الفصل الرابع عشر

107 11 142
                                    

بعد فتحها للباب مباشرة، رأت أمامها جنيا، كان طويلا للغاية، بشعر رمادي ناعم، وخصلة سوداء إنسدلت بجانب عينه اليمنى، تلونت عيناه ببني فاتح، وغرقت مقلتاه بحنان نادر، كان جذابا.

نظر صوبهم ورسم على ثغره إبتسامة، إبتسامة ساحرة، كفيلة بأن تغرق أيا كان بالحب من النظرة الأولى، لم يتعرف عليه الثلاثة الآخرون، عداها، فهرولت معانقة إياه بقوة. بصمتها عن اي شيء وتكرارها إسمه كان يستطيع معرفة كل شيء، يستطيع قراءته، كلوح بدأت الكلمات تكتب عليه أمامه، وأخيرا لقد عاد، هو الآن يستطيع حمايتها، يستطيع مشاركتها ألمها، وسعادتها.

كانت تصمت لثانية فتتعالى شهقاتها مجددا، ثم تبكي بصمت وهي لا تنطق بشيء عدا إسمه، تكرره مرارا ومرارا، وكأنها تريد ان توصل له رسالة سرية بتلك الحروف المكررة، رسالة لن يفهمها سواهما.

إعتصر الألم قلبه وهو يرى منقذته وفتاته بهكذا حالة، لكنه لم يقل شيئا أبدا، كان فقط يربت على رأسها بينما هي تغوص عميقا في صدره، كما لو أنها تحاول الإختباء بين أضلاع قفصه الصدري مدى الحياة، هاربة وللأبد بعيدا عن هذا العالم....بعيدا عن القسوة والألم

بعد مضي مدة، هدأت شهقاتها، لكن نبضات قلبها كانت كأفكار من حولها، مبعثرة، وغير منتظمة. أطلقت زفيرا عميقا، وقالت بعشوائية، دون أن تنتظر جوابا منه، كما لو أنها تكلم نفسها: أتعلم أن يوكيو قد مات، ذهب للبعيد ونحن السبب، نحن السبب في كل ما حدث له، حرمناه من شبابه، وانهينا حياته، صحيح أنهم هم من قتلوه، لكن...لكننا نحن السبب، لو أنه لم يجدنا في ذلك اليوم، لو انني لم أكن أبكي بصوت عال في ذلك اليوم لما كان سيجدنا...ولما كان سيموت هكذا ميتة شنيعة، لكن...أيضا لما كنا قد عرفناه، ولربما كنا سنصبح أشخاصا سيئين، ولما كنت سأعثر عليك. أتعلم أنهم أطعموه للكلاب حيا، مزقته تلك عديمة الرحمة لقطع أمام أعيننا العاجزة، وكانوا هم يضحكون وكأن الذي يمزق أمامهم مجرد دمية وليس إنسانا، فقط أريد أن أعرف ما نوع النشوة تلك التي يشعرون بها بتعذيبهم الغير، أليسوا ببشر، ألم تخصص كلمة الإنسانية للبشر، لم كل شيء يملك إنسانية الإنسان عداه هو الإنسان نفسه، لم قد يتخلى المرء عن شيء قد إمتزج معه بتكوينه، شيء إن تجرد منه فقد تجرد من ذاته

فقط أريد ان اعرف، لماذا يجب ان يعذب أناس ويعيش آخرون مترفين، لماذا يجب ان تبنى سعادة إنسان على حطام آخر وأنقاض روحه التعيسة، أساسا لم كل الحرب والإجرام هذا، لم الحمامة أماتت السلام جوعا، قل لي أريد ان اعرف السبب، أريد ان اعرفه!

كانت نبرتها متحشرجة حين باحت بكل ما في صدرها، وكانت دموعها الساخنة تخترق وجنتيها بحرقة لتبلل قميصه بالكامل. أما هو، فلم يكف عن التربيت على راسها، وبالفعل كان ذلك عزائها الوحيد

_عزيزتي ميساكي...

قال بحزن، وغمامتا إنكسار غنيتين غطتا بنيتيه، رفعت رأسها ناظرة بعينيه آن قال: أعدك...أعدك بأني لن أتخلى عنك مطلقا، وسأحميك بحياتي

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 11 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

١٣ قطعة كريستالية حمراء (متروكة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن