21

18.2K 525 3
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا تدع القراءه تلهيك عن الصلاه
الفصل الواحد والعشرون
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
بعد مرور اسبوعان
اخذت فاطمه تحاول الاتصال بحمزه ولكنه لا يجيب على هاتفه المحمول فشعرت بالقلق الشديد عليه واتجهت مسرعه الى فؤاد الذى كان يقوم بمراجعة بعض الاوراق مع محمود فى غرفة مكتبه وما أن دلفت الى الغرفه حتى تحدثت قائله
فاطمه: فؤاد انا بحاول اكلم حمزه مش بيرد عليا وقلقانه عليه اوي
فؤاد: متقلقيش يا فاطمه حمزه مش صغير وكمان زمانه مش سامع التليفون اصلا
فاطمه: بحنق: ايوه طبعا زمانه مع الست هانم ومش سائل فيا واكيد هي اللي منعاه يكلمني
تنهد فؤاد بسبب حديث فاطمه وقال بحزن
فؤاد: يعني انتي عايزه ايه يا فاطمه هاله مبقتش بتشوف ولازم حد يقعد معاها وابنك علشان بيحبها مش راضي يبعد عنها لغاية لما تعمل العمليه بتاعتها... وانتي بدل ما تدعي ليها ربنا يشفيها عماله تتهميها بالباطل حرام عليكي والله
محمود: بقلق: اهدى يا بابا علشان متتعبش...ارجوك اهدى
نظرت فاطمه لوجه فؤاد الذي شحب للغايه فأقتربت منه حتى تحاول تهدئته وهي تفكر في حديثه وشعرت بالفعل انها تتصرف بأنانيه منذ أن علمت بحقيقة هاله ولكنها لا تستطيع نسيان انها ابنة تلك المرأة التي فازت بقلب زوجها من قبل
❄❄❄❄
في اليوم التالي
كانت رغده تقوم بعملها المعتاد عندما لاحظت الظل الذى وقع على مكتبها فرفعت عينيها لترا الشخص صاحب الظل فوجدتها مي التي تنظر اليها بابتسامه لم تصل إلى عينيها وقبل أن تتحدث قالت لها مي
مي: ازيك يا رغده عامله ايه
رغده: الحمد لله ..انتي عامله ايه
مي: انا كويسه اوي ...امال فين محمود معادي معاه دلوقتي
رغده: متصنعه اللامبالاة: محمود في مكتبه ادخليله اكيد زمانه مستنيكي
مي: بدلال: عندك حق فعلا ..لأنه كلمني اكتر من مره علشان اجي
رغده: والله ..طيب كويس
انحنت مي على مكتب رغده حتى استندت بكفيها عليه وقالت بصوت ظهر به الخبث
مي: اوعي تكوني زعلانه علشان انا بقابل محمود ...دا بردوا كان زميل ليا في الجامعه وكلها كام شهر ويبقى جوزي
نظرت لها رغده بذهول ثم قالت
رغده: انتي بتقولي ايه ...محمود هيتجوزك انتي ازاى
مي: ذي الناس ...المهم دلوقتي انا هدخل ليه زمانه قلقان عليا اوي
اتجهت مي إلى غرفة المكتب الخاصه بمحمود وعلى شفتيها ابتسامة انتصار بينما تجمعت الدموع في أعين رغده ووقفت مسرعه لتدلف الى مكتب ادم الذي ما أن رأها حتى هب واقفاً وهو يقول بقلق
ادم: مالك يا رغده ...انتي تعبانه ولا ايه
رغده: بدموع: ايوه تعبانه اوي وعايزه اروح دلوقتي لو ينفع يعني
ادم: ايوه طبعا ينفع ...استني اجي اوصلك أو اخلي محمود يوصلك اكيد هيتضايق لو عرف انك مشيتي لوحدك
رغده: ببكاء: لا متقلقش هو مش هيهتم اصلا اني مشيت
وقبل أن يجيبها ادم كانت قد خرجت من الغرفه فتنهد بغضب وقام بمهاتفة محمود الذي سوف يخسر زوجته اذا لم يتراجع عما يفعل
ادم: الو ايوه يا محمود تعالى عندي المكتب حالاً لو سمحت
محمود: معلش يا ادم مش فاضي دلوقتى هجيلك كمان شويه
ادم: بغضب: لا لازم تفضى يا محمود لازم تفوق من الغيبوبه اللي انت فيها رغده تعبت ولسه خارجه دلوقتى مروحه البيت ولما قولت ليها اني ابلغك  قالتلي انك مش هتهتم اصلا ..رغده بتضيع من بين ايديك وانت واقف تتفرج
محمود: بغضب: لو سمحت يا ادم متتكلمش معايا كدا انا ….
