😘الفصل التاسع😘

126K 4.9K 94
                                    

الفصل التاسع........

حاولت لمس ذراعه ليبتعد بسرعه ناظرا لها بغضب...لم يسنح له الحديث لتخرج احدي الممرضات من الغرفة ويهرع لها محمد يحاصرها بكلتا ذراعيه امامها..
-طمنيني ارجوكي...
هزت رأسها بخضه لحقتها بابتسامه طفيفة تهدئه لتردف...
-اطمن حضرتك كل حاجه تحت السيطره وهيقوم بالسلامه ان شاء الله بس ادعوله و انا اسفه بس لازم اجيب حاجات للدكتور...
ابتعد عنها سريعا يفك حصاره من امامها ويتركها تعود الي عملها وضع كلتا يداه اعلي رأسه يغمض عيناه ويشكر الله في سره علي انقاذه لحياة والده التي اهداه حب لا ينتهي بدون اي صله حقيقيه بينهم !!
فتح عينيه وشهقاتها المستمره تعود الي اذانه تمزقه اكثر واكثر ليلتفت بغضب يرغب في اسكات ذلك الصوت الذي يطارده منذ الصغر كاد يصرخ بها ولكنه انتبه حوله الي العيون المراقبة لهم....
اقترب منها بغضب وهي تحمد الله علي سلامه ماجد في سرها وتشعر بكل اعصابها تنهار ....
امسك برقبتها من الخلف يدفعها امامه نحو احدي الغرف كما يفعل امين الشرطة مع من يلقي القبض عليهم ......
فتح اول غرفه امامه ليدلف معها ليترك رقبتها ويمسك كتفيها بعنف قائلا من بين اسنانه....
-بس كفايه ، كفاااايه عياط !! انت السبب في كل حاجه بتحصلي ؛ رجعتي ليه فهميني ؛ انا طلبت منك تعيشي وعشت المرار عشان اخليكي بعيد عني ؛ بترجعي تاني ليه ؟!!! افهمي انك هوس طفوله هيضيع كل حاجه من ايدي ؟!!
كانت كلماته قاسيه تطعنها ولم تتوقع ان لحظه اعترافه بهويتها ستؤلمها هكذا ....
وضعت كلتا يداها علي وجهها رافضه رؤيه نظرات الاتهام والكره نحوها وتحاول بصعوبة نفض اكتافها من بين براثنه ....
لم يتركها حتي تأوهت بين بكاءها فتنبه ليديه المطبقة عليها بشده ... ليتركها سريعا ...
حاولت الهرب من امامه وهي تخبأ عيناها عنه لتفاجأ الاثنان باقترابها وهروبها الي صدره واحضانه و كأن جسدها يعلم ملاذه !!!....
انتفضت بهلع خوفا من معاقبته لها او صراخه بها اكثر محاوله الابتعاد الي الخلف...
ولكنه فاجئها بجذبه لها واعادتها الي احضانه ...تجمدت بخوف و دموعها لا تتوقف حتي اطبق عليها بذراعيه وهذه المرة بعناق ساحق اليم وكأنه يرغب بإخفائها في صدره ومن كلماته الحقيرة...
اغمض عينيه علي جفائه آلامها الان مضاعفه فهو من تركها وليس العكس و هو من اذاها وليس العكس وهو من يبكيها وليس العكس !!!
لطالما كانت ملاذه و ستبقي الملاذ ، ولكن لن يرضي بان يكون سببا في لعن حياتها !!!......
كان صوت بكاءها كفيل بأطلاق صراع دموعه الذي لم يراها منذ خمس سنوات وتحديدا يوم قراره باطلاق سراحها والمضي في الحياه !!!

#####################

فلاااش باااااك....

