ج 1

766 10 0
                                    


@ys@shالجزء1

كان يمشي على الرصيف وينظر أمامه بعينين صغيرتين كعيني الثعلب،ويراقب الشارع الممتد أمامه ، كان طويل القامة ضخم الجثة يغزو وجهه شعر كثيف ولحية متوسطة الطول يرتدي معطفه الرمادي المهلهل وقبعته العتيقة ...مضى في طريقه حتى وصل لآخر الشارع ووقف يراقب التقاطع الذي أمامه وساحة السوق ...وفجأة سمع صوت إمرأة تصرخ :لص ..لص أمسكوه سرق حقيبتي .

تجمع الناس حولها ليرو ماجرى ..اما هو فقدإلتف بعيدا وأخذ يسرع في مشيته ،تطلع في وجوه الناس الماشية وبحكم خبرته الطويلة إمتدت يده لتمسك بذلك الشاب الداكن البشرة من تلابيبه وجره الى أحد الأزقة بعيدا عن الناس ثم دفع به نحو الحائط وثبته من رقبته بذراعه وسحب الحقيبة المسروقة من داخل قميصه ثم قال بعصبية وصوت أجش مبحوح يثير الخوف وعيناه تشتعل غضبا :من أنت ؟ ومن أرسلك الى هنا ؟ولحساب من تعمل ؟ أجب بسرعة والا ...

الشاب بخوف وهو يرتجف : أرجوك خذ الحقيبة وأتركني ..دعني وشأني ...

فأحكم قبضته على ياقته وشده بقوة قائلا :تكلم من أرسلك الى هنا ها ؟

:لم يرسلني أحد صدقني ولا أعمل لحساب أحد أنا شاب فقير محتاج ولدي عائلة أردت إطعامها.. وهذه أول مرة أسرق فيها .

: إياك أن تكذب ياهذا والا ساحطم وجهك .

:صدقني ياسيدي صدقني لم يرسلني أحد أنا ..أنا لا أعرفك حتى ...ولن أسرق ثانية أعدك إنها أول وآخر مرة سأتوب أعدك .

خفف الرجل من قبضته وقال وعيناه تضيقان وتشعان غضبا : لا يهمني إن كنت ستتوب أم لا لكن هذا السوق ملكي وإياك ثم إياك أن تعود لتسرق من شارعي من دون إذني أفهمت فلا أحد يجرؤ على النشل هنا من دون إذن من بيبرس وإلا سيكون الموت مصيره .. أفهمت ؟.

الشاب بخوف وتلعثم :حاضر حاضر ياسيدي سأرحل ولن أعود أبدا ولن أسرق مرة أخرى أقسم لك .

وأسرع الشاب راكضا مبتعدا عن بيبرس ، وفي تلك اللحظة إرتفع صوت المحقق حسان :توقف مكانك يابيبرس المكان محاصر وأنت رهن الاعتقال إياك أن تقوم بأي حركة مفاجئة .. إرفع ذراعيك للأعلى فوق رأسك والا أطلقنا عليك النار . Ys@sh

تطلع بيبرس حوله وإذا بالشرطة تملؤ المكان وتحيط به من كل جانب وقد وجهوا أسلحتهم نحوه فإبتسم بخبث وتهكم وهو يدرك ألا مجال للفرار وقال :هه هههه أخيرا إلتقينا ياحسان .

حسان موجها الأوامر للشرطة :قيدوه جيدا وفتشوه ...لن تفلت هذه المرة أبدا يابيبرس وستكون ضيفا مميزا عندنا ...خذوه وإياكم أن يفلت منكم .

سار بيبرس مكبل الذراعين للخلف ومكبل الساقين نحو سيارة الشرطة وجلس في الخلف وهو ينظر للناس المتجمهرة حوله تتفرج فنظر اليهم وهو يبتسم دون إهتمام وكأنه أدرك أنها النهاية ولا مجال للفرار بعد الان .

مذكرات سجينهWhere stories live. Discover now