ادم: مقاطعاً: انت ايه انت مجرد واحد اناني ربنا كرمك وخلاك تتجوز انسانه محترمه بتحبك وحامل منك بس انت اللي اناني ورافض كل ده انت مبتفكرش ان فيه ناس كتير غيرك تتمنى ربع اللي عندك مبتفكرش في كدا
نكس محمود رأسه ارضاً فهو يعلم أن آدم محق فيما يقول ثم نظر لمي التي يبدوا عليها الاهتمام بالحديث الدائر بينه وبين ادم على الهاتف وتعجب بسبب حضورها اليوم فلم يكن يعتقد أنها ستتحدث معه مره اخرى ولكنها أتت اليوم بعذر جديد لتتحدث معه فتنهد وقال لادم
محمود: خلاص اقفل يا ادم وانا هنزل اكيد هلحقها قبل ما تخرج من الشركه
اغلق محمود الهاتف دون أن يستمع لإجابة ادم واعتذر من مي واتجه مسرعاً الى خارج الغرفه
❄❄❄❄
دلف حمزه الى الشرفه حتى يستطيع التحدث فى الهاتف مع محمد بعيداً عن هاله
حمزه: هاااه يا محمد طمني عرفتوا حاجه عن مكان عزيز
محمد: للأسف لسه يا حمزه ...وكمان فيه اخبار من السجن أن صبري بقاله فتره تعبان في المستشفى
حمزه: لازم تخليهم يزودا الحراسه عليه حتى في مستشفى السجن لان الراجل ده مش سهل خالص
محمد: متقلقش انا عملت اللازم ...المهم طمني هاله عامله ايه دلوقتى وانت عامل ايه معاها
حمزه: كويسه الحمد لله ...وانا بقرب منها كل يوم اكتر من اليوم اللي قابله ..ادعيلي انت بس
محمد: ربنا يهديلك الحال ...اهم حاجه يا حمزه انك تصلح امورك مع مامتك الاول علشان ميحصلش مشاكل بعد كدا
حمزه: متقلقش انا عارف بعمل ايه كويس اوي ..المهم انت عامل ايه دلوقتى
محمد: انا كويس الحمد لله نزلت الشغل من اسبوع والاداره وحشه اوي من غيرك
حمزه: ههههه يا عم سيبني ارتاح شويه كفايه شغل بقى
محمد: ارتاح يا سيدي ولا يهمك ...انا لازم اقفل دلوقتي علشان عندي شغل محتاج مني اي حاجه
حمزه: تسلم يا محمد خلي بالك من نفسك
محمد: أن شاء الله...مع السلامه
اغلق حمزه الهاتف واتجه إلى داخل الشقه حتى يقوم بالاشراف على تجهيز الطعام
❄❄❄❄
دق جرس الباب الخاص بشقة حمزه فأتجه إليه ليرا من الطارق لتتسع عينيه وهو يرا والدته تقف امامه تنظر إليه بلوم فأجلى صوته وهو يقول بخفوت
حمزه: ماما ...تعالي اتفضلي يا حبيبتي واقفه على الباب ليه
فاطمه: عرفت انك هنا قولت اجي اطمن عليك مدام انت ميهمكش تطمن عليا
حمزه: وهو يجذبها للداخل: مش قصدي والله يا ماما انا بس كنت مشغول الوقت اللي فات ده
نظرت فاطمه حولها تبحث بعينيها عن هاله ولكنها لم تجدها فنظرت إلى حمزه وهي تتمتم
