الفصل الرابع

57 3 0
                                    

أوقات عصيبة
الجزء الرابع
بعد انصراف عماد....  وتحمله عنها عبء مواجهه والديها برفضها له ...... جلست بغرفتها تشعر بالندم ..... لا تدري كيف فعلت ذلك بنفسها......  كانت تشعر بالاختناق ...... وبرغبتها الملحه في الحاجه للحديث مع شخص يتفهمها........  كانت تتمني ان يكون ذلك الشخص والدتها.....  ولكنها بعيده عنها كل البعد تعتقد ان وظيفتها الوحيده هو تلبيه احتياجاتها الماديه ثم تمن بها عليها......  ولكنها تحمد الله علي وجود هاجر صديقتها المتفهمه بجوار ها...... فمعها فقط تكون صادقه مع نفسها وعلي طبيعتها بلا تكلف......  احضرت هاتفها واجرت اتصالا بهاجر وبمجرد سماعها لصوتها بالهاتف هتفت بلهفه  : هاجر انت فين.....  ثلاث ايام متكلمنيش
هاجر : اسفة ياحنان بجد ظروفي وحشه قوي هتعذريني لما احكيلك
حنان : طيب انا كنت محتاجه اقابلك قوي
هاجر : وانا كمان كنت محتاجه اشوفك
حنان : خلاص نتقابل النهارده
هاجر : ممكن بكره لان النهارده عندي محاضرات كتير

حنان : خلاص بكره نتغدي سوا
هاجر : خلاص يا حبيبتي اتفقنا
فى احد المطاعم
هاجر بصدمه : انت اتجننتى انت بتقولى ايه ....... يعني ايه اتجوزتيه ....... وهو العرفى ده اسمه جواز
حنان : اهو اللى حصل
هاجر : لا طبعا ...... ياحنان  انا عارفه انت بتفكرى ازاى وايه اللى خلاكى توافقى على مصيبة زى دى
حنان : اذا كنت انا مش عارفة ...... انت هتعرفى
هاجر : انت كمان عارفه ياحنان ...... عارفة انك بتنتقمى من باباكى ومامتك ...... بتعاقبيهم على اهمالهم لكى ....... وعايزة تقولى لهم مبسوطين دلوقتى بالفلوس اللى لمتوها
حنان ساخرة : ايه يا بنتى انت هتعملى علي صحفية ولا ايه....... عارفة والله انك فى كلية صحافة واعلام بس بلاش الشو ده
هاجر : يعنى انت عارفه انى بدرس صحافة ونسيتى انك فى كلية دراسات اسلامية ...... ياترى ايه رايك كداعيه مستقبلية فى الجواز العرفى ....... يعنى لو بعد التخرج جاتلك بنت تقولك انها عايزة تتجوز عرفى ....... ياترى هتقولى لها ايه ....... فكرى كويس واقفى قدام المرايا وقولى لنفسك الاجابة
حنان بغضب : وانت ايه ملاك مبتغلطيش ...... حياتك كلها صح .......  خطيبك اللى مسبش واحدة من صحباتك حتى انا الا لما حاول معها ...... ده غير البنات الزباله اللى يعرفهم ....... سايبة كل ده وجاية تدينى نصايح ....... عشان مش لاقية الحب غيرانه منى عشان لاقيته وضحيت عشانه
هاجر بحزن : فاكرة باسلوبك ده هتجرحينى وابعد عشان مزودش تعذيب ضميرك اللى ندمان على اللى عملتيه بدليل انك رفضتى ان صابر يلمسك بعد ما مضيتى على ورقة الجواز ...... وحب ايه انت عارفة كويس انك عمرك ما حبيتى صابر ولوقت قريب كنتى بتفكرى تنهى علاقتك به ....... لكن لما لاقيتى فيها عريس وباباكى هيفرح ويصدق نفسه انه قام برسالته حبيتى تكسريه وتوجعيه زى ما بعده وجعك...... وعلى فكرة قبل ما تقوليلى المصيبة دى كنت جاية اقولك انى قررت أسيب خطيبي ........ عن اذنك
جلست وحيدة على الطاولة تلعن غباءها ..... هى تعلم صحة كل كلمة تفوهت بها صديقتها...... فهى حقا لاتحمل اى مشاعر غير الاحتقار لنفسها ولصابر الذى استغل ظروفها وافتقارها للاهتمام من والديها ليغرقها باهتمامه الزائف وكلماته المعسولة ليصل لهدفه الدنئ ...... ولقد ظهر على حقيقته عندما رفضت الذهاب معه لشقة احد اصدقاءه بعد زواجهم الشائن ..... ليهددها بفضح امر زواجهم ان لم تمتثل لاوامره وتمكنه من نفسها ....... لا يعلم الغبى انها لا تريد منه سوى ذلك ....... فكل ما تريده هو فضيحة مدوية تزلزل ابويها لعلهما يفيقا وينتبها لوجودها....... قطع عليها حبل افكارها صوت اخر شخص تود رؤيته فى هذه اللحظة
سامح : ازيك يا حنان عاملة ايه
حنان : ازيك يا مستر سامح ....... عن اذنك
سامح : من فضلك ياحنان اقعدى ....... هما كلمتين اتنين لازم تسمعيهم وبعدين امشى زى ما انت عايزة
حنان : اظن الكلام اللى مابينا خلص من زمان
سامح : ارجوك انا حاسس ان الصدفة اللى جمعتنا النهارده ....... اشارة من ربنا عشان اكفر عن ذنبي ....... ارجوكى ادينى الفرصة دى
حنان : اتفضل قول اللى عايزه بسرعة
سامح : انا عارف انى ظلمتك معايا ....... وشغلت تفكيرك بي ....... واختفيت فجأة ورحت خطبت واحدة تانية من غير حتى ما اعتذر او افهمك ظروفى ......... بس صدقينى كان غصب عنى ...... انا فعلا حبيت براءتك وطيبتك ....... بس رغم انى مدرس انجليزى ودخلى كويس لكن انا ورايا التزامات مادية ناحية اهلى خلت امكانياتى المادية محدودة ولما سألت عنك وعرفت ان والدك بقاله سنين بره وان ظروفكم المادية متيسرة خفت اترفض........ وكمان انا عارف انك كنتى عايزة تكملى دراستك ....... وانا اهلى فى البلد وعايش هنا لوحدى وماقدرش استنى لغاية ما تخلصى دراستك ...... او اصرف عليها ...... فكان الحل انى اوافق بالعروسة اللى والدتى اختارتها
حنان : الف مبروك ....... واتمنى انك تكون سعيد مع عروسة الست والدتك
سامح بحزن : للاسف لا....... ربنا بيعاقبنى على ظلمى لكى ...... كل حاجة سيبتك عشانها لاقيتها و بزيادة فزهرة مراتى ........ رفضت انى  اصبر انك تكملى دراستك ....... وزهرة كل يوم بتعاقبنى انها سابت دراستها واحلامها رغم ان والدها هو اللى اقعدها مش انا ......... خفت انك تكونى مدلعه بسبب سفر والدك ومتشليش مسئولية البيت ....... ورغم ان زهرة من البلد عندنا وظروفها زيى لكن مهملة البيت بالكامل ووقتها كله للتلفزيون والنت ولا كأنها متجوزة وقدامك اهو جى اكل فى مطعم رغم انى اتجوزت عشان استقر ........ يبقى ربنا بيعاقبنى على ظلمى لكى ولا لا
حنان : هو فعلا بيعاقبك ...... بس على انانيتك ........ انت انسان انانى جدا ........ قررت تصارحنى بحبك وتشغلنى بك ........ بس عشان سعادتك انت ........ وقررت كمان تسيبنى من غير ولا كلمة ....... برضه عشان راحتك انت وظروفك انت ......... ودلوقتى مش عاجبك مراتك عشان لها احلامها الخاصة مش عايشة عشانك انت ...... وحجتك جاهزة ........  باباها هو اللى سيبها دراستها مش انت ....... مفكرتش بعد مابقت مسئوليتك تساعدها فى تحقيق حلمها ........ وتقدم لها تكمل دراستها ....... لا طبعا دى مش مشكلتك انت مشكلتك اهم من كده بكتير ....... انك ببتغدى فى مطعم رغم انك اتجوزت عشان تستقر وكأن الاستقرار من وجهه نظر حضرتك هو استقرار حلة المحشى فى بطنك ........ متقلقش انت مظلمتنيش لما سيبتنى ........ الحقيقة انك ظلمت مراتك لما اتجوزتها
............. .
فى بيت هاجر ...... طرقات خافتة على الباب فتقوم هاجر لفتح الباب ومعرفة الزائر لتجد امامها حنان تنظر للارض بخجل وتقول بندم : انا اسفة انت عارفة انى مقصدتش كلمة من الهبل اللى قلته...... اوعى تتخلى عنى
هاجر : وانت كنتى فاكرة هبلك ده ممكن يخلينى اسيبك فى مصيبة زى دى ....... انا سيبتك وقومت عشان منجرحش بعض اكتر من كده ........... لكن انت اختى ....... ومش هسيبك غير لما اطمن ان المصيبة دى خلصت ........ ثم اكملت ممازحة ......... وبعدين ابقى احاسبك على هبلك واشوف البيه خطيبى حاول معاكى ازى
لتجذبها لحضنها بقوة لتتمسك كلا منهما بالاخرى وهى تعرف ان صداقتهما هو اغلى ما امتلكته كلا منهما بحياتها التعيسة
منى الفولى

أوقات عصيبهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن