ج 10 و 11

130 0 0
                                    

@..ys@shالجزء 10 :


بت ذلك اليوم في احضان زوجي ودموعي تنهمر بصمت ووأنا اشفقد على نفسي واشعر بالأسى بقدر سعادته هو، شعرت بفداحة السجن الذي وضعت نفسي فيه لكن لامفر لي غير هذا أن أعيش معه بالحلال وبشرف أفضل من أن أكون بلا شرف .
مر يومان ومروان بصحبتي لا يغادر المنزل ويعيش دور الزوج السعيد بعروسه المدللة وفي اليوم الثالث قرر الخروج لعمله وتركني في البيت ولم يمضي ساعة على خروجه حتى طرق الباب وعندما فتحته لأرى من الطارق إندفع الباب بقوة ووقعت أرضا وإذا بيبرس أمامي ..
هيفاء بفزع :ب بيبرس !!
بيبرس : جيد أنك لازلت تتذكريني ياحلوتي ..والآن تعالي معي سنعود لبيتنا.
ركضت بسرعة لأختبئ لكنه قطع طريقي :إلى اين ؟.هه لن تهربي مني هذه المرة .
هيفاء :إبتعد عني يابيبرس ولا تقترب أنا لم أعد ملكك ...إرحل قبل أن يأتي مروان ويحطم وجههك .
بيبرس بإستخفاف : أها مروان .. لقد أخفتني ..يبدون أن علاقتكما متطورة لتذكرينه بدون ألقاب ها ...لن يردعني عنك الجن الأزرق أيتها العاهرة فضلته علي ذلك القواد ولن أغفر لك ذلك ..
هيفاء : إذهب من هنا أيها الحقير مروان زوجي ولن يحق لك لمسي أو أخذي من بيت زوجي .
بيبرس :كذبة جميلة أيتها الحسناء لكني لن أصدقها أبدا ان يتزوج ذلك الوغد واحدة مثلك .
هنا دخل مروان وهو يوجه مسدسه نحو بيبرس : بل صدك يانشال ... هيفاء زوجتي تزوجتها منذ أخذتها من بيتك وقد دفعت لك مهرها وهذا عقد الزواج وهناك شهود والأن أخرج من بيتي قبل أن أنسف رأسك ولا تعد إلى هنا ثانية .
ركضت أنا وإختبأت خلف مروان ﻷحتمي به وأنا أرى الصدمة في عيني بيبرس وقد تحولت لحقد وهو يدرك الآن أني أفلت من قبضته ولن يقدر على فعل شيء ...خرج بيبرس من البيت وأغلق مروان الباب وأقفله بإحكام ومن شدة خوفي ركضت نحوه وعانقته وأنا أرتجف وأبكي فضمني وقال :
إهدأي إنتهي الامر الأن لكن لاتفتحي الباب مرة أخرى وإجمعي أغراضك سننتقل لبيت آخر بعيدا عن عيونه .
هيفاء : أرأيت لقد حدث ما كنت أخشاه ،ولقد أتيت في الوقت المناسب لكن كيف عرفت بأنه سيأتي .
مروان :لست أحمقا يا هيفاء وأنا أعرف كل تحركاته وتوقعت ذلك .
هيفاء :وأين سنذهب الآن ؟
مروان : إستأجرت منزلا آخر وسنذهب إليه هيا بنا .
وبعد بضع ساعات كنتقد جمعت حاجياتناوإنتقلت انا ومروان لبيتنا الجديد لكنه كان منزلا قديما في حي فقير ومع ذلك رضيت فالمهم أن أتخلص من بيبرس وأتحرر من سيطرته ،وبدأت مرحلةجديدة في حياتي
فبعد أيام بدأ مروان يكشف عن وجهه الأخر فكل يوم يأتي سكران ويبحث عن المتعة وينام حتى الظهر وأصبح بعدها يجبرني على الخروج للعمل معه أحيانا في صالة القمار ويحضر لي ملابس فاضحة ليغري الزبائن لكنه لا يسمح لأحد أن يلمسني كنت أسمع أنواع الغزل وكنت أشمئز منهم وأحيانا يجبرني زوجي على مجاملة زبائنه ولإغوائهم وإثارتهم فيرسل إليهم من ترفه عنهم وكل شيء بثمنه .
كنت أشعر بالخوف والحزن على تلك الفتيات اللاتي يتاجر بأجسادهن وأتخيل نفسي معهن وأحمد الله أني أقنعته بالزواج مني وإلا كان مصيري مصيرهن كنت أتحين الفرص لأخرج للشرفة وأتنشق هواءا نظيفا بعيدا عن تلك الأجواء ورائحة السكائر والخمر وأبكي على ما آلت عليه نفسي وأعود مجبرة لأكمل عملي بفتح قناني الشراب للزبائن ،وأحيانا كان يجبرني أن أساعده بعمليات السرقة إذا كان يلبسني ملابس مغرية ويوكل إلي مهمة إشغال البائع عنهم بينما هو وعصابته يسرقون المحلات ...ثم يعود للبيت ليحتفل بنصره وأنا النعجة التي تذبح لإتمام الحفل ...كنت أبكي وأبكي سرا ولا أعرف كيف ومتى سينتهي هذا الكابوس الذي أعيشه أو سأنتهي أنا قبله، كنت أنظر للأفق البعيد... إلى تلك المنازل التي تبدو كالصناديق الصغيرة وأتمنى لو أن لي منزلا خاصا بي أعيش فيه دون خوف وأحب رجلا يحبني ويحميني ويخاف علي وأعمل عملا شريفا أعيش منه حتى لوكان في تنظيف المنازل المهمأن يكون بعيدا عن الخمارات والعربدة... لكن حلمي ظل حلما .
هنا قاطعت الحارسة كلام هيفاء وهي تشير لوقت النوم .
أسماء :اوو دائما يدعوننا للنوم في الوقت الغير مناسب .
هيفاء :ههههه هيا نامي فقد تعبت أنا أيضا .
أسماء :لا بأس غدا جمعة وهو يوم الإستراحة وستكملين لي القصة دون إنقطاع .
هيفاء :حسنا أعدك بذلك .
وفي صباح اليوم التالي إستعدت السجينات بفرح للخروج الى ساحة السجن للترفيه لأن اليوم عطلة وهناك تمشت هيفاء وأسماء في الساحة لبعض الوقت ومن ثمةجلسن في الشمس يستشعرن دفئها .
هيفاء :اه ما أجمل دفئ الشمس وكأني لم أرها منذ سنوات .
أسماء بتنهيدة : اه..نعم هذا عذاب السجن ...والآن دعينا نكمل قصتك لا أريد إضاعة الوقت .
هيفاء :ههههه حسنا ..أنت متشوقة دائما لسماعي وكأني أحكي لك رواية سينمائية ههه .
أسماء :إنها فعلا كذلك صدقيني ما مررت به يشبه الخيال ولن يصدق أحد ما أنها حقيقة .
هيفاء : أقسم لك أني لم أضف شيئا من خيالي وكل ماقلته حدث فعلا .
أسماء : من دون أن تحلفي أنا أصدقك ..والآن أكملي .
هيفاء :حسنا أين وصلنا ...ممم أجل ..بقيت مع مروان على هذا الحال مدة من الزمن لكن الغيرة والشك بدأت تأكل قلبه إذ كان أصحابه يسمعونني كلاما أخجل من قوله ويحاولون التحرش بي وأصبح هو كالحارس الشخصي يلاحقني فرغم دنائته كان يخاف على ليس حبا بي ولكنه يعتبرني من أملاكه الشخصية ولا يحب أن يشاركه أحد في أشيائه كنت أكره لذلك وفي نفس الوقت أفرح لانه يحميني من الحثالات الموجودة في ذلك المكان ،لذلك أصبح يبقيني في البيت في كثير من الأحيان ويأخذني في الأيام المهمة كالاعياد والاحتفالات وزيارات الشخصيات البارزة الذين يعرفهم من رؤساء العصابات كنت أفرح عندما أبقى في البيت في النهار لكني أعاني في الليل من زوجي السكير الذي يعود شبه غائب عن الوعي لأنه كان مدمن على الشراب وكان يضربني أحيانا وأحيانا أخرى يجبرني على معاشرته وفي كل مرة كنت أتقيء منه لأني لا أتقبله ولا أتقبل رائحته النتنه بسبب الشراب الذي يتجرعه حاولت مرارا أن أقنعه بأن يتركه وشرحت له وضعي لكنه كان يسخر مني ويجبرني على تقبله وفي إحدى المرات إستيقظ على صوتي وأنا أتقيء وأبكي من الألم الذي سببه لي بضربي ومعاشرتي وبدل أن يواسيني ويعتذر لي جرني من شعري وأكمل ضربي وهو يقول لي: لم أعلم أني أقززك لهذا الحد أيتهة الحقيرة. لكن هذا ما أردته أنت وعليك أن تتحملي لأني لن أطلقك أبدا .
