عودة كابوسه

5.9K 669 139
                                    

أنا أيضا أحب أن أكون..مثل طيور تشرين
أحب أن أضيع..مثل طيور تشرين
فحلو أن يضيع المرء.. بين الحين و الحين

***

"أمي. إن الأمر ليس خطير أليس كذلك؟"
"دعنا نتمنى هذا".

***

يجر أقدامه نحو المنزل، بحث في جيوبه عن المفاتيح ليفتح الباب بتكاسل و من ثم يدفعه بقدمه، كان وقت الغروب و السماء ازينت بالبرتقالي. هو حاول أن يتأخر قدر المستطاع حتى لا يواجه والده،
مسكين أنت كيم تايهيونغ تهرب من الماضي فيلاحقك.

لمحه فوق الأريكة بجانب المدفأة، كان قد استولى الشيب على رأسه، هو لم يكن هكذا منذ عامين لكن الزمن يفعل فعلته بالمرء، و بإنعكاس لهيب النار على نظاراته الطبية الرقيقة و تركيزه في الكتاب، إسترجع تايهيونغ صورة والده المحب الذي اندثر منذ عامين.

أغلق الباب بهدوء ينافي داخله المشتعل شوقا و عتابا ليجذب إنتباه الأكبر. رفع رأسه عن كتابه ليتفحص وحيده الذي تركه منذ عامين. جميل كأمه و هادئ كأبيه.

لمعت عيناه لذكرى صغيره فإستوى من مكانه متقدما نحو الأصغر الذي كان ينظر إليه بعيون معاتبة.

توقف و بينهما مسافة المتر، ليس هذان الإثنان من سيحضنان بعضهما بشوق و يبكيان لرؤية بعضهما.

إبتسم الأصغر بإستهزاء و نطق عابثا بأعصاب أبيه:
"السيد المرموق كيم تشرف بزيارتي يا لحظي الوافر! دعني أخمن أنت جئت لتجعل حياتي جحيما أم جئت لتطردني من آخر ما تبقى لي منها؟"

صرخ في آخر حديثه ليردف و الدموع قد غلفت عينيه، لا يا طفل القمر أنت أقوى من أن تبكي أمامه!
"ما الذي دفعك للمجيء بعد عامين، أنت حتى لم تكن أبا صالحا و أي أب يترك ابنه الذي فقد أغلى ما يملك في يوم واحد؟"

صرخ معاتبا الأكبر ليردف بنبرة منكسرة و هو يطرق رأسه: "أنا كنت صغيرا حينها و كنت ساذجا، و لكن الكل يخطئ فيستند على والده إلا أنا أخطأت فرميت في الجحيم".

تقدم الأكبر حتى توقف بجانب ابنه الذي رفع رأسه ثم أماله بزاوية خفيفة لينطق بإستهزاء:
"قد أكون سبب موت أمي، لكنك سبب موت روحي
و بهذا نكون نحن الاثنان قاتلان فهذا الشبل من ذاك الأسد و أنا شبلك يا قاتل."

صوت صفعة دوى في المكان ليغلق الأصغر عينيه و الإبتسامة الساخرة لا تزال تعلو ثغره .حركة متوقعة، تخمينك سليم تايهيونغ.

لكن توسعت أعينه حينما أدرك نفسه في أحضان أبيه الذي نطق بصوته الرصين الهادئ:
" لا تزال أحمقا كما عهدتك بني"

طفل القمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن