ج 12 و 13

247 2 1
                                    

@ys@shالجزء 11 :


مرت بضعة أيام لم أخرج فيها من البيت إلى الصالة كنت أشعر بالتعب وإلارهاق وكأني أشكو علة ما لكني لست مريضة كنت أحس بالضيق والضعف وإنقباض صدري ، وأصبحت أعطي الأعذار كي لا أذهب مع مروان لكنه بعد فترة تغير كليا وذات يوم أصر على ذهابي معه وأعطاني مالا لأشتري فستانا جديدا فذهبت للسوق وإشتريت فستانا أسود جميل جدا وخطر لي أن أخذ موعدا عند الطبيب عله يعطيني دواءا يخفف من حالتي لكني صدمت بخبر حملي ، وضعت يدي على بطني وأنا في حالة ذهول هل أفرح أم أحزن لاأعرف كيف أصف مشاعري في تلك اللحظة لكني قررت أن أخفي الأمر عن مروان حتى أجد الوقت المناسب وأخبره ربما يصلح من حاله ويغير معاملته لي ...عدت للبيت وجهزت نفسي وذهبت برفقة أحد أعوان زوجي إلى الصالة حيث ينتظري فهو لا يتركني وحدي أبدا لأني كنزه الثمين ،دخلت الى الصالة وكل العيون تريد أكلي بنظرها ،سواد ثوبي أبرز بياض بشرتي وزرقة عيني كنت أتنقل من طاولة لأخرى ورجال زوجي تحميني بالخفاء وعند إحدى الطاولات ناداني أحدهم وكان يقامر وقال لي :تعالي الى جانبي أيتها الفاتنة لاتفائل بك . Ys@sh
فإبتسمت له بحكم عملي ووقفت الى جانبه فأعطاني النرد وطلب أن أرميه بدلا عنه فكان العدد الذي وقع عليه النرد هو العدد الرابح فحاول ذلك المعتوه ضمي فدفعته عني وإبتعدت فشدني من يدي ليعيدني فأمسك مروان بيده لأني مراقبة من قبله وقال للرجل :إحذر ..وإحفظ مكانك هذه الحسناء ملك خاص لي إن أردت العبث فلدي ما يناسبك ...وأشار الي فإبتعدت عن المكان قليلا ووقفت عند الطاولة الأخرى لأرى طلبات لزبائن لكن عقلي كان في الخلف يصغي لما يدور من حديث عني .
الرجل : لا حاجة لي بأخرى أريدها هي إسألها إن كانت تقبل .
مروان :لن تقبل ولن أسمح لها قلت لك إنها وقف خاص لي .
فرد الآخر :إنها زوجته ياعزيزي إختر غيرها أو إكتفي بتمتيع نظرك هههههه .
فقال الرجل بجدية :وإن يكن سأشتري زوجتك ليلة واحدة وأعيدها صباحا وسأدفع لك بسخاء ماذا قلت ...وأخرج من جيبه مبلغا كبيرا لإغراء مروان ..هالني ماسمعت شعرت أن قلبي سيتوقف من الخوف وإنعاد شريط الذكريات أمامي عندما ساوم مروان بيبرس علي ودفع له المال ...يا إلهي هل سيبيعني له !!هل يتخلى عن عرضه لرجل أخر ويتاجر به ...يالمصيبتي !!
وهنا قررت التدخل فورا قبل أن تقع الكارثة وأنا كالنعجة تباع وتشترى دون حول ولا قوة فتوجهت نحو مروان وقلت بجدية :مروان تعال لحظة أريد أن أكلمك بأمر هام .
فقال لي :ليس الآن إذهبي من هنا وأكملي عملك .
هيفاء :لا يجب أن تأتي الأمر مهم جدا .
وسحبته من يده فجرني خلفه ودفعني لمكتبه بعصبية :هل جننت تشدينني أمام الزبائن !!
هيفاء بغضب : هل أنا من جنت أم أنت ..كيف تقبل أن يساومك أحد على زوجتك أتقبل أن ينتهك عرضك وبموافقتك ؟
مروان بغضب :إخرسي ولا تتدخلي بعملي .
هيفاء :عملك !! أتتاجر بزوجتك أي دياثة هذه التي تملكها ؟
فصفعني بقوة شعرت أن خدي أقتلع ثم شد قبضته على ذراعي وقال : أنا أفعل ما يحلو لي وإن كان ما سيدفعه يسد ديني فلن أمانع أبدا ليلة واحدة وتعودين لي ..في النهاية انت ملكي وقد مللت منك .
قالها ببساطة وأنا النار إشتعلت بقلبي وأخذت دموعي تصب أنهارا من دم ماذا أفعل الآن ماخشيته قبل ثلاث سنوات وقبلت أن أتزوج من حقير مثل مروان وهو أكبر مني سنا لأحمي نفسي منه سيقع الآن وبرضى من أحتمي به أي مصيبة هذه !!
فتوسلت إليه أن يرفض وحاولت أن ألين قلبه عله يرجع عما في رأسه لكنه إستدار عني بغضب وقال :
أنا من يقرر لا أنت ...أنت لست أكثر من جارية تحت إمرتي .
وقبل أن يخرج قلت له : حتى الجارية التي بمثل وضعي لها حقوق ...مروان أنا حامل !
عندها إستدار نحوي وعيناه تحدقان شرا وقال بدهشة :ماذا !! حامل ؟
هيفاء : أجل يامروان أنا حامل بطفلك أيهون عليك إبنك وزوجتك ..إنه ..ys@sh
مروان بغضب :أيتها الوضيعةو من طلب منك أن تحملي ها ...من ؟كيف تسمحين بحدوث ذلك ؟
تفاجأت وصدمت عند سماع كلامه غير معقول مايقوله أبدا : مروان مالذي تقوله كنت أظن أنك ستفرح لهذا الخبر وأنك مستاء لأنني لم أحمل طوال تلك المدة .
فصفعني وقال :غبية ...لو كنت أريد طفلا لقلت لك ذلك ولتزوجت بأخرى غيرك ...حمقاء .
ودفعني وغادر وهو غاضب وتركني أبكي لكني بعد لحظات مسحت دموعي وقررت أن أخرج خلفه لأمنعه عما ينوي فعله بأي ثمن فلن أقبل أن أباع وأشترى مرة أخرى وقد ضحيت بنفسي وبحريتي لأحافظ على شرفي ..لكني ما أن خرجت حتى حتى شعرت بدوار وأغمي علي وسط الصاله مما أثار ضجة ..فتوجه مروان نحوي وحملني خارجا .
وعندما أفقت وإستعدت وعي وجدت نفسي في البيت ومروان يجلس بجانبي وينظر لي وهو يدخن ،حاولت النهوض وأنا لا أزال أحس بتعب وغثيان فنهض مروان وأحضر كوبا من العصير وأعطاني إياه وقال لي :إشربي هذا .
فقلت له : شكرا لك لكني أشعر بالغثيان سأشربه لاحقا .
لكنه غضب وأمسك بي وقال :بل الآن إشربيه الآن أمامي ...سترتاحين بعدها
فخفت منه وأمسكت الكوب وأنا لا أطيقه فأخذت رشفة صغيرة شعرت أنها تنزع أحشائي فأبعدته عن فمي فأمسك برأسي ودفع الكوب إلى فمي وأجبرني على شربه كله وأنا أحاول إبعاده فصرت أبكي وأشرب رغما عني حتى إنتهى الكوب كله تركني وإبتعد ولم يعرني أي إهتمام ووقف بعيدا ينظر لي ثم قال : هذا الطفل يجب التخلص منه فهمت .
فقلت له بخوف وأنا أمسك بطني : ماذا !!مستحيل إنه طفلي إن كنت لاتريده فأنا أريده .
فرمى سكارته ودفعني دون رحمة وبكل قوته على السرير وأمسك بطني وإعتصرها وهو يقول :ليس بمزاجك لن أدعك تحملين أبدا أفهمت ... ألا تعلمين أن الحمل يشوه جسدك وأنا أريدك هكذا لأني أحبك هكذا
حاولت إبعاده ومقاومته كنت أشعر بالتقزز منه سابقا وأتحمله أما الآن فلم أعد أطيقه ولا أطيق قربه مني إزداد ألمي وغثياني وطلبت منه أن يتركني وشأني فلم يتركني حتى أفرغت معدتي عليه فضربني وسبني بأنواع الشتائم وأنا أتالم بأوجاع لا يتحملها بشر ثم رفسني على بطني وترك البيت ys@sh ورحل ...بكيت وتحاملت على نفسي بعد ساعات وقمت لاغتسل و كانت الشمس قد أشرقت وبدأ يوم جديد لعذابي فأصابني نزف فخفت وتذكرت رفيقتي رشا فغيرت ملابسي وذهبت إلى المشفى وأنا خائفة على طفلي المسكين ولكن الآوان فات لقد فقدته وإنتهى الأمر وعرفت من الطبيبة أن سبب الإسقاط هو دواء يساعد على الإجهاض وفدهشت ونفيت أخذي لمثل ذلك الدواء ولكن التحاليل تثبت ذلك فتذكرت العصير الذي سقاني إياه وبقيت في المشفى ليوم حتى استقرت حالتي وأتى مروان لأخذي بعد أن عرف بما جرى وعدت للبيت وأنا أحمل حقدا كبيرا في نفسي ، وبحثت عن الدواء حتى وجدته ، لقد أعطاني جرعة كبيرة وكأنه كان يعلم أني سأرفض التخلي عن طفلي لذلك إحتاط للأمر وأجبرني على شرب الدواء بكيت حالي وما نفع البكاء ..وبقيت في المنزل أسبوع لا أعرف شيئا عن مروانفقد خرج بعد إيصالي من المشفى ولم يعد... تحسنت صحتي خلال ذلك الوقت وبعد عشرة أيام إستيقظت من نومي وتفاجأت به يحدق فيا فلم أنطق وأشحت بوجهي عنه .
