الفصل الثاني

96 4 0
                                    

أوقات عصيبة
الفصل الثاني
-
الحياه ليست الا مجرد مستنقع يمتلئ بكل ما لذ و طاب .. منهم الوقح .. ومنهم السيئ و منهم ذو الاخلاق العيلي فما بالك ان اتجمع اثنان متضادان !!
-
تقف علي بعد مترات منه تنتظره من بعيد حتي يأتي ليذهبا سويا إلي ( السينما ) كما امر والدها العزيز .. ابتسامه ؛ ليست حزينه بتاتا بل صعبة الوصف
تتسع تدريجًا حينما تراه يتقدم و في يده تلك الفتاه و اي فتاه تلك .. ذات عود نحيــف وما يَقِلُ عن النحف بكثير ، تنوره قصيره التصقت بجسدها تبرز ما لا يجب ابرازه ، يعلوها قميص من اللون الابيض الناصع ، لم تكن ملابسها او ما يَقُل عنها ملابس بجيده مطلقا بلي الفتاه فقط من تحلي الملابس و تعطي لها ذوقا خاص.. ها هما امامها وقفان بوقاحه غير عاديه
يدًا تمدت مقدمًا إيها بهدوء شديد :
- مرام صديقتي .
ثم وجه يده ناحية القابعه امامه بهدوء وثبات دون اي اجراء نتائج متعصبه : هاجر خطيبتي .
مدت مرام يدها لها بميوعه ، متبسمه .. مردفه بخبث بتلك الاعين المكحله بالاسود :
- أهلا بيكِ ، تشرفت .
تعمدت إثارة استفزازها وهي تمد يدها متأهبه لاحتضانها و تقبيلها ايضا ، و بجفاء ردت :
- اهلا بيكِ ، الشرف ليا اتمني اكون انا وانتِ أصدقاء أكتر ما تكوني صديقة زو .. آ أقصد خطيبي .
أومات لها ببساطه معلنه موافقتها بقول بسيط : أكيد يا جميل .
بادلتها الإماءه باخري .. حركت قدمها اليمني للامام ، ملوحه بيدها قائله : عايزه ابقي اشوفك يا جميل .. اسيبكم مع بعض ؛ وقت لطيف !
حركت قدميها باتجاه الطريق حتي تستقل سياره اجره تسوقها للمنزل .. وبالفعل لم تمر دقائق ؛ دقائق قليله و الا أن كانت مستقله المقعد الخلفي للسياره .
.....
لا تحبه ولا يبادلها حبا كي تنجرح مما حدث منذ قليل ابدا بل ان كرامتها كفتاه انحدرت و انوثتها تدمرت بالفعل يكاد قلبها يغلي من الغيظ .. يقدمها وهي تتأبط بذراعيه قائلا :
- مرام صديقتي .
بكل سهوله يقولها ويجرح في انوثتها لا تريد ان تكن مكانها متأبطه بذراعه لا تشتهي اي من تلك المشاعر و لكن لابد للصداقه ان تاخذ مجري حدودها البسيطه و ليس بهذا الحد .
تنهيده حاره افرغتها من اعماق قلبها و هي تضع يدها علي مكان الزر لفتح باب السياره .
*****
تضع اللمسه الأخيره علي وجهها ليعطها جمالا فوق جمالها البسيط ..و بدون انكار فهو جذاب لبساطته تتناول حقيبة يدها بخفه ، خارجه من الغرفه علي اتم استعداد
رأتها والدتها متوجهه ناحية باب المنزل صاحت بها بصوت جهوري :
- علي فين يا هانم !
تحمحمت بصوت خافت و اخرجت عن فمها تأفف بصوت ملحوظ ردت عليها بهدوء : هكون رايحه فين خارجه عادي .
أومأت سهير برأسها وهي ترد مقتربه بعصبيه : لما اكلمك تردي عليا كويس .. هتتهببي تروحي فين ؟
اذدردت ريقها باختناق مجيبه علي سؤالها :
- رايحه لهاجر .
رفعت سبابتها مشيره لها من اعلاها الي اسفلها : كدا !!
- أها كدا في مانع ؟!
اردفت وهي تنظر لوالدتها ببرود في حين كزت هي علي اسنانها وهي تقول :
- مع سلامه .
لم ترد عليها بل فتحت الباب بكل هدوء متجهه خارج المنزل .. بعدما هبطت الي اسفل وجدت احدي جارتها المسنه التي تسمي " نوال " تقول لها : أهلا يا حنان يا بنتي .
ابتسمت لها حنان ابتسامه بسيطه مبادله لها التحيه فأسطتردت نوال قائله بجديه :
- بصي يا بنتي عايزكي تقولي للحاج مصطفي والدك و الست سهير اننا جايين نشرب معاهم الشاي بليل .
تلاشت ابتسامتها ولكن حاولت ان ترسمها مره اخري ولكن محاولتها بادتت بالفشل فردت تقول مجامله :
- تنورونا يا طنط .. هقولهم باذن الله .
اومأت لها مستأذنه و هي تتأهب لصعود السلم الي منزلها .. اما عنها فقد زفرت بضيق متمتمه بحروف غير مفهومه من تلك التي عكرت مزاجها .
....
علي النحو الاخر ،،
