن من جاراتها ، فما يحدث في القارة الجنوبية ، ضِعف ما حصل لها قبل فترة .
ظهرت تلك الخريطة محددة مكان المنقذة ، وما هي إلا ثوانٍ حتى وصلا .
دعا قطز من كل قلبه :
- " يا رب ، اجعلها تعمل " .
توقفا عند بابها ليجداه مفتوحا ، لم يأبه قطز ، بينما استغرب صادق من ذلك ، مشى إلى غرفة التحكم مع قليل من إرشادات صادق ، دخل الغرفة وتوجه نحو الزر ، وضع يده فوقه وقبل أن يضغط :
- " يا الله " .
سمع صوتاً غليظاً خلفه جعله يقشعر ويتجمد في مكانه :
" - ما الذي تفعله هنا ؟ " .
تجمدت أطرافه ؛ ثم هدأ من روعه ؛ والتفت فقال :
- " ماذا؟ " .
تفاجأ عندما رآه رجلاً مسناً ذا لحية بيضاء كثيفة مجعدة ، تجاعيد وجهه كثيرة ، أسمر وقصير ومحدودب الظهر ؛ يرتدي ملابسَ بيضاء كتلك التي يرتديها المخترعون ، ملامحه مألوفة ، حاول قطز التذكر وهو ينظر إليه ، بينما كان صادق يحدث قطز :
- " قطز قطز هل تسمعني ، ما الذي حدث ؟ قطز أجبني !! " .
اقترب ذلك الكهل من قطز ، وسأله بصوت هادئ وقد زالت علامات الغضب من وجهه :
" - ما الذي تفعله هنا ؟ ".
" - أنا .." .
- " أنا ماذا ؟ ماذا أقول ؟ وجهه مألوف أين رأيته ؟ شكراً ذاكرتي الفولاذية ".
YOU ARE READING
النهاية
Science Fictionكان يبتلع كل شيءٍ أمامه ، حتى الضوء والصوت ولم يسلم منه الزمن أيضا . وقف ذلك الفتى أمام الهلاك مستسلما للقدر وقال في نفسه : " حتى لو هربت إلى آخر الأرض ، سيبتلعني ... " وصل ذلك الهلاك إليه ، ليفتته إلى أجزاء صغيرة ، حتى تحول جسده إلى ذرات متفرقة ل...