بنات الشايب

296 38 13
                                    

حكايات جدتي

يحكى ان رجلا عجوزا  لديه سبع بنات شابات. وكان الرجل فقير الحال ولا يستطيع تأمين لقمة العيش لهن
وفي أحد الايام جاء رجل واعطى العجوز امانة عبارة عن سلة كبيرة مملوءة بالتمر وقال له سآتي غدا لأخذها. اجابه العجوز ارجوك لا تأمنها عندي فأن لي في البيت بنات جائعات واخاف ان يأكلنها قال له الرجل: خبأها في مكان آمن.
فأظطر العجوز لأخذ السلة لبيته وعلقها في سقف المنزل كي لا تستطيع بناته ان ينزلنها وعندما رأين البنات اباهن حاملا السلة سألنه ما بها. اجاب لا شيء. انها أمانة تظاهرن البنات بعدم الأكتراث ولكنهن في الحقيقة كن يتضورن جوعا ولما خرج ابيهن عند المساء وضعن حجر على حجر وانزلن السلة واكلن كل التمر ولم يبقى سوى النوى فقالت اختهن الكبرى فلنضع حجارة في السلة كي لا يشك ابي باننا اكلنا التمر وعندما يأخذها لن يشك بأن التمر مأكول حتى يبتعد
وفعلا جاء الرجل في اليوم التالي لأخذ السلة ولما حملها شك ان وزنها قد تغير وبما ان هذا الرجل كان يخطط منذ البداية ليأخذ احدى البنات زوجة له فقد فتح السلة وقال: ما هذا يارجل كيف تخون الامانة وتأكل التمر. عرف العجوز ان بناته وراء ما حدث قال له: الم اقل لك اني لا استطيع ان اخبئ الطعام وبناتي جائعات قال الرجل: حسنا سأتنازل عن حقي مقابل ان تزوجني احدى بناتك قال الرجل العجوز ولكن ... ثم فكر انه اذا زوجها سيتكفل زوجها بمعيشتها. فأكمل حديثه قائلا: حسنا سأزوجك البنت الكبيرة (حمده)فرضي الرجل وعقد قرانه عليها واخذها وذهب بها الى بيته ولما دخلت رأت بيته الكبير المليء بالغرف وعلى ما يبدو انه كان غنيا ففرحت البنت بما رزقها الله. ولكن قال لها زوجها: اسمعي ان لي طباعي الخاصة ولا يحق لك الأعتراض عليها اي شيء ترينه تسكتين. وثانيا ادخلي جميع غرف المنزل والبسي ما تشائين من حلي وملابس فاخرة ولكن! لا اسمح لك بدخول تلك الغرفة. وهو يشير الى احد الغرف المنزوية في آخر المنزل
فأجابته: كما تريد
وقد كان زوجها يخرج في الليل ويعود في النهار متعبا ويغط في النوم
وفي أحد الليالي كانت تتظاهر بالنوم فرأته عندما خرج من المنزل فتبعته وعندما نظرت اليه وجدته قد فرش جناحيه وطار بعيدا. فعرفت ان هذا ليس بشرا فلقد شكت به منذ البداية فأسرعت نحو الغرفة المقفلة وفتحتها فرأت ما تقشعر له الأبدان فقد رأت بقايا عظام لبشر ووجدت امرأة مكبلة بالسلاسل وكلها جراح فسألتها وهي مرتعبة من انتي قالت المرأة :على مايبدوا انك زوجته الجديدة اجابتها حمده: نعم. قالت المرأة انه يتزوج بالنساء ويأكلهن بعد مدة انصعقت حمده بما سمعت وقالت ماذا افعل برأيك. اجابتها اهربي او اقتليه بذاك السيف فهو السيف الوحيد الذي يقتله فهل عندك الجرأة. اجابت حمده: ان شاء الله سأخلصك قالت لها المرأة اختبأي خلف الباب عندما يأتي واضربيه ضربة قاضية فأن لم تنجحي من اول ضربة سيقتلك. وحررت حمدة المرأة من القيود