أسماء : يا إلهي أي ظالم هذا كيف تحملته .
هيفاء : كنت أموت ألف مرة وأكره نفسي لأني وضعتها بهذا العذاب كنت أظن أني سأتخلص من عذاب بيبرس فوقت بجحيم مروان ،تلك الليلة كرهته أكثر من أي وقت ولكن لم يكن بيدي حيلة ،
مضت ثلاث سنوات وأنا على هذا الحال وأصبحت في الثامنة عشرة وبدأت ملامحي تستقر وأنوثتي تضج أكثر وأكثر وإزدادت العيون المتعلقة بي طامعة بجسدي وأنا رهينة تحت عذاب مروان وقسوته ،وذات يوم حضر رجل غريب لم أره من قبل إلى صاله القمار كنت يومها برفقة مروان بثوب أحمر ضيق يبرز كل مفاتني وشعري طويل يغطي خصري وينزل لأسفل ظهري منساب وقد زينته بوردة حمراء تناسب ثوبي ، دخل ذلك الغريب للصالة وطلب شرابا وجلس وحوله أربعة رجال مفتولي العضلات يحرسونه فكثر اللغط والحركة في الصالة وعرفت من إحدى العاملات أنه رئيس مافية يعمل بالتهريب وله مكانة كبيرة ينادونه الضبع لأنه لا يخاف من أحد ،لم أقترب منه وشعرت بالخوف الشديد ورأيت مروان يناديني من بعيد فذهبت نحوه بسرعة فقال لي بحذر وهو يضع معطفا على كتفي يغطيني : هيفاء أخرجي من هنا الآن سيوصلك أحد رجالي للبيت بسرعة .
كنت مرتبكة وكلامه أشعرني بخوف أكبر فنفذت فورا ماطلبه دون سؤال كان كل همي أن أعود لبيتي لآمن على نفسي ،لكن الضبع إنتبه لي وأنا أسير نحو مروان فبعث من يتقصى عني وعرف أني زوجته فسكت ، وعدت للبيت وأقفلت الباب علي وتنفست الصعداء حينها ألقيت حقيبتي ومعطفي ورميت نفسي على السرير لأرتاح لكن صورة الضبع أقلقت منامي فإنتفضت على لمسة كف تسير على خدي فوجدت مروان يجلس الى جانبي ويحدق بي فإبتسم : هل أفزعتك ؟
هيفاء : أجل ...اه مروان ....ورميت نفسي في حضنه أبحث عن الأمان رغم كل شيء لما كان في قلبيمن خوف .
مروان :لم كل هذا الخوف ماذا حدث ؟
هيفاء : لا أدري شعرت بخوف من ذلك الذي يدعى الضبع عندما دخل للصالة وعندما أرسلتني للبيت إزداد خوفي أكثر ...لم فعلت ذلك ؟
فزفر مروان بقلق على غير عادته : أنت لا تعرفين الضبع يا هيفاء انه رجل بقلب ميت ولا ادري كيف وصل إلي صالتنا ..إنه رجل خطر وخشيت أن يحصل شجار او تداهم الشرطة المكان لذلك أبعدتك .
هيفاء : أتخاف علي ؟
فإبتسم بخبث :هه أنت رأس مالي ولن أستغني عنك ياحلوتي .
حزت في نفسي كلماته كثيرا فإبتعدت عنه ،كنت أظن أن لي عنده مكانا في قلبه ولو قليلا بعيدا عن أطماعه ولكن للأسف كان هو وبيبرس وجهان لعملة واحدة إسمها الجشع ....يتبع

مذكرات سجينهWhere stories live. Discover now