هز صوت ماجد الارجاء وهو يردف بغضب . ....
-يعني ايه يهرب من المدرسة العسكرية ، انا هعرف ازاي اربيك!!!!
توجهت خديجه بقلق نحو محمد الذي صار في طولها تحتضنه اليها بحنان وتردف مدافعه...
-هو استأذني وانا وافقت ، ولا انت عجبك يعني انه مش بيكلم حد خالص ومعندوش زمايل انت قافل عليه اوي كله نظام وقوانين كان لازم اخليه يخرج شويه !!..
رد ماجد مستنكرا...
-لا يا خديجه متحاوليش تساعديه وتعودي علي الهروب من الموقف....رد عليا يا محمد هربت من دماغك ولا استأذنت والدتك ؟؟
بلع محمد ريقه ولكنه لم يكذب و تحدث بصدق .....
-ماما متعرفش حاجه ...انا اللي هربت لوحدي ...
هزت رأسها علي عناد اهم شخصان في حياتها فاذا كان ماجد محب للنظام ف محمد مهوسا به ....
تدخلت خديجه سريعا ...
-ممكن تسيبه دلوقتي انا محتاجه اتكلم مع ابني شويه ممكن !!!!
زفر بحنق وتركهم لحالهم متوجها الي مكتبه بغضب صحيح انه صارم وحاد الطباع الا ان زوجته خط احمر ولم تواجه تلك الصرامة ابدا فهو يعشقها ولا يملك القدرة علي احزانها....
اما ما يغضبه انه حارب لنسب محمد له رسميا بعد وسطات عديده ليصبح مسجلا باسمه قانونيا وبشهاده ميلاد حكوميه ...حتي يتمكن من الحاقه بكليه الشرطه باسمه !!....
وها هو يضيع كل جهوده في الهواء بأفعاله ...كيف سيصبح السند الذي تمناه وتمنته خديجه لهم !!!
جلست خديجه وهي تربت علي يد محمد بحب لتقول بخفوت ....
-رحت تشوفها تاني مش كده ؟!....
هز رأسه بالموافقة بملامح واجمه...فتابعت حديثها...
-انت كده بتخوفني عليك يا محمد ؟ ارجوك يا حبيبي انت كبير دلوقتي وداخل علي كليه يعني راجل كبير !!.....
ابتلعت ريقها تحاول السيطرة علي خوفها وتوترها لتستكمل ....
-طيب بص انت بتحبني صح يا حبيبي !!! ....
نظر لها بعيون حزينة ليردف...
-حضرتك عارفه انا بحبك قد ايه !!
ارتفعت ابتسامه صغيره علي وجهها الامومي لتردف...
-انت عارف يا محمد انك ابني بجد مش كده ، بس يا تري عارف اني بتقطع من جوايا كل يوم وانا شايفاك بعيد عن كل الناس ومنطوي كده ... يا حبيبي ده انت مش مصاحب بني ادم واحد يوحد ربنا !!!
اطرق رأسه غير راغب بمواجه الحقيقة فصمتت لتأخذ نفس عميق وتستكمل بجديه ....
-والبنت الصغيرة اللي انت مجنون بيها دي مجرد طفله يعني لو حد اكتشف انك بتراقبها ممكن تروح في داهيه ، محدش هيقول متربين مع بعض ، انت فاهمني مش كده ،،
ترضا علي نفسك انك تكون كده يا حبيبي ؟! ....
ترضا علي امك اللي بتحبك تعيش في قلق كده وتموت كل دقيقه ؟! ....
امتلأت عيونه بالدموع ليردف بألم وصوت متقطع ....
-انا انسان مش سوي انا عارف !! بس انا حاسس اني بموت لما مش بشوفها بحس اني مش عايش وان حياتي واقفه واللي بيعذبني فعلا انها صغيره ، بس انا تفكيري مش وحش والله العظيم ما وحش !! ....
اخرج شهقة ببكاء من قلبه ليكمل بألم....
-انا مش عارف مالي او انا عايز ايه غير اني اطمن عليها من بعيد انا طول ال سنين دي مقربتش منها او عرفتها اني براقبها حتي ..انا انا بس عايز اطمن وقلبي يرتاح !!!...
احتضنته خديجه بقلب يتمزق لتردف بدموع ....
-انت احسن ابن في الدنيا صدقني انت بس مرتبط بيها عشان هي كانت كل حياتك هناك !! ....
-لا انتي قولتي دلوقتي انها طفله وان اللي انا في ده هوس !! ...
امسكت رأسه بحده بين كفيها لتجبره علي النظر اليها لتردف بإصرار ....
-ايوة طفله ...وهتفضل طفله في نظرك انت مش بتشوفها شابه او واحده كبيره ، يبقي هنقول مريض ليه ؟! ، انت شايف طفله يا حبيبي طفله قضيت نص عمرك تقريبا بتربيها ....
انت اقوي بكتير من كده و ده اللي جذبني ليك انا وماجد من الاول شفت فيك قوة مش عند اي طفل .....
هز رأسه بصمت لتهز رأسها بإصرار قائله...
-وتفكيرك بالبنت دي وارد وانا متأكدة انك هتقدر تتخلص منه صح يا حبيبي مش انت هتحاول علشان خاطري !!...
نظرت له بعيون مترقبه كلها امل ، هز رأسه وهو يجهش في البكاء ويستسلم لدموع عسي ان تريحه ففي داخله يعلم انه سيحارب ذاته للتخلص من ذلك الهوس و لن يرضي ان يكون كمسعود وحش متجسد في هيئه انسان ولن يرضي بخذلان تلك الملاك الجاثي امامه ......
اما هي فقد اغمضت عيونها بأسي وهي تقتل ذلك الحب البريء بداخله ولكننا بمجتمع لا يرحم ولن تقبل بان يمر بتجارب اسوء وان يطلق عليه المجتمع الفاظ قذره ان استمر بهوسه بتلك الصغيرة !!!
وبالفعل ابتعد عن مراقبته لها وانغمس في كليته ليباغته القدر بفقدان خديجه بعد سنتين من حديثهم هذا ، ليبدأ يتساءل في نفسه اهو قضاء و قدر ام ان اللعنة موصولة بان بفقد كل من ينتمي اليه لتنطفئ روحه بالتدريج !!

ملاذيWhere stories live. Discover now