CHAPTER 1

2.3K 97 49
                                    

《في تلك الليلة التي اكتمل فيها القمر كانت تلك الطفلة الصغيرة تجري بأنفاس متقطعة و شهقاتها تدوي وسط تلك الغابة المليئة بالأشجار الشاهقة العلو ، بينما يلاحقها أشخاص لا تعرفهم ، استمرت بالجري حتى اعترض طريقها غصن شجرة زاغ عن طريقه فسقطت على ركبتيها ثم استدارت لتنظر خلفها ببطئ شديد و هي ترتجف من الخوف لترى تلك الوجوه المرعبة و العيون الحمراء الدموية...》

استيقظت بطلتنا بهلع بسبب هذا الكابوس الذي يراودها تقريبا كل يوم منذ طفولتها ، نهضت من سريرها وهي تحاول تنظيم أنفاسها ، ثم بدأت تجهز نفسها لتذهب للثانوية بعد عطلة دامت خمسة عشرة يوما فصلت بين الأسدس الاول و الثاني من هذه السنة الدراسية.

يوري هي فتاة ستبلغ الثامنة عشر من عمرها بعد شهر ، عاشت حياة قاسية بعض الشيء ، فقد تحولت من حياة زهرية إلى سوداء بين ليلة و ضحاها لسبب تجهله . فبعد أن كانا والديها يحبان بعضهما البعض صارا يتشاجران يوميا ، و بعد أن كانت تعيش في الغنى و الرفاهية صارت من أفقر الناس. كما أن والدها الذي لم يضع في حياته بأكملها قدمه في الملاهي الليلية صارت الآن مثل بيته فقد أصبح يدخن و يشرب الخمر بدون توقف و لن يمر يومه إن لم يفعل ذلك . و كل هذه الأمور تغيرت في رمشة عين لسبب مجهول بالنسبة لبطلتنا .
و إضافة إلى كل هذا فقد مات حبيبها و صديقتها المقربة في حادث سير ، يوري ليست من الأشخاص الذين يملكون اصدقاء كثيرون فهي لم يكن لديها سوى حبيبها و صديقة واحدة لذا فبعد أن ماتا صارت وحيدة و بسبب والدها الذي أفسد سمعتهم لم يعد أي شخص يرغب في مصادقتها .
مع أنها مجرد مراهقة في طور اكتشاف الحياة إلا أن كل هذه المشاكل أعاقتها ، لذلك فقد حصنت نفسها عن طريق اكتسائها بقناع البرودة . أصبحت بطلتنا منعزلة عن الجميع فهي تقول أنها ليست بحاجة للأصدقاء لأنها صديقة لنفسها ، فلا أحد يستحق أن تثق به و تحبه غير نفسها. تعلم أن حبيبها و صديقتها لم يتركاها برغبتهما لكنها لا تستطيع تقبل ذلك لأنها تريد إلقاء اللوم عليهم لترضي نفسها فحسب. روضت نفسها على عدم الاكتراث لكلام الآخرين و تعلمت بعض الفنون القتالية لتحمي نفسها ، لكنها تتصنع القوة أمام الآخرين فقط لأنها تبكي كل ليلة حينما تكون لوحدها . شخصيتها تغيرت جذريا فقد كانت مجرد فتاة مدللة ، خجولة ، بريئة و سادجة . أما الآن فقد صارت فتاة قوية ، قاسية ، باردة ، لا تعتمد على أحد غير نفسها حتى نقودها تكتسبهم لوحدها بواسطة الأعمال الجزئية التي تقوم بها في أوقات فراغها.

انتهت يوري من تجهيز نفسها فخرجت من بيتها دون إفطار فمن سيجهزه لها إن لم تفعل هي، والدتها لا تزال نائمة فقد قضت ليلة سيئة البارحة بسبب ضرب زوجها الثمل لها ، لهذا فهي تفوت وجبة الإفطار في غالب الأحيان .
دخلت لقسمها ثم توجهت نحو مقعدها المعتاد الذي ترتاح فيه ؛ انه المقعد قبل الأخير بجانب النافذة ، و تطل هذه الأخيرة على غابة شاسعة لونها الأخضر يجعلك تشعر بالسعادة و هذا هو كل ما تحتاج إليه بطلتنا التعيسة.
دق الجرس و دخل التلاميذ ثم الأستاذ الذي بدأ يلقي خطابه حول العطلة و الامتحان... و ما إلى ذلك على أي كلامه كان عبارة عن تفاهات لا فائدة ترجى منها لذا فيوري لم تتعب نفسها بالاستماع إليه. و على ما يبدو فلا أحد كان مهتما بذلك فكل واحد كان مشغولا بشيء. لكن بعد أن قال الأستاذ بأنهم سيستقبلون طالبان جديدان ، ترك الجميع ما كانوا يفعلونه و توجهت انظارهم نحو الباب ينتظرون دخول هاذان الطالبان يتساءلون عن جنسهم و عن شكلهم..
باسثناء بطلتنا طبعا فهي لا تهتم ان كان هناك طلاب جدد ، *ما المثير في الامر .. لا شيء* كانت مستمتعة بالنظر الى منظر الشمس بين الاشجار الخضراء الكثيفة التي تظهرها النافذة خلف زجاجها.

بدأت وشوشات الفتيات من كل جهة : يا الهي كم هما وسيمان .
اوه قلبي الصغير لا يتحمل رؤية كتلة الجمال هذه .
ساجعل احدهما يقع في حبي حتما .
و غير ذلك من الأقوال المماثلة لهذه .

طلب منهما الأستاذ التعريف بنفسيهما ، ليبدأ أحدهما قائلا :
- مرحبا انا اسمي كيم تايهيونغ.

ثم تبعه الآخر :
- مرحبا انا بيون بيكهيون تشرفت بمعرفتكم.

بعد ذلك طلب منهما الأستاذ الجلوس ، لذا فبما أن يوري تجلس لوحدها فبالتأكيد سيجلس احدهما بجانبها ، و هذا تماما ما حدث .
سمعت يوري صوت الكرسي بجانبها يحرك فوق الارض فرمقت الذي جلس بجانبها بنظرة باردة و فارغة من المشاعر . ثم مد يده باتجاهها بغرض مصافحتها قائلا في الوقت ذاته :"مرحبا انا بيكهيون ماذا عنك ؟" أدارت وجهها باتجاه السبورة تاركة يده معلقة في الهواء و متجاهلة سؤاله كانت الفتيات ينظرن إليها بحقد ، غيرة و كره فتجاهلتهن ايضا.* فليذهبوا للجحيم كلهم * هذا ما فكرت فيه يوري في تلك اللحظة.
وضعت كل تركيزها مع الاستاذ فهي لا تريد ان تنزل درجاتها حيث أنها كانت دائما الأولى في فصلها و لها مكانة خاصة عند الأساتذة فهي معروفة بذكاءها و فطنتها.

انتهى الدوام الصباحي بسلام دون ان يزعجها ذلك الطالب الجديد المدعو بيكهيون . و حان أخيرا وقت الفسحة الغذائية فخرجت يوري من الفصل متجهة نحو المقصف و في طريقها إلى هناك اصطدمت بشخص ما فوقعت جالسة على الارض.
- اه هذا مؤلم لن اتمكن من الجلوس بعد الان _تمتمت تحت أنفاسها_
و شعرت بسائل ينساب على ملابسها فلما تفحصت هذه الاخيرة بعينيها لاحظت بقعة حمراء كبيرة تتوسط قميصها الأبيض الناصع .
- ما هذا ؟ _تساءلت بحيرة_ هل هذه دماء ؟ لكن من أين أتت ؟

في رأيكم من اصطدم بها ؟

اتمنى أن يكون البارت قد أعجبكم و آسفة إن كان قصيرا فهذا كل ما استطعت كتابته . من فضلكم اعطوني آرائكم و إن أعجبكم فلتصوتوا ☆ رجاءا .
و شكرا 😇

STRANGERS Where stories live. Discover now