شيخة (2)

222 32 1
                                    

فلما دخل عليها فزعت وقالت: مابك يا اخي نظر اليها بغضب وقال لها: من هو ابي قالت له: شيخ كاظم قال لها: انت تكذبين قولي والا قتلتك. وقد اخرج خنجره ووضعه عليها خافت وبكت ثم اجابته: ابي قتل ابي هو شيخ سالم وامي توفيت عند ولادتك. فقال لها: ومن الذي قتل ابي. قالت :انهم عمومته يا اخي لقد اخذوا زعامته غصبا لانه ليس لديه ولد. فقال لها: واين قريتنا قالت له لا ادلك لاني اعلم انك ستذهب وحدك وهم كثرة فيقتلوك صرخ بها قائلا :وهل تريدينني ان اجلس كالنساء واندب حظي قالت: كلا يا اخي ولكني اريدك ان تكبر اكثر. نهض غاضبا وخرج فلحقت به فجاء الى شيخ كاظم ودخل عليه وقال: يا شيخ كاظم. استغرب الشيخ من كلام حسن لان هذه اول مرة يناديه بأسمه بعدما كان يناديه ابي فعرف انه قد علم الحقيقة ثم اردف قائلا: ماذا يا ولدي قال حسن: لماذا تخفون عني هذا السر اجابه الشيخ: لانك كنت صغير وانتظرناك حتى تكبر وعلى ما يبدوا انك الآن كبرت واصبحت رجلا يعتمد عليه قال حسن: وانا الآن اريد الذهاب للأخذ بثأري اجابه الشيخ وهو يضرب صدره لك ذلك ياولدي وكلنا معك ولكن اولا دعنا نرسل لهم مرسالا يحذرهم ويعطيهم فرصة للتنحي عن الشيخة واعطائها لك. فهدأ حسن وقال وان لم يقبلوا. اجابه شيخ كاظم: عندها تذهب للأخذ بثأرك وحقك ونحن معك ايضا
رضى حسن بمقترح الشيخ وتهلل وجه شيخة فرحا فقد احست ان اخيها اصبح رجلا يعتمد عليه
ارسل الشيخ كاظم رسالة الى اعمام حسن كما وعد. وبعد مدة جاء سيد محيميد مرسالا لهم ليخبرهم انهم لن يرضوا وسوف يأتون ليقتلوا حسن ويأخذوا اخته فغضب شيخ كاظم وقال له: اذهب واخبرهم اننا لن نسكت ابدا وايضا كان شيخ سالم صديقي القديم وقد اوصى ابنته ان تلجأ الي فأنتم تعتدون علينا اكثر. ذهب سيد محيميد وهو ينظر لضخامة حسن وقوته وجمال شيخة وصلابتها.
ولما وصل اخبرهم بما سمع ورآى فأستعدوا للمواجهه
وبعد مدة انتهت الهدنه وذهب حسن وشيخ كاظم  وبرفقته مجموعة من رجاله وابنه جواد حاملين السلاح ومجدفين بالقوارب نحو قرية سالم ولما وصلوا قريبا من القرية رأوا أولئك بأنتظارهم فبدأت بينهم الاطلاقات ولكن اعمام شيخ سالم تفاجئوا برجل عملاق وضخم ينزل من  قاربه نحوهم بدون خوف من احد وهجم عليهم بشراسة ورجال الشيخ كاظم يحمون ظهره ولكنهم بمجرد ان رأوه ارتعبوا منه بينما هو لم يعطهم الفرصة ابدا حتى قتل بعضهم وهرب الباقي وسيطر على القرية
أرجع حسن حقه واخذ بثأره واما الناس في قريته فقد رحبوا به وكان لا احد يجرؤ ان يواجه حسن اما بالنسبة لسيد محيميد فقد قتل برصاصة طائشة
وبما ان حسن اخذ بثأر ابيه تزوجت شيخة من جواد وعاشت معه بسعادة واما حسن فقد تزوج وانجب الكثير من الصبيان وبقي اعمامه الذين هربوا مهانين في اي مكان ولا يرحب بهم.

يقول المثل: لا يضيع حق وراءه مطالب
 

حكايات اهلناWhere stories live. Discover now