حكايات اهلنا

محمود التائب

حكاها لنا وآلدي

كان رجلا يدعى محمود وكان لصا وقد قتل 99 شخص
وكان الناس تعرف بذلك ولكن يخافون منه وكانوا يلقبونه بـ (محمود الحرامي)
 
في احد الايام دخل محمود الى المسجد وقد سمع الشيخ يقول في خطبته: ان الله يغفر الذنوب جميعا الا الأشراك بالله
قام محمود وقال ياشيخ : تقصد ان الله يغفر لي ذنوبي من سرقة وقتل وشرب الخمر وغيرها الكثير سكت الشيخ قليلا ثم اجابه: ان ذنوبك من الكبائر وغفرانها صعب وقد لا يغفر الله لك. عندها رفع محمود صوته غاضبا: كيف ألم تقل ان الله لا يغفر للمشرك فقط وانا لست مشرك. صمت الشيخ وفكر ثم اجابه: اذهب يا محمود وازرع عصا يابسة لا حياة فيها واسقيها كل يوم فأذا اخضرت فأن ذنوبك قد غفرت
لقد تكلم الشيخ هكذا قاصدا ان ذلك مستحيل
ذهب محمود واخذ عصا يابسة وغرسها في حديقة بيته وظل يسقيها كل يوم ولا تزال العصا على حالها
وفي ليلة من الليالي كان محمود يتسكع في الطرقات كعادته فمر على المقبرة فسمع صوت صراخ ذهب نحو الصوت راكضا فرآى رجلا قد حفر قبر حديث لفتاة شابة ويريد الزنا بجثة الفتاة فغضب محمود وقال في نفسه اذا قتلته سيكون عدد قتلاي 100 فلن يغير ذلك شيء وفعلته هذه يجب ان يقتل عليها. فهجم محمود على ذلك الرجل وقتله ثم لفها بالكفن ودفنها وذهب الى بيته
وعند الصباح استيقظ فوجد العصا قد اصبحت شجرة فلم يصدق عيناه وقال اذن ان الله قد غفر لي ولكني البارحة قتلت رقم مائة فكيف يحدث ذلك لي
فبعث الى الشيخ الذي اشار اليه بزراعة العصا
ونظف بيته من الخمور والاوساخ وكل ما يدعوا للخجل
وعندما وصل الشيخ ورآى الشجرة تفاجأ
ثم جلس مع محمود وقال له: العصا ميته لا يمكن ان تنبعث فيها الحياة الا بمعجزة ومعجزات الله لا تحصل الا للأنبياء والصالحين ولقد نصحتك ان تزع عصا بقصد ان الغفران لك مستحيل ولكن مالذي فعلته لكي يغفر الله لك. اجاب محمود بأبتسامة يائسة لقد قتلت البارحة رجلا واصبح عدد قتلاي مائة. قال الشيخ: حدثني عن ما جرى في الليلة الماضية بالتفصيل
فجلس محمود يحدث الشيخ بما فعله في الليله الماضية. وعندما انتهى من حديثه قال الشيخ: ان الله غفر لك ذنوبك لأنك هذه المرة قتلت رجلا يستحق القتل لأنه يهتك حرمة الميت الذي لا حول ولا قوة له وانت حفظت كرامة الميت عندما قتلته وأرجعتها للتراب مرة اخرى فهذا الصراخ ما هو الا صوت اوصله الله اليك لتستر انسانة ميتة ولكي يفتح لك الله بابا  للتوبة.ولأن الله التمس فيك تغيير نفسك اذهب يابني واغتسل غسل التوبة واترك المعاصي  واطلب السماح من الناس الذين آذيتهم وافتح صفحة جديدة
ومنذ ذلك اليوم اصبح محمود الحرامي لقبه محمود التائب

باب التوبة مفتوح للكل لأن الله يحب عباده وقد جعل الله التوبة عسى ان نرجع الى الله ولكي لا نستمر بذنوبنا وأن لا نيأس ان الله يحب التائبين