المقدمة

23.6K 1.1K 188
                                    

"لربما كنت أنا الأحمق لتعلقي بالشمس، فالظلام ينقشع في حضرة الضوء"
***

يجر أذياله شاقا الغابة ليصل حيث مكانه المعتاد،
هناك و في نهاية تلك الموحشة سهل ممتد و بقربه بحيرة صافية المياه، حيث لا رفيق له سوى صوت الصراصير الذي يصدح صيفا مع نسيم عليل يبعثر شعره الداكن.

أسقط نفسه على العشب الندي و مدّ يده حيث تلك السوداء المهيبة يعكر حدادها أنجم مضيئة و يتوسطها قمر مكتمل.
إسترق النظر لإنعكاس البدر على البحيرة يبتغي إنتقاما لإنكسار قلبه بكسر صورة القمر حيث رماها بحصى صغيرة، إنكسر الإنعكاس و قلبه لا يزال مكسورا .

و حيث ترافقه نفسه الضعيفة همس بصوت عميق أعياه الدهر:

"ليس و كأني أحب الحياة بدونك فخذيني لحضنك أماه"

ثم رفع رأسه للسماء حيث النجوم لكنه لم يشعر بتلك النجوم المنسابة على خده تغسل جزءا من ألمه العظيم.

في تلك الليلة الصيفية الهادئة حيث نام الكل، عاهد نفسه المهشمة أنه إن كان الظلام يحاول الإستيلاء على حياته فسيرحب به كما رحب بالحزن سابقا فهو في الأخير تجرد من سببيه في العيش.

تلك التي كانت تضيء عتمته، نجمته المتوهجة في ظلمة دربه قد غادرت سماءه لتنتقل للسماء الكبرى حيث يستحال عليه إدراكها إلا إن كان مثلها، و شمسه المشعة قد غربت. فإن كانت شمسه المنيرة قد غابت من سماء أيامه و نجمته الجميلة قد ناما فأنّى له أن يحيا دون نوريه؟

هو الظلام و يحتاج لنور، نوره قد ذهب فأنى لحياته الإعتدال و الإشراق؟

نهض نافضا التراب عن ثيابه و مسح دموعه المنسابة على خده، حدث إنعكاسه على البحيرة:

"كيم تايهيونغ أنت لست إلا ظلاما فلا تتعلق بمصدر للضوء حتى لا تؤذي نفسك ثانية"

ولى ظهره للبحيرة و شق طريقه لمنزله الفارغ من سبب حياته، منزله حيث هو و الديجور رفقاء الدهر و السكن.

طفل القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن