بداية جديدة

52 2 0
                                    

أنفاسي غير منتظمة ... أشعر و كأني نفس تلك الطفلة التي دق قلبها و لكن لا تعرف سبب لذلك فالتغيير الوحيد أنني الان أعلم السبب جيداً .. لقد وعدتك و أنا أكتب لك أنني عندما أراك سأقولها دون خوف .. و لكن الخوف قد سيطر عليٌ كلياً .. كنت أتحدث معه بصعوبة بالغة .. و لكن أريد أن أعاتبك .. هل تسألني عن حب غيرك .. و تلك السنوات التي لم ألقاك فيها يوماً ... و لكن كنت أكتب لك دائماً تفاصيل يومي المُملة بدونك .. و سأكتب ذلك اليوم الان حتي لا يُنسي .. و عندما أُعطيك تلك الكراسة القديمة التي لن يقرأها أحد غيرك .. حتي لو لم نكن لبعض يوماً و لكن شعوري بلقائك مجدداً يحيني من جديد ...

" أشعر الان بالاكتمال .. أشعر بأنني لا أريد شئ أخر من تلك الحياة التي أرهقتني حتي ألقاك .. لا أعلم هل سأراك مرة أخري أم لا و لكن لا يهم .. لقد تذكرتني في الحال و قولت كلمتك المفضلة .. أنتي وتيني .. لا أعلم ما الذي جاء بك في ذلك الوقت .. هل القدر أحس بضعفي و قلة حيلتي المتكررة بدونك .. أم كان ذلك اللقاء الأخير .. فمن الاحتمالات الكثيرة أنك أحببت .. أرجو إن كان ذلك صحيحاً .. لا أعلم .. فستحطم جميع كلماتي و أحلامي الخيالية في جزء من الثانية .. و داعاً الان فربما تكون أخر الكلمات "

شعرت بالنعاس الشديد فأريد أن يأتي الغد في أسرع وقت فربما ألمحه بنفس الصدفة ..

............................................................................................

لسة بحبك زي ما أنا .. كنت خايف القدر ميقررش إني أقابلك .. أنتي حلوة أوي .. حلوة جداً ... مش قصدي كشكل و لكن كتفاصيل .. لسة كلامك هادي و قليل .. لسة نظرتك فيها حزن مستخبي .. كأنك بتعافري مع الدنيا عشان متكسركيش .. مكنتش متخيل إنك كل سنة بتحتفلي بعيد ميلادي لوحدك .. مع أني كل يوم باجي نفس المكان يمكن ألمحك .. بس مكنتش بشوفك .. بس الصدفة المرة ديه خليتنا في نفس المكان و نفس الميعاد .. عشان نعيد ذكريات محدش فينا نسيها أساساً .. شكراً يارب .. شكراً أنا كدة مش عايز حاجة تاني خلاص غير رضاك و إن الصدفة تتكرر كل يوم .. عشان بس أحس إني عايش .. بحبك يا وتيني .. مقولتهاش عمري .. بس مسيري أقولها أو علي الاقل أحسسك بيها ..

كانت تلك الكلمات تدور داخل يوسف الذي لم يغادر المكان .. و لكن عند شعوره بالراحة قرر الرحيل و انتظار الصدفة القادمة التي سيصنعها هو ......

...............................................................

استيقظت مبكراً أو بمعني اخر لم أنم الكثير .. فعقلي لم يستطع أن يتوقف .. أفكر .. ماذا بعد ؟ .. هل سأمضي حياتي في الخيال دائماً.. و أنا لا أعلم هل سألقاه مرة أخري أم  هي مرة واحدة فقط لوداع ذكريات طفولتي ... سأنتظر .. ربما اليوم القدر بيتسم لي مثل أمس ..

قررت الهبوط من المنزل كي أخرج تلك الطاقة التي بداخلي .. أصبحت أجري في جميع الشوارع و استمع لموسيقاي المفضلة ..و لكن هناك خيال يلاحقني .. أنا كالطفلة أخاف النظر إلي الخلف فربما يكون ذلك الخاطف الذي سيدمر حياتي .. أكملت دون أن التفت و لكن خطواته تلاحقني .. أشعر بالخوف حقاً  .. سأتوقف الان و انظر بشجاعة ضعيفة جداً و قلبي يقفز من الخوف ..

- فضلت أبص للصورة طول الليل و لقيت نفسي جايلك من غير ما أحس بس فرهدتيني من كتر الجري حرام عليكي ..

كان يتحدث و هو يبتسم بشدة و صوته المتقطع من الجري

جلست علي الأرض من الرهبة و يداي علي قلبي الذي لم يستوعب كم الأحداث ..

- أنت اللي حرام عليك خوفتني

ضحك بصوت عالي و قال

- أيوة أنا كنت قاصد و عارف إنك مش عايزة تبصي عشان خايفة لأكون واحد هيخطفك .. لسة زي ما أنتي .. طفلة مدللة

نظرت له في تذمر بأنني طفلة

- لا أنا مش طفلة و أصلا عادي مكنتش خايفة

- وتيني .. أنا عارفك أكتر من نفسك .. فمتحاوليش تخدعيني أنا بالذات

أحببت اسمي بسببك .. و طريقة نطقك له ..

- اشمعني يعني..

تنهد بابتسامته الرائعة

- عشان محدش هيحبك قدي و محدش هيفهم طفولتك زيي .. فهمتي يا وتيني

ماذا قال .. إنه يمزح حتماً .. يحبني صحيح .. ماذا أصاب لساني .. لا يتكلم .. ينظر له فقط .. أُحبك .. حاول أن تسمعها بداخلي .. فكما قلت أنا الطفلة المدللة التي عندما تتوتر .. تصمت تماماً

تفاصيل البدايةWhere stories live. Discover now