أوقات عصيبه

الفصل الاول

أسماء لاشين
الحلقـة الاولـى
كانت عيناها مطفأتين من أثر البكاء الموصول،ايمكن ان يكون هناك فتاه غداً إمتحانها فى الثانوية العامة فى مـادة التاريخ والمنطـق ! تجلس بإسترخاء على إحدى الإرائك فى زاوية الغرفة ، جهاز التحكم بيدها تقلب بين قناة والأخري لتستقر أخيرا على إحدى القنوات الهندية ، ماذا عن أحلامها وهدفها فى الحياة ، مذاكرتها مذ بداية السنة ليذهب كل شئ فى لمـح البصر مع عدم مذاكرتها ليلة الإختبار...تقبع مع نفسها تحاورها بحزن وحيرة تتذكر هذا اليوم جيداً ، هل ينسي؟ هل اكبـر كوابيس الحيـاه تنسي؟ لا أحد ينسي شيئا اوجعة على الإطلاق
...منذُ ثمانية أشهر...
خـرج جميع الطلاب من القاعة المخصصة لكورس الإنجلـيزي عــدا هى وصديقتها بناءاً على رغبـة الاستاذ الذي هتف بإسمهـا فتوقفت ووقفت صديقتـها على بعد خطوات منهم
إقتربـت حنـان بعفوية منه قائلةً:نعـم حضرتـك
سـامح بإرتبـاك: أنا بحبـك
إقشـعر جسدها واحست بالخجـل عندما تذكـرت ان الواقف امامها والذي عيناه تفيض بكل هذا الحب ماهو الإ معلمها الرجل الأميـن ،يقدرة الكبـار ،ويحترمـه الصغار ، وكانت هى ايضاً تحترمـه وأخشاه
------ لم تكن تحبـه وقتها لكن مع الوقـت ونظراتة المسترقة وخجلها من ان تقع عينيها فعينيه كلما تتذكر ذلك اليوم التي هربت من أمامـه بخجل ونعـومة تنطبق مع شخصيتها ، أحبته واعترفت له بحبـها ايضاً واصبحت تحادثه على الهاتف وتعلقت به وعشقته لكن النهايـه ؛ تتفاجأ به يخطب فتاه أخري غيرها تماماً لتنهار هى وسط مشاعرها
تريـد ان تصرخ بأعلـى صوت فتخرج الكلمـات متقطعة من فمها
بدت لها الغرفة ضيفه موحشة لتقذف جهاز التحكم من يدها ليسقط ارضا بأعلى صوت عبـارة عن قطع صغيرة
بعد دقائق جائها صوت حاد الا وهو صوت والدتها الناعسة التى صرخت بها :مالــك مش عاوزة تذاكـري قومـى نامى اقومك بدري تذاكري اهم حاجـه نلاقى نتيجة تعبنا طول السنـه مصاريف على الدروس والكورسات
اطبقت عيناها لتسترد انفاسـها قائلة بتحدي: وإن مجبتش مجموع كويس اي الي هيحصـل
سهير: يبقى خسارة فيكى المصاريف ال صرفناها عليكى وهتتجوزي
كانت على وشك الإختناق من شدة الغضب فقد نفذ صبرها لتنفجر قائلةً: الاهل مش بس اكل وشرب واساسيات حياتية الاهل المفروض يبقوا كيان واحد تحس كدا من نبرة صوت ابنها او بنتها أن فيه حاجة مش مظبوطة إنتو تصرفو على كل حاجة ماعدا التعليم كل شهر بتعايرونا بمصاريف الدروس والكلمـة المشهورة ال بتتقال " البنت ملهاش غير بيت جوزها " انا داخلـة انام ومتقومنيش بدري عشـان مش هذاكر أحمدي ربنا لو نجحت اصلا و جبت مجموع دراسات إسلامية و الا تجارة احنا بنلجأ للعالم الإفتراضي ليه لإننا حاسين بنقص مش لقين اهـل يفهمونا ونحكيلهم محنتنا تعرفى تقوليلى انا قعدت مع بابا كام شهر انا كلمته آخر  مرة إمته اما كنت محتاجة فلوس مش أكتر هى دي الحيـاه ..اذدردت ريقها وهى تبتلع غصة مريرة فى حلقها لتنهى حديثها قبل إنسحابها بـعن إذنـك 
-----------------------
على الجهه الأخري
كانت صديقتها هاجر عكسها تماماً تجتهـد وتتحدي كل شئ إلتمعت عيناها بالتحدي وهى ترفع خاتم الخطبة الموجود فى إصباعها امام عيناها مخطــوبة من اولى ثانوي لتدرك مؤخراً حجم ان تكون مخطوبة فى هذا السن كلمات كثيره تتردد فى عقلها مش أشخاص مختلفه وسخرية ونظرات إستنكار وكأن هناك سن محدد للزواج ذكر فى القرءان
--إنتِ عنـدك خمسة عشر سنة ومخطوبة لسه صغيرة اوووي
نظرة المعلم لها فى ايام الدراسة وكلامة --إنتِ جاية المدرسة ليه اخرتها جواز وقعده فى البيت وتربية عيال غسيــل ،تنضيف ، ضحكات زملائها عند سمعهم هذة الكلمات بشماتة تنهش قلبها مش شدة الحزن
-- قـول خطيبها انها لم تقدر ان تحصل على مجموع جيد
شمخت هاجر بأنفها : انا هتحدي الكل هجيب الكلية البتمناها هعرفهم يعنى ايـ انا صحيح مخطوبة بس دا ميمنعش ولا يقف قدام احلامٍ هدفِ الاول والأخير مجموع وكلية حلـوة
وبالفعـل حصلت على ما تمنت لتلتحق بـ جامعة صحافة وإعلام ... وحنـان بـ جامعة دراسات إسلامية بمجموع سئ محاولة ان تلـم شتات نفسها لا أمالها بربها كبيـر متذكرة دائما 'كما تدين تدان'
يتبع...
رئيكم
توقعاتكم
أسماء لاشين