الجزء الثامن: |النهاية|

208 38 39
                                    


بعد انعدام الضوء أصيب الناس بالهلع ، قام صادق بتشغيل الأضواء سُحبت إلى الأمام ثم انطفأت ، راع ويلر وقال:

" -إنه وحش المجرات ، إنه الثقب الأسود " .

مرت سلسة ذكريات أمام قطز :
" -لا أصدق ، من المؤكد أنهم مجرد مجانين ؛ لأن هذا غير متوقع " .

- " لكن.. ماذا لو كانَ كما أتخيل ، وأصبحَ كلُ ما أتخيلهُ حقيقة ؟" .

" - هناكَ مشكلة ، ما الذي سيأخذنا إليه ؟ " .

- " هكذا أُخذنا إليه " .

حدث زلزال عظيم لم تشهده البشرية من قبل ، نظروا إلى المكان الذي سُحب إليه الضوء ، كانت الأرض تُخرج حمماً وتتفتت لكن ببطء - أحس به الجميع - وتتجه للأمام وكأنها تدخل في شيء ما ، كان يبتلع كل شيء أمامه ، حتى الضوء والصوت ولم يسلم منه الزمن أيضا .

وقف قطز وهو ينظر إلى أمامه والأرض تتدمر بشكل مريع ، بقي قليلاً متجمداً في مكانه ثم أدرك أنه وحش المجرات ونهاية العالم ، فوقف مستسلما للقدر وقال في نفسه بسخرية بعد أن فكر بالهرب :

- " حتى لو هربت إلى آخر الأرض ، أنا لن أنجو ، سيبتلعني ، فهو على كل حال سيأكل الكرة الأرضية كلها ، وان تركها فسأموت أيضاً ، إما أن يحرقني نجم أو أن أتجمد من البرد " .

لم يبق بينه وبين الثقب الأسود إلا عدة أمتار ، قال له ويلر بيأس :

" -الآن سنكتشف حقيقة الثقب الأسود ، إن كان هناك ثقب أبيض ، أم أن من يدخل إليه يفتته ، أم أنه - كما قلت - يعود بالزمن " .

لم يسمع قطز شيئاً مع أنه كان بجانبه ، فالثقب الأسود أكل الصوت أيضاً ، كما يبتلع الزمن ، أكل الثقب مقدمة الطائرة ولم يبق بينه ين قطز شيء ، كان وكأنه يأكل بشراهة وهو يضحك بحقد قائلا " وأخيراً أكلت الأرض " ، قال قطز :

" -لماذا لا تكون كما أتخيل وتعيدنا بالزمن ، هذا آخر ما أتمناه ".

تفتت بعض الخلايا من جسمه ليسمع بعدها :

" قطز "

***

بعد أن وصل الجميع إلى كوكب وولف أُخذت عائلة قطز إلى قُبة كبيرة ، كانوا يرون الأرض من خلال تلسكوب كبير ، رأوا مركبة تشبه الموصلات لكنها مختلفة بالشكل قليلا وبالصنع كثيراً ، اتجهت تلك المركبة إلى الأرض ، بقيت عدة أيام على هذه الحال ، والعائلة تتابعهم يوماً بيوم مع زمرة من العلماء ، وفي يوم من الأيام ذهب سالم فقط ليرى أن المركبة قد اقتربت كثيراً وفجأة توقفت ثم عادت إلى الوراء بسرعة وأرسلت مقطعاً مصوراً لكوكب الأرض - وهو يتدمر - إلى كوكب وولف ، تجمع العلماء وسالم ليروا ما هو الشريط الذي تم إرساله من المركبة ، كان الأب يصرخ فوقهم مطالباً إياهم أن يدخلوا ويُحضروا ابنه ثم يخرجوا ، إلا أن العلماء أوقفوه عن الصراخ قائلين له : إنها عملية مستحيلة ، وهو مدرك لذلك تماماً ، فانهار وبدأ يبكي بصوته ، فشيء صعب على الإنسان أن يفقد ثلاثة من أبنائه بوقت قصير وبطريقة مجهولة .

النهايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن