الجزء الرابع: |ليسوا مجرمين|

196 36 2
                                    

فجأة أحس نفسه ينجذب أكثر للأرض ثم التصقت الطائرة في الأرض بقوة وكذلك هو ، خرج بصعوبة من الطائرة محاولاً تحدي الجاذبية القوية ، وما إن خرج منها حتى التصق بالأرض على بطنه وكأنه يحضنها ، رفع رأسه بصعوبة وقال بغضب :

- "أنا لا أحبكِ ، لماذا لم يسقط شخص غيري يحب الأرض ؟ " .

رفع رأسه بصعوبة وعندما استطاع القيام :

- "رائع" !!

تباهى بذلك فتشتت القوة التي استجمعها وسقط مجدداً ، كان المكان شبه متجمد ، بينما كانت الطائرة دافئة ، فشعر بالبرد مضاعفاً ، وبصعوبةٍ دخل إلى الطائرة وأقفل الباب ليكتشف أنها معطلة ، تكور على نفسه ووضع رأسه فوق ركبتيه مفكراً بنهايتهِ - المُشَرِّفة - وغط في نوم عميق بعد سهر طويل .

***

المكان دافئ ، أصوات أطفال يلعبون ، فتح عينيه بصعوبة ، ونظر حوله ، وجد نفسه في سرير أبيض ناعم ، وأثاث الغرفة التي هو فيها جميل بدرجة لا تصدق ، مزهرية خضراء فيها ورود صفراء بلون المكتب الصغير الذي كان مقابلاً للسرير ، الحيطان مليئة بالملصقات التي كانت عبارة عن ألعاب أطفال لكنها مرسومة باحترافية ، وسجاد الغرفة لا يقل جمالاً عنها ، بجانبه طفلان في الخامسة تقريبا ، حاول أن يستوعب الأمر ، ابتسم بسعادة وقفز من فوق السرير وقال صارخاً :

- "لقد وصلت إلى كوكب وولف ، أخيراً" !

شد قبضته اليمنى في آخر كلمة ، فآلمته ونظر إليها ليراها قد لفت بالشاش ، نظر إليه الطفلان بتعجب وخوف ، فلقد قطع لعبهما بصراخه المفاجئ ، دخلت امرأة من الباب وقالت بتأنيب :

- "كم مرة قلت لكما لا تصدرا أصوات عـ .."

توقفت عندما رأت قطز واقفا عند السرير فأدركت أنه هو من صرخ ، تبسمت وقالت له :

- "أنت بخير ، حمداً لله على سلامتك" .

نزل إلى الأرض وقال :

- " شكراً لكِ يا خالة ، لكن أين نحن الآن ؟" .

- "في روسيا" !

نظر إليها باستغراب :

" روسيا ؟! ما الذي تفعلونه في الأرض ، أم أنكم- "

توقف ونظر إلى طفليها الصغيرين ، تذكر أخاه صادقا فهو في نفس سنهما ، وقال في نفسه :

- " من المستحيل أن تكون هي وابنيها مجرمين " .

نظرت إلى النافذة التي بجانب السرير بحزن وقالت :

- "صحيح ، منذ فترة طويلة لم يرجع زوجي من العمل ، كما أن الناس اختفوا من المدينة والقرى المجاورة والليل طال " .

قال أحد الطفلين :

- "لقد قالت أمي أن النهار غضب منا لذا قرر ألا يعود " .

النهايةWhere stories live. Discover now