حكايات اهلنا

اختبار وأختيار

كانت امرأة تبحث لولدها الوحيد عن زوجة جيدة فكانت اذا ذهبت لبيت تعلم ان لديهم فتاة شابة تجلس عندهم وتمتحن الفتاة بأشياء كرمي الكأس الذي قدمته لها دون ان تعلم الفتاة فأذا تخطت الكأس تعتبرها مهملة واذا التقطته اخضعتها لاختبار آخر بالكلام معها واغضابها فأن لم تعجبها الفتاة خرجت دون ان تحدث اهلها بالخطبة بحجة زيارة جيرانها او حجج كثيرة
كانت هذه الأم تبحث عن فتاة لائقة بولدها بأن يكون جمالها جيد ليس مهماً ان تكون جميلة جدا المهم ان تكون اخلاقها رفيعة وفطنة ونظيفة حتى تضمن حياة مستقرة لابنها ولها

بعد يأسها وحرجها من دخول المنازل فكرت ان تجلس على الطريق الذي تمر منه فتيات القرية عند ذهابهن لمليء اوانيهن بالماء لتختبرهن واحدة واحدة عسى ان تجد زوجة جيدة لابنها فقد تعبت من كثرة البحث لكنها تريد لتعبها ان لا يضيع سدىً
جلست ووضعت امامها سلة من التمر وكلما مرت منها فتاة قالت لها يا ابنتي هل تستطيعين ان تعبثي بشعري كي انام ولك الحرية ان تأكلي من التمر فكانت اي فتاة تعبث بشعر المرأة وتأكل من التمر لا تعجبها لأنها تعرف انه لا يجوز الأكل عندما تكون اليدين غير نظيفتين
وفي يوم مرت فتاة جمالها متوسط وكانت تحمل دلو الماء فرأت المرأة وسلمت عليها اعجبت المرأة ببدء الفتاة بالسلام سألتها الفتاة: مالذي تفعلينه هنا يا خاله
اجابتها المرأة : اجلس لأستريح يا ابنتي فهل اطلب منك طلبا
قالت الفتاة: اطلبي يا خاله
قالت لها المراة: هل تعبثين بشعري كي استطيع ان اغفو قليلا ولك الحرية ان تأكلي من التمر
جلست الفتاة وابعدت سلة التمر قليلا وقالت بابتسامة: يا خاله كيف آكل بينما اعبث بشعرك دعيني اريحك ثم اذهب لغسل يدي ونأكل بعدها معا
ابتسمت المرأة بأعجاب وسألتها عن اهلها ومكان بيتهم فأجابتها الفتاة فعرفت المرأة انها من الجيران الذين لم يخطروا ببالها وهم بعيدون بعض الشيء ثم سألتها بعض الأسئلة التي تغضبها ولكن الفتاة كانت تبتسم وكلما تعذرت منها المرأة قالت لها لا عليك ياخاله فأنت مثل امي
فأعجبت المرأة بالفتاة وذهبت في اليوم التالي لخطبتها لابنها وفعلا لا يضيع التعب فقد كانت خير زوجة لولدها وخير كنة لها وبأخلاقها اصبحت اكثر جمالاً

الزواج مسؤلية كبيرة وبناء اسرة وحياة جديدة فلا يركز الشاب على الجمال الخارجي وينسى الجمال الداخلي
ولا تركز الفتاة نظرها لوسامة ومال الشاب بل انها ستعيش مع اخلاقه
فأن الجمال والمال سيذبلان بمرور الزمان اما الأخلاق فهي التي تزهر وتزهو للزوجين
فلو احسنا الأختيار ستقل كثرة الطلاق

قال الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم (اختاروا لنطفكم فأن العرق دساس) و للزوج (اذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)
صدق نبينا الكريم ص