الفصل الأول

622 66 294
                                    

خُصلاته الحريرية الخفيفة تَقاطعت مع خصلاتِ رفيقه (الذي كان مستلقٍ بجانبه) الكثيفة. حيث كانا يطالعان المكان مطلقين زفيرًا ينم عن ضجرهما كل ثانية، حتى يكسر جو الصمت أخيرًا تذمر أحدهما قائلًا: آه...مللٌ في ملل، ألا يوجد شيء ممتع لنقوم به؟

اومأ له الآخر إيجابًا، وعاود إغلاق عينيه، متأملًا عودة النعاس الذي هرب لتوه بمجرد نطق صديقه المضجع بجانبه، شابكًا ذراعيه تحت رأسه كوسادة..

فكر، أما كان من الأفضل له لو ذهب مع الفتاتين وتركني أحضى بالهدوء. أيحتجُ بكونه لا يرغب باللعب معهما ويأتي لينغص عليّ معيشتي هذه، بأي حق يفعل هذا؟! أساسًا هو....

_هيي كريس، لِمَ حاجباك مقرونان هكذا، هل تشعر بألمٍ في مكان ما؟

بَتر أفكاره مرةً أخرى حينما نطق ببراءة، بينما يضغط بسبابته مكان إلتقاء حاجبي رفيقه المدعو كريس

_أبعد يَدك، فأنا لا أشعر بأي ألم، إلا ما تسببه لي أنت والحمقاوتان الأخريتان!

بِحنق نَهره، وأدار له ظهره

_هه..وكأنك لا تسبب بعضًا من هذه المشاكل

سَخر قبل أن يُعاود الإستلقاء، ولم يُبد أي اهتمامٍ لغضب الآخر، الذي عبر عَنه بزفيرٍ عال

_المللُ عدوٌ قاسٍ، وبسبب عيشي معكم في هكذا منطقةٍ تخلو من البشر عدانا، ووجود العجوز يوكيو حولنا، فلا أظننا سنتخلص منه...إطلاقًا!

تنهد للمرة الألف، وأغلق عينيه مخفيًا كستنائيتيه؛ عسى النوم المشهور بشحته بين الجميع يُكرمه هذه المرة.

وفي الباحةِ الخَلفية للمنزل، كانت ذاتُ قزحيتي المُحيط تَسقي حديقتها الصغيرة، سامحةً للرياح بُمداعبة خصلاتها قاتمةِ السواد، عُقب انتهائها من هذا، اتجهت ناحية رفيقتها المستلقية تَحت ظلال شجرة البلوط الكبيرة. ابتسمت بدفء وهي تُراقب أرجوحتها ترقص مع الرياح، وقد زارها طيف ذكرى نصب يوكيو لها على فَرع شجرتهم لوانا (والتي حمل إسمها معنى الكرم والجمال) لكنها سرعان ما غيرت امارات وجهها لتغدو غاضبة؛ إذ أن هناك ذكرى معينة قد قفزت مشوشةً نظيرتها السعيدة، ذكرى لا تُحبذ ميساكي تذكرها إطلاقًا.

ألقت نظرةً على ذات الشعر الأصفر المدعوة يانجي. كان يبدو على الأخيرة أنها قد انتظرت مطولًا في محطة الملل، حتى قررت أخيرًا ركوب مركبة النوم متجهةً لعالم الأحلام

اقتربت منها بخطوات ثابتة وحانقة في آن، وبسخطٍ قامت بركلها في معدتها، فانتفضت المسكينة فزعةً متألمة، وألفت تنظر بعينين دامعتين لتلك الواقفة أمامها متخصرة

١٣ قطعة كريستالية حمراء (متروكة)Where stories live. Discover now