وعندما جاء الصباح كانت حمده تنتظره خلف الباب ولما دخلت ضربته ضربة قوية فبدأ يتخبط في كل مكان من الألم فخافت وهربت هائمة على وجهها ولم تعرف هل مات ام لا يزال حيا فخافت ان تذهب الى بيت ابيها فبقيت تمشي وحيدة وقد تنكرت بزي رجل عجوز. وابتعدت كثيراحتى وصلت الى قرية اخرى فرأت بيتا كبيرا على ما يبدو انهم اغنياء جدا فذهبت اليه وطرقت الباب فأجابتها امرأة من خلف الباب :من? اجابت حمده المتنكرة انا رجل عجوز ابحث عن عمل قالت لها المرأة وقد فتحت الباب لقد جئت في الوقت المناسب نحن نبحث عن شخص يرعى لنا البطات ويعتني بها
لقد كانت هذه خادمة قد اوصتها سيدتها ان تبحث عن من يعتني بالبطات
اجابت حمده: حسنا سأعتني بها وعندما دخلت رأت اعدادهن اكثر من مئتين بطة ولأن الثعلب كان أفترس بعضها قرروا ان يضعوا احد ليعتني بها
كانت حمده تخرج كل صباح لترعى البطات وتذهب بهن الى الحقول وتتركهن يسبحن بينما هي تسبح في النهر ثم تخرج لتمشط شعرها. ثم تعود في المساء لم يكن أحد يراها لأن المكان معزول
وفي يوم كان ابن هؤلاء الناس يمر بالصدفة من المكان التي تذهب اليه لمحها وهي تمشط شعرها فأمعن النظر فعرفها نفسها العجوز الذي يعمل عندهم وعندما عاد للمنزل قال لأمه اريد ان اتزوج فرحت الام وقالت ومن هي سعيدة الحظ اجابها: انه العجوز صاحب البطات صرخت الام مالذي تقوله ياولد قال لها سأتزوج منه وسترين مفاجأة لن تتصوريها. ذهبت الام واخبرت ابيه فرفض الاب واتهمه بالجنون  قال لهم: ان لم تدعوني اتزوج ذلك العجوز سأقتل نفسي فخاف وآلديه فلقد خابت محاولاتهم معه بالخيبة بعد اقناع طويل واظطروا ان يزوجونه فجائوا بالعجوز ووضعوه في الغرفة وهو يقول لهم: انا عجوز ماذا تريدون مني فلم يجيبوه
اما الأم فأوصت خادمتها ان تحظر لها طبق من الرماد وطبق من الزهور
وعندما دخل الولد في الغرفة التي فيها العجوز اخرج سوطه وقال:هيا ايها العجوز اظهر حقيقتك كي يروك اهلي ولا يتهموني بالجنون اجابت بتردد انا عجوز يا ولدي فضرب الحائط بالسوط فخافت وخلعت زيها التنكري
واذا بفتاة جميلة جدا ضحك وقال لها كنت اعلم بذلك لقد رأيتك  قرب النهر واريد ان اعرف قصتك. حكت له قصتها وجلسا يتحدثان ويضحكان.  فسمعت الخادمة صوت الضحك فأخبرت امه فقالت لها الأم: اذهبي بالطبقين واطرقي الباب فأن كان خيرا فانثري الزهور وزغردي واذا كان شرا فانثري الرماد واصرخي
ذهبت الخادمة وطرقت الباب بينما كانت الأم تنظر بخوف ففتح الأبن الباب ورأت الفتاة فنثرت الزهور وزغردت فأسرعوا اهله ليروا البشارة فرأوا حمده وجمالها فعاتبت الأم ولدها على فعلته وقالت له لماذا لم تقول انها فتاة اجابها لأني توقعت انها تتنكر بسب خوفها من شيء فلم اشأ ان افعل ذلك حتى تكون لي وتحت حمايتي
فأكملوا العرس بفرحة
وكان هذا الشاب لديه اولاد عم تزوجوا اخوات حمده كلهن وعاش وآلدها العجوز معها كل هذا بعد ان اطمئانوا ان ذلك المخلوق المرعب قد مات وامنوا من شره

حكايات اهلناWhere stories live. Discover now