حكايات اهلنا

انا بريئة

تزوجت احدى الفتيات من شاب يعمل في البحر ويغيب عنها مدة ثم يعود الى بيته الدافيء المملوء بالحب كانت حياتهما لا ينقصها شيء
ولأن حياتهما هادئة حسدهم احد اقاربهم على ما هم عليه وظن أن سر سعادته في زوجته فأراد ان يدمر تلك السعادة بحسده
في احدى سفرات زوجها كانت تبقى لوحدها في منزلها لأنها يتيمة الأم ولأنها تحب بيتها لأنه يزيدها شوقا وحبا لزوجها الطيب فسمعت طرق الباب ولما فتحته وجدت أمرأة فقيرة تتوسل بها ان تبقى معها الليلة فقط لأن طريقها بعيد ومالها قليل في باديء الأمر لم تتقبل الفتاة ذلك وقالت لها: كيف اقبل وانا لا اعرفك
توسلت المرأة قائلة: أرجوك الليلة فقط وسأكون لك انيس
الفتاة: وكيف عرفت اني وحدي
المرأة: سمعت رجلين يريدان ان يدخلا منزلك الليلة للسرقة فأحببت ان اساعدك وتساعديني
ابتسمت الفتاة وشكرت المرأة وادخلتها المنزل وناولتها الطعام وهيأت لها مكان للنوم ولما صار الليل قالت المرأة: اذهبي ياأبنتي للنوم سأحرسك
ذهبت الفتاة للنوم وغطت في نوم عميق
وعند الصباح ذهبت  المرأة وبقيت الفتاة وحدها.
وبعد ايام عاد زوجها للمنزل فأستقبلته كعادتها بفرح وسرور لكن زوجها بدا لها متغير عليها سألته مابك. لم يجبها ودون ان تعلم ماهو تقصيرها معه ادار وجهه عنها ولم يكلمها ولم يبادلها الكلام كعادته معها
تضايقت من موقفه كثيرا ثم وقفت امامه غاضبة: قل لي ما هو ذنبي كي اعلم
نظر لها بأشمئزاز واخرج كيسا من جيبه والقاه امامها وقال: هذا هو السبب. ثم خرج
فتحت الكيس ونظرت فرأت صور لها وهي نائمة على سريرها وهي بملابس نومها وضعت يدها على فمها وشهقت وهي تبكي من اين جائت هذه الصور ومن الذي صورها
عندما رجع زوجها سالته: من الذي اعطاك الصور
قال: احدهم ارسلها لي وقال انها صديقتي صورتها وهي نائمة فأستشطت غضبا عندما عرفتك
قالت: لماذا انت واثق من كلام هذا الشخص ربما يريد ان يدمر سعادتنا
قال: ومن اين اتت الصور
قالت: صدقني انا لا اعلم فأنا اغلق الابواب كل ليلة جيدا حتى انه في احدى الليالي بقيت معي أمرأة قد سمعت رجلين يريدان سرقة منزلنا
نظر لها  ثم قال :من هي تلك المرأة وهل تعرفينها
قالت: لا اعرفها لكني اتذكر شكلها
قال: اسمعي سأبقيك هنا اسبوع فقط اريد ان اعرف من الذي التقط الصور وان ثبت لي بالدليل سأطلقك وان ثبتت برائتك سآخذ بحقك منه
لم يكن عند الفتاة سلاح سوى الدعاء لله بأن يثبت برائتها.
بحث زوجها عن دليل يثبت برائتها لكنه لم يجد المجهول الذي بعث الصور حتى جاء اخر الاسبوع
بدأت تجمع ملابسها واغراضها حتى تعود لبيت وآلدها وزوجة ابيها ، وقلبه يتمنى ان تكون زوجته بريئه ولكن كيف والصور توضح خيانتها
طرق الباب وخرج لفتحه واذا هي امرأة. قالت له: اريد التحدث لك
قال: تفضلي. دخلت المرأة وجلست ولما خرجت الفتاة ورأتها عرفتها نفس المرأة التي بقيت معها تلك الليلة فعانقتها فبكيت المرأة وقالت: ارجوك سامحيني لقد ظلمتك وانت لم تفعلي معي سوءاً بل اكرمتني
تعجبت الفتاة وزوجها ماذا تقصدين
قالت المرأة: انا نادمة كثيرا فضميري لم يترك لي مجالا للنوم بهدوء بعدما وعدني فلان احد اقارب زوجك ببعض المال لحاجتي اليه لكنه خذلني وعرفت سوء فعلتي فجئت لانتقم منه ومن نفسي لاعترف انه من اعطاني كاميرا اصور زوجتك وهي نائمة ومطمئنة كي يوهمك انه دخل دارك وكان معها لكني اشهد ان زوجتك بريئة وعفيفة ووفية لك وهي تحبك كثيرا ولا تصدق كل شخص حتى تتأكد كي لا يهدم حياتك
نهض الزوج غاضبا ليذهب لأقاربه الذي فعل مافعل لكن زوجته طلبت منه الهدوء وقالت له: دع عقابه على الله فمن يهتك اعراض الناس سيهتك عرضه يوما ما
ثم قال للمرأة: شكرا لك على شهادتك ولكن لا تبيعي ضميرك من اجل الحاجة الى المال فبذلك لن يرحمك الله لأنك ساعدتي في تهديم اسرة ومد يدك لغير الله

         *     *        *

في زماننا هذا وخاصة بعدما اصبحت الكاميرات في الهواتف النقالة اصبح التصوير شيئا متداولا لكن احذروا من تصوير وهتك حرمات الناس فقد تهدم أسر ويتشرد الاطفال وتكثر الأمراض النفسية وتنعدم الثقة مع بعضنا البعض فكل شيء تفعله دين سيرد لك يوما ما

قال تعالى:
     بسم الله الرحمن الرحيم

(يِّأّ اأّيِّهّـأّ الَلَذِيِّنِ آمًنِوٌأّ إنِ جّـأّئکْمً فُـأّسِـقُ بًنِبًأ فُـتٌـبًيِّنِوٌأّ أنِ  تٌـصّـيِّبًوٌأّ قُوٌمًأّ بًجّـهّـأّلَةّ فُـتٌـصّـبًحًوٌأّ عٌلَى مًأّ فُـعٌلَتٌـمً نِأّدٍمًيِّنِ)
     
صدق الله العلي العظيم