الطفولة

161 2 0
                                    

كنت دائما طفلة وحيدة بلا صديق .. و عندما اتي ليتحدث الي لم اعطيه أي اهتمام .. لم أُدرك في تلك اللحظة أنه قدري الذي لم أحلم به بعد .. فكنت صغيرة للغاية لا افهم معني تلك القشعريرة التي تنتابني عندما أراه .. اقتحم حياتي الفارغة تماماً من جميع الاصدقاء .. كنت أحب اللعب معه و هو ينظر لي بشغف غريب .. كان يكبرني بحوالي 5 سنوات .. كنت عندما أحزن أذهب اليه و اشتكي من تلك الدنيا التي لم تشأ أن تعطيني لعبتي المفضلة .. كنت مدللة و لكن هو كان مُدللي الاول و الأوحد .. كان يفعل كل شئ معي .. كبرنا معاً و درسنا معاً و لكن ما ذلك القدر المُريب .. يفرقنا في لحظة نحتاج فيها أن نبوح بكل ما بداخلنا .. يفرقنا و قد بدأنا نفهم تلك القشعريرة .. يفرقنا دون أن نقول كلمة "أُحبك" .. فكنا نقولها بطريقة أخري ربما بالحديث الذي لا ينتهي أو بنظراتنا الخفية لبعضنا .. مضت سنين طويلة و مازلت أتذكر كل تلك التفاصيل .. أنا "وتين " ذلك اسمي الذي أُحبه كثيراً .. و لكني كنت أحبه اكثر عندما ينطق به هو .. "يوسف" هو بطلي الأول و ربما الأخير .. مازلت أشعر أنه بجواري و أشكو له في تلك الكراسة التي اعطاها لي عندما كنت صغيرة .. و أخر كلماتي بها كانت ..

" أشعر أنني أسقط بدونك .. انا في القاع و لا أحد يستطيع انقاذي غيرك .. و الموت لا ينتظر حتي يقبض روحي .. فانقذني كما كنت تفعل في الماضي .. أحتاج لنظرات حبك التي كانت تداعبني .. أحتاج لكلامك الذي يشعرني بقيمتي الحقيقية .. أحتاج أن اسمع كلمة واحدة منك يا من جاورتني سنين طفولتي كاملة .. أُحبك .. استطعت أن أقولها أخيراً.. و لكن أين أنت كي أقولها في وجهك مباشرة .. أشتاق أيضا لكلمتك المعهودة .. أنتي وتيني .. فأنا مازلت وتينك و لكن أين أنت ؟! "

كلامي بلا فائدة و أنت لم تقرأه بعد .. أشعر باليأس يحاوطني من جميع الاتجاهات .. و لكن سأتركه اليوم لاحتفل بذلك اليوم المميز .. يوم ميلادك الذي لم أنساه مطلقاً .. أحتفل به بمفردي أمام تلك البناية القديمة التي كنا نلعب أسفلها .. و لكن اليوم هناك إحساس غريب بداخلي .. فما تلك القشعريرة و أنا اقترب من البناية ...

تفاصيل البدايةWhere stories live. Discover now