مروان :تبدين بخير....يبدو أنك تحسنت ...هذا جيد لتعودي للعمل اليوم .
فنظرت اليه بغضب : لن أعود ولن أصغي إليك أبدا ...طلقني ..كيف إستطعت فعل ذلك كيف هان عليك طفلك .
مروان : ههههه ههههههه تريد الطلاق ههههه أخطأت الحساب ياحلوة وكلمة الطلاق إمحيها من قاموس حياتك ..لقد كان بيبرس على حق بالتمسك بك وأنا إنتزعتك من بين يديه أنت البطة التي تبيض ذهبا وإعتاقك ليس أمرا هينا أبدا ...وستنفذين ما أقوله لك رغما عنك .
في حينها تملكني الغضب والكره ولم أجد مكانا لدموعي لقد خسرت إبني وحياتي وعلي أن أسترد مابقي لي منها وبدأت أفكر بالطريقة التي توصلني لهدفي ،إن كنت تخلصت من بيبرس بالمغامرة فعلي أن أغامر هذه المرة أيضا لاتخلص من مروان ولابد أن تكون مغامرتي قوية ومحكمة فأنا عالقة بين يديه وإن لم أتخلص منه على الأقل أحافظ على نفسي بأي ثمن ... ys@sh
نهضت من فراشي وذهبت للحمام أغتسل دون مبالاة وخرجت من الحمام بهدوء وجلس أرتب نفسي وكأني لست أنا التي دخلت قبل قليل غاضبة وبدأت أترنم بأغنية هادئة وأحاكي الألف شيطان برأسي وأحيك الخطط لاحظت بطرف المرآة مروان يراقب تحركاتي من بعيد وهو يدعي عدم الإهتمام أكملت زينتي وإتجهت نحوه وقلت بثقة :
حسنا يامروان لك ماتريد لكن بشرط أن تدفع لي نص ما تقبض .
فنظر إلي متعجبا من التغير المفاجئ الذي طرأ علي فأكملت كلامي وأنا انحني أمامه بإغراء :
أظن أن هذا حقي فأنا من تبيع جسدها وأنت مجرد مدير أعمالي ..ولا خيار أمامك إما أن تقبل أو ...
مروان وهو يعدل جلسته : أتهدديني ؟
هيفاء ببرود : لا لكني تعلمت منك أن لكل شيء ثمن ولابد لك أن تدفع لي أجري .
مروان : وإن لم أفعل .
هيفاء : لن تلمسني أبدا وسأغير جميع الإتفاقات التي تجريها وأجعلهم يدفعون لي مباشرة وكلهم يودون رضاتي وأعرف كيف أجد من يحمني وأدفع له أي أني بإختصار سأعمل لحسابي الخاص .
إستشاط مروان غضبا وكاد أن يضربني لكني قلت له :إهدأ لنتفاهم ...أنت أخذت مني طفلي وآذيتني ومستعد لبيعي والمتاجرة بي وأنا زوجتك ..وأنا قبلت مقابل مبلغ من المال أظن أنك الرابح الأكبر فأنا عندك والمال يصلك وأنا المتضرر الوحيد في الأمر كله أظن أن من حقي إستلام أجري .
فكر مروان للحظات ثم قال : لك الثلث .
فقلت له : النصف .ys@sh
مروان : لا الثلث يكفيك وأنا أطعمك وألبسك وأويك ...أظن أن هذا يكفي .
فكرت ووجدت أنه يريد أن يبقيني تحت رحمته ويخاف أن أتمرد عليه لكن لابد لي من مسايرته لأصل لهدفي فقلت له :حسنا سأقبل ..يامروان .
مروان وهو يبتسم بخبث فرحا بإنتصاره : جهزي نفسك الليلة إذن .
فإبتسمت وقلت له: كما تريد .
...يتبع

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 05, 2018 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

مذكرات سجينهWhere stories live. Discover now