جالسه علي الأريكه تشاهد التلفاز باستمتاع و تأكل بعض المقرمشات ، ندت من قلبها ضحكه عاليه جعلته يزمجر من طريقتها التي اصبحت ممله مما تفعله ، تاره في يدها جهاز التحكم الالكتروني الخاص بالتلفاز ، اما هاتفها اللعين الملتصق بيها نصف اليوم او اكثر ، مل هو كثير من تصرفاتها الغريبه تزوجها وهو يتوهم انها ستحافظ عليه ، سترعاه ، ستفعل كل ما يريد و اكثر و لكن لا تاتي الرياح كما تشتهي السفن.. فيجد انها مقصره جدا حتي بما تفعله ، مستهتره بكل شيء لا يهمها سوي الموضه ، الجمال ، السوشال ميديا ، أصدقائها فقط لا غير هو من في اخر اهتمامتها ان كان هناك اهتمام من الأساس
والغريب انه عندما يحادثها عن تقصيرها تنكر و بشده وتتصنع الحزن و تبتعد عنه اكثر عما تبتعد متحججه بانها تريد ان تبقي وحدها ، في هذا الوقت كان قد يموت جوعا وهي تجلس لا تفعل شيء فحاول ان يحرك بداخلها اي شيء قائلا بتلميح واضح :
- انا جعان جدا !
رفعت يدها في الهواء بلا مبالاه فعاد جملته مضيفا : و مافيش اكل حتي يتسخن !
ندت منها ابتسامه علي جانب فمها مستنكره .. وهي ترد :
- اطلب دليفري وبطل طريقتك دي .
زفر زفير عالي قائلا بتهكم يرد علي طريقتها :
- احنا في نص الشهر و المرتب خلص بسبب الدليفري بتاع كل يوم مفضلش غير 150 جنيه .. وبدل يا هانم قدتك دي ما تروحي تعملي اي حاجه نكلها .
تأففت بضيق وهي تغلق التلفاز معلنه مللها منه :
- يــوه يا سامح انا تعبت كل ما قولت علي فلوس او حاجه فيها فلوس تقولي الفلوس خلصت ، اقولك حاجه روح كل عند امك ومتوجعش دماغي .
كادت ان تقوم من مكانها لتوجهه ناحية غرفتها لكن يده كان اسرع منها فامسكها من خصلات شعرها بعصبيه قائلا : انا سكت لك كتير اوي يا زهره بس قسما بربي لو ما تعدلتي لتشوفي ايام عمرك ما حلمتي بيها ..
كانت تتأوه من قبضته الشديده فبرغم صبره عليها و تدليله لها قد طفح الكيل منها و ها هو يلقيها اشد عذاب ، حاولت مرارا ان تتخلص من قبضته حتي تمكنت من ذلك ثم بعدت عنه متوجهه الي المطبخ باكيه .. ولكن ما زاد الطين بله هو قوله الاخير :
- هاتي المخروب اللي في ايدك دا و الزفت التلفزيون مش عايز اشوفه مفتوح الا لما افتحه .. وارجع من الشغل الاقي لقمه اكلها ، انا خارج ونص ساعه وراجع و والله لو ما كنتي مخلصه لاولع فيكي يا زهره سامعه !!
اجشت في البكاء وانهارت علي الارض حينما سمعت صوت باب المنزل يغلق بعد القاء اوامره و نواهيه .. ماذا سيحدث بعد ذلك تعرف انها كثيرا مدلله ولا تعشق اعمال المنزل ولكن ماذا تفعل تزوجت وهي في سنها الصغير وها هو اكبر منها عشر سنوات و لم تكمل تعليمها طلبا من والدها فهي فتاه من بيئه ريفيه اكملت الثانويه غصبا علي والدها ، ولكن اذا علم بما تفعله فلن يرحمها ابدا
لم تنكر في يوم ان سامح شخص طيب ولكن من يستفزه ويضايقه يريه الوجه الاخر كما فعل معها الان .. تنهدت بحزن شديد علي حالها ووقفت لتري ماذا ستفعل .. ؟!
*****
- لوسمحت
صوت هادئ خرج بتلك الجمله مهاتفا النادل الخاص بالكافيه حتي يطلب ما يريد .. جاء النادل بسرعه حتي يري ما يريد ، ابتسم النادل قائلا : امر يا فندم .
بادله التبسم وهو يملي عليه ما يريد :
- واحد لمون و قهوه ساده من فضلك .
اوما له و ذهب ليأتي بما يريد ، بينما كانت تجلس هي تفرك يدها بتوتر وخوف من القادم اصدر طأطأه من حنجرتها بهمس يسمع : تؤ تؤ تؤ ارجوك بلاش اطلبني احسن من بابا .
زفر مردفا بضيق وهو يوضح لها :
- يا حبيبتي انا مش بشتغل و اكيد والدك مش هيوافق يا حنان .
كشرت عن جبينها وهي تتكأ علي الطاوله : يا صابر صدقني - في تلك اللحظه توحلت نبرتها الي السخريه - بابا ممكن يجوزني لشحات لاي حد عايز يخلص مني وخلاص ..
لحظه كادت ان يرد .. ضربت بيدها علي مقدمة راسها بتذكر : يا نهار ابيض نوال جارتنا جايه هي و جوزها و ابنها يتقدموا لي انهارده
ابتسم لها وهي يربت علي يدها الاخري الممدوده قائلا :
- و هتعملي ايه ؟
حركت راسها بعدم معرفه فرد عليها يقول : اتصرفي يا حنان
اومات له موافقه وهي تحاول ان ترتاح فتابع قائلا :
- ها و علشان بتقولي ان ابوكي ممكن يجوزك لاي يحد فانا بقول نتجوز احنا يا قلبي.. ولا ايه !!
- عرفي بردو ..!!!
اردفت بها وهي مرتبكه اعينها ممتلئه بالخوف .. اومأ لها بتأكيد فردت عليه وهي تعطيه الرد الاخير :
- موافقه .
- يــتــبــع -
#مريم_حسين

أوقات عصيبهNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