ج 4

93 0 0
                                    

ys@sh الجزء4:

إستلقت السجينات كل منهن على سريرها وساد الصمت وإنقطع النور إلا ضوء الحمام الخافت في آخر الممر وراحت الأفكار تدور في رأس كل واحدة منهن فالبعض يفكر بيوم الغد والأعمال المترتبة فيه ، وأخريات أجهدهن العمل فإستيقظ فيهن الوجع وقض مضاجعهن ، وأخريات يفكرن بحياتهن ويشتقن لأحبتهن ،أما هيفاء فكانت تفكر بسنين عمرها وكيف قضتها حتى وصلت لما هي فيه وبكلام رفيقتها.. وتوصلت إلى نتيجة مقنعة : فعلا الحياة هنا لأمثالنا أفضل نعمل وننام ولا نشكو الجوع ونحس بالأمان ،هنا حيث لا يصل إليها بيبرس ولا عامر ولا أي شخص آخر .

ثم أثقل النعاس جفنيها ونامت وهي تحلم بنفسها طفلة صغيرة ضائعة في حقل من شوك ونار وطريقها ضيق وعر، تبكي والنار تحيط بها وأشباح أشخاص تلاحقها وهي تحاول الهرب حتى رأت نورا من بعيد خلف جسر صغير ،أرادت الوصول إليه وما أن خطت قدمها على أول الجسر حتى إهتز بها...

وفتحت عينيها وهي تحس بإضطراب نبضات قلبها وهي تسمع صوت درة توقظهن لبدأ يوم جديد .

نهضت هيفاء التي لاتزال ناعسة ورتبت سريرها ،وهي تتلقى سهاما من لسان زادة السليط:هيا أسرعن للإغتسال قبل أن يسرق أحدهم الصابون ..

هيفاء وقد طفح بها الكيل : في هذه الحالة الأفضل أن أدخل أولا لنرى من سيسرق الصابون .

وحملت منشفتها وتوجهت نحو الحمام ببرود دون أن تعيرها أي إهتمام ،وزادة تتحرق غيضا ،وخطر لهيفاء أن ترد الصاع لزادة لتوقفها عند حدها وفكرت بخطة وقررت تنفيذها .

إستعدت السجينات كلهن وتوجهن لقاعة الطعام لتناول الفطور قبل البدأ بالعمل وكانت هيفاء في آخر القاعة مع أسماء تتحدثان عن ليلتهما الماضية وعندما إنشغل الكل ذهبت هيفاء لغسل يديها ثم أخبرت الآذنة أن ثوبها تمزقت أزراره وتريد أن تغيره قبل الذهاب لقاعة العمل فأرسلت من يرافقها من الحارسات بعد أن تاكدت من صدقها وهناك غيرت ملابسها وأسرعت وبكل خفة ووضعت قطعا من الصابون أخذتها من مخزن حمام قاعة الطعام وحشرتها مع أشياء سيماء كي لاتثير شك زادة وقررت أن تكون هذه الضربة الأولى لزادة لأن سيماء هي الذراع اليمنى لزادة وإهانتها إهانة لسيدتها .

عادت هيفاء بكل هدوء إلى مكانها بجانب أسماء وتصرفت على طبيعتها وعندما حان الوقت توجهت مع الجميع لقسم الخياطة وتعلمت النظام وعملت بكل إجتهاد وشعرت بالسعادة لأنها أنجزت شيئا بيدها ...وبعد الظهر عادت السجينات كل إلى مكانها... القت أسماء نفسها على سرير هيفاء وقد أنهكها التعب ..

هيفاء :تبدين مرهقة جدا .

أسماء :أجل لقد تعبت اليوم كثيرا فمكائن الحياكة تحتاج متابعة وإنتباه ...وأنت أين عملت ؟

هيفاء :في الخياطة وأنا أجيد ذلك وقد إستمتعت كثيرا أتعلمين أنا أفرح بما أصنعه بنفسي .

مذكرات سجينهWhere stories live. Discover now