12- إنتهى العد التنازلي

42.7K 1.3K 508
                                    

"هل ستتخطى الأمر ؟" سألت، كنت أقف بجانب إيفان أمام منزل ديبي حيث نستطيع سماع الموسيقى من مكاننا، لكننا طُردنا من الحفل.

"أعتقد هذا" قال بشرود، فمازال لم يستوعب فكرة أن صديقته قامت بطرده، طردنا.

"أنا أسفة" همست، لقد شعرت بالسوء في تلك اللحظة لأني حينها لم أفكر فيما أقول سوا أنه ذكرة جيدة.

"لا تكوني" قال بإبتسامة خفيفة و وضع يده أعلى رأسي، قبل أن أدرك ما يحدث قام بسحبي داخل عناقه، وكأنه تمنى أن يقوموا بطردنا في البداية، يديه تعتصر جسدي بينما أنفه يداعب رأسي بأنفاسه، وتشبثت فيه رغم الطول الفارق بيننا نظرًا لحذائي الرياضي، والذي كان طفوليًا للغاية مع فستاني الأسود القصير والمعطف المماثل له.

"أنت تعلم أننا نحتاج للحديث، صحيح ؟" قلت بهدوء، بالرغم من رفضي لفكرة إفساد تلك اللحظة.. لكنه واجب.

"لقد تعلمت أن أترك الحياة تمضي" همس فوق رأسي و أبتعد برأسه للخلف حتى ينظر خلال عيناي، كانت تتفحص كل إنش ببطئ كأنه يتأكد من عدم تغيُر أي شئ في ملامحي.

"هل مازلتِ تضعين القلادة ؟" سأل، وجاءت صورة القلادة التي أعطاني إياها بهذا اليوم إلى مُخيلتي.

"ربما" أجبت بمكر، لم أرغب في رفع آماله إذا لم يُجب سؤالي بما أرغب في سماعه.

"إنه شعور غريب، كلما قابلتك.." صرح إيفان بتعجب كأنه يُحدث ذاته.

"كأني سأفقد ذاكرتي في أحد الأيام ولكني سأعود إليكِ في نهاية اليوم" استأنف كلماته والتي للحظة لم أفهم أنها غزل أو لم يصدق عقلي أن إيفان يعترف بتلك الكلمات.

"أنا لا أريد الشعور بالألم يا إيفان" خرجت الكلمات من فمي بعفوية.

"عزيزتي، الألم هو الوجه الأخر للسعادة، والتي لن نصل إليها دون المرور به أولًا" قال ويديه أخذت وضعها فوق وجنتاي، وإحدى يديه تداعب شعري رأسي لتُعيد خصلاته للخلف.

"سأحاول، لكن لن أتخلى عنا" أضاف و إبتسامة صادقة رُسمت على وجهه.

"أنا أرجو ألا تفعل" قلت وتابعت النظر في عيناه للبحث عن شئ غير الصدق.

"هل نذهب ؟" سأل ونحن نلتفت ونتحرك من أمام الباب.

"إلى أين ؟" قلت .

"منزلي" أجاب، وذكريات ذلك الصباح عادت لتطاردني.

"لا، تلك المرة سنذهب إلى منزلي" قلت بجدية ونظرت للطريق من حولي، قبل الذهاب أنا أحتاج التأكد بأن عائلتي لم تعُد بعد.

سرت أمامه لنبتعد عن المنزل ونظهر على الطريق العام، يديه تسللت و أمسكت يدي لتشبكهما سويًا، عندما لمحت عيني -كابينة الهاتف- سحبته تجاهها، كانت الثلوج بسيطة التي تُغطي جوانب الطريق، لكن السيارات منعدمة بهذا الشارع مع بعض المارة البسطاء، تخيلت أن الجميع يقضي وقته في شئ أهم من التواجد في الطرقات وحيدًا الآن.

Half Naked (Book TWO)Where stories live. Discover now