دخلنا إلى البهو، بدأت أركض في الممرات، كل هذه الذكريات، لقد عادت. تنقلت من فصل لآخر، من قاعة لأخرى، وأنا أتذكر كل شيء كان يحدث فيها، الشجارات، المسابقات، حفلات الرقص المدرسية، حفلات التخرج، صف الدراما، صف الموسيقى، حصص الكيمياء، كل شيء حدث هنا! تلك الأيام التي لا تعوض.
أتذكر الأوقات التي قضيتها برفقة أصدقائي هنا، أتذكر غناءنا على خشبة المسرح، كيف فزنا بجائزة أفضل فرقة في المدرسة، غنينا أغنيتنا المفضلة، وانبهر الجميع بأداءنا.
هنا في هذا البهو، قضيت معظم أيامي فيه، كنت دائماً أتسكع هنا برفقة أصدقائي. لم نكن من مجموعة المتنمرين أو المشاغبين، كنا نحب أن نمرح دون نتسبب بالمشاكل لأنفسنا.
لكنني أتذكر جيداً كيف أبرح أحد أصدقائي هينري ضرباً، كان يتصرف بطريقة سيئة معه، فلم يتركه حتى أصدر قرار فصل بحقهما.
وصلت إلى فصل الفيزياء، الطاولات مرتبة بشكل مثالي، لم يمسس هذا المكان أحد قط، كان سيقام به إختبار نظري.
ثمانية أعوام، أتذكر اليوم الأخير، كان علينا أن نجتاز إختبار الفيزياء في اليوم التالي، لذا بقينا مستيقظين طوال الليل؛ ندرس.
كنت أفكر، ماذا لو لم أجتز الإختبار؟ هل سيذهب حلم كلية الهندسة بعيداً؟ لذلك بقيت أدرس مدة تتجاوز الستة ساعات؛ لأتأكد من أنني فهمت كل شيء.
ولكن القدر كانت له مشيئة أخرى، خطة أخرى، وحياتي تدمرت يومها. تركني حلمي، تغيرت حياتي ١٨٠ درجة، ولكن للأسوأ.
إتجهت إلى خزانتي، جمعت الأشرطة والسماعات، الأوراق والأقلام كلها، ووضعتهم في حقيبتي، أخذت أيضا حقيبة الإسعافات الصغيرة. إتجهت نحو الفصل الذي اتفقنا أن نلتقي به، ولكن داريل لم يكن هناك، جلست قليلاً في انتظاره، ولكنه لم يأت، لذا خرجت للبحث عنه.
- داريل؟.. داريل؟..
أنادي بين الممرات، ولكن لا إجابة لي.
- بربك، داريل!.. أين أنت؟..
لا أزال أنادي، ولا تزال لا توجد إجابة. سمعت صوتا صادرا من الحمامات، هرعت نحوها، وجدت قوس داريل، فتأكدت أنه بداخل أحد الكبائن.
- داريل؟.. أين أنت؟
أمر بين الكبائن منادية.
- أنا هنا..
رد من أحد الكبائن. شعرت بحركة في الخارج، ليست حركة سائرين، سحبت القوس من جانب الجدار وهرعت أطرق الباب على داريل.
- داريل، إفتح..
قلت هامسة.
- انتظري.. أنا أرتدي ملابسي!..
YOU ARE READING
الكائن الجميل | Sweet Creature
Fanfiction"لقد اعدتني إلى المنزل." جميعنا لدينا ماض مؤلم، لكن كائني الجميل كان مختلفا. لقد تحمل الكثير، واجه الكثير وحده، فقد الكثير أيضا، جرح وتكسر، تألم وبكى وحده، ترك في الخلف. لكنه انتصب على ساقيه، بكل الحب الذي بقي في داخله، صمد أمام الصعاب، تصدى لخوفه و...
