تفاصيل البداية

السكوت

أحياناً الصمت يتحدث .. عندما تتحدث العين ونبضات القلب المتتالية بدون راحة .. تريد أن تسمعها مني و لكن لساني لا يستطيع نطقها الان برغم أنه يقولها كل يوم و كل ساعة و كل ثانية .. فإذا أردت أن تشعر بها أنظر في عيني فقط و ستعلم مدي حبي لك ..

- هتفضلي ساكتة كتير ..

- الطفلة بتسكت مع أنها بيكون جواها كلام كتير .. مش أنت دايماً بتقولي كدة

- بس الطفلة كبرت و بقت تقدر تقول كل اللي جواها ..

تنهدت بشدة كي أتشجع و أقول كل ما في ذاكرتي من اخر يوم رأيته فيه و أنا طفلة ..

- لما مشيت حسيت إن حياتي كلها اتغيرت .. بأكل لوحدي و بنام لوحدي و مكنتش بحب أصاحب حد ..كنت أنت محور الحياة و مازلت برغم ان عمرنا ما صارحنا بعض .. فاكر الكراسة اللي ادتهالي و قولتلي أكتب فيها .. هي لسة معايا و بكتب فيها كل يوم تفاصيل يومي كانت عاملة ازاي من غيرك .. و بكتب فيها كلام كتير مش هقدر أقوله في وشك كدة عشان أنت عارف الطفلة لما بتتكسف بيحصلها ايه ..

ابتسامته كانت تشجعني علي الكلام أكثر كأنه يقول بداخله .. دورت علي حد زيك و ملاقتش ..

- خلاص اهدي عشان مش قادرة تاخدي نفسك من الكسوف

قالها و هو يضحك بشدة ثم نظر في عيون وتين و قال

- كل ما اشوفك بفتكر أحلي ايام في عمري .. كنتي بريئة أوي و مازلتي .. اخر مرة كنت شوفتك فيها زمان كنت هموت و أقولك اني بحبك .. بس مقدرتش .. خوفت لحسن مشوفكيش تاني .. بس كنت بكتبلك كل يوم في الكراسة زي ما أنتي بتكتبي ..

- عاوزة أقراها

- ده بعينك .. مش هتشوفيها غير و أنتي لابسة الفستان الابيض اللي كل ما بتشوفيه عينيكي بتلمع زي زمان

ضحكت بشدة و قالت

- أنت لسة فاكر .. لا هشوفها غصب عنك

- انسي مش هتعرفي

- طب أعمل ايه عايزة أقراها بجد

نظر لها بعمق ثم نظر للسماء و أعاد النظر اليها و قال

- تتجوزيني يا وتيني

يوسف يتعب قلبي بشدة فلقد أُرهق من كثرة دقاته .. دائماً تعرف كيف السبيل الي فرحتي يا يوسف حتي بكلامك .. أحبك كثيراً و لكني لن انطقها أنظر في عيني فقظ و ستعرف اجابة سؤالك ..

-