الجزء السابع: |جون ويلر|

176 35 6
                                    

  بينما كانا في طريقهما إلى أخر حبل يستطيعون التشبث به ؛ التفت قطز ونظر إلى خارج الطائرة ليرى ما لم يكن يتوقعه ، لا هو ، ولا صادق ، فقال لصادق منبهراً:

" -هل ترى هذا ؟ !" .

" -لدي عينان واسعتان لأرى هذا " .

تعجب قطز من كلامه فقال بدهشة :

" -أقفل المصابيح فلا حاجة لنا بها الآن ، وافتح النافذة أيضاً " .

" -حسناً ، نحن الآن نمشي بسرعة عالية لا أستطيع فتحها" .

نظر إلى السماء التي بدأت تنير بسرعة ملحوظة وقال :

" -أين الشمس ؟" .

" -النجم الأزرق فوق العملاق على مقربة منا " .

قال وقد اكتست الدهشة وجهه:

" - النجم الأزرق فوق العملاق ؟!! "

" - إنه نجم كبير جداً، يبعد عنا حوالي 200 ألف سنة ضوئية ، لكن الآن يبدو أننا اقتربنا من مجرة ماجلان الكبرى ، لأن ضوئه قوي جداً يصل إلينا دون أن نراه " .

أومأ له مستفهماً ثم قال :

" -لقد قرأت هذا في كتاب ( ماذا في الفضاء ؟ ( " .

كان سعيداً بهذا الضوء ، بيد أنه لم يكن يعرف أنه الضوء الذي يسبق الظلام .

لم تكن القارة الأخيرة أسوأ من أختها ، لكنها لم تكن أحسن من جاراتها ، فما يحدث في القارة الجنوبية ، ضِعف ما حصل لها قبل فترة .

ظهرت تلك الخريطة محددة مكان المنقذة ، وما هي إلا ثوانٍ حتى وصلا .

دعا قطز من كل قلبه :

- " يا رب ، اجعلها تعمل " .

توقفا عند بابها ليجداه مفتوحا ، لم يأبه قطز ، بينما استغرب صادق من ذلك ، مشى إلى غرفة التحكم مع قليل من إرشادات صادق ، دخل الغرفة وتوجه نحو الزر ، وضع يده فوقه وقبل أن يضغط :

- " يا الله " .

سمع صوتاً غليظاً خلفه جعله يقشعر ويتجمد في مكانه :

" - ما الذي تفعله هنا ؟ " .

تجمدت أطرافه ؛ ثم هدأ من روعه ؛ والتفت فقال :

- " ماذا؟ " .

تفاجأ عندما رآه رجلاً مسناً ذا لحية بيضاء كثيفة مجعدة ، تجاعيد وجهه كثيرة ، أسمر وقصير ومحدودب الظهر ؛ يرتدي ملابسَ بيضاء كتلك التي يرتديها المخترعون ، ملامحه مألوفة ، حاول قطز التذكر وهو ينظر إليه ، بينما كان صادق يحدث قطز :

- " قطز قطز هل تسمعني ، ما الذي حدث ؟ قطز أجبني !! " .

اقترب ذلك الكهل من قطز ، وسأله بصوت هادئ وقد زالت علامات الغضب من وجهه :

" - ما الذي تفعله هنا ؟ ".

" - أنا .." .

- " أنا ماذا ؟ ماذا أقول ؟ وجهه مألوف أين رأيته ؟ شكراً ذاكرتي الفولاذية ".

النهايةWhere stories live. Discover now