فاطمه: امال فين الهانم اللي خليتك تنسى مامتك
تنهد حمزه بغضب وعلم أن وقت المواجهه قد حان فجذب والدته من ذراعها وادخلها غرفة المكتب واغلق الباب خلفه حتى لا يصل صوته لهاله ثم نظر لوالدته وقال
حمزه:لو سمحتي يا ماما متتكلمش عنها بالطريقه دي هاله انسانه كويسه اوي ولو حضرتك عاشرتيها هتحبيها والله
فاطمه: اكيد هحبها ذي ما امها خلت ابوك يحبها وذي ما هي خلتك انت كمان تحبها
حمزه: يا ماما انا وهاله ملناش اي ذنب في اللي حصل زمان ...انا بحبها ومقدرشى اعيش من غيرها مهما حصل وفي نفس الوقت مقدرش استغنى عنك لانك امي
فاطمه: بس انا عرفت انها خلاص بقت عاميه ...ليه بردوا متمسك بيها
حمزه: ايوه طبعا متمسك بيها  يا ماما لاني بحبها ...انا عارف أن حضرتك بتحبي بابا ولسه بتحبيه رغم كل اللي عرفتيه...لازم تحسي بيا ….متخلنيش ابقى مش عارف أرضي مين ... أرضي نفسي ولا أرضيكي ...أرجوكي يا ماما فكري كويس في كلامي انا مش عايز اخسر هاله ولا عايز اخسرك لاني مش بحب هاله بس لا انا بعشقها يا ماما ولو هتخلى عن  الدنيا دي كلها هتجوزها بردوا
نظرت فاطمه لحمزه وشعرت بالصدمه عندما رأت عيناه الدامعه ولاول مره تعلم انها قد تخسر حمزه الي الابد
❄❄❄❄
كان عزيز يجلس في تحدي المنتجعات السياحيه بينما اتاحت له اللحيه والشارب التخفي المطلوب بينما يقيم فى الفندق تحت اسم مستعار حتى يبتعد عن اعين رجال الشرطه ..تنهد بتوتر وهو ينظر إلى ساعة يده عندما اخذ ينظر حوله حتى رأي رجلاً يتجه نحوه وما أن توقف امامه حتى قال
عزيز: ايه يا عتمان كنت فين كل ده
عتمان : معلش يا باشا مسافة السكه والله
عزيز: المهم عملت ايه في اللي قولتلك عليه
عتمان: كله تمام يا عزيز باشا انا عرفت البت فين هي في شقة الظابط اللي اسمه حمزه واتعمت من الحادثه
عزيز: تمام اوى ….انا عايزك تهدى بقى اليومين دول لان اكيدالشقه دي متأمنه كويس اوي المره دي
عتمان: فعلا يا عزيز باشا ….على العموم انا هفضل مراقبهم لغاية لما يحصل أي جديد وأبلغ سعادتك
عزيز: تمام ...روح يلا شوف شغلك
عتمان: حاضر يا عزيز باشا بعد اذنك
❄❄❄❄
خرجت رغده من المصعد وسارت بأتجاه باب الشركه ولكن قبل أن تصل إليه سمعت صوت محمود فنظرت خلفها وجدته يخرج من المصعد الآخر ويتجه اليها راكضاً وما أن وقف أمامها حتى قال
محمود: بقلق: مالك يا رغده ادم بيقول انك تعبانه حاسه بأيه
رغده: بهدوء: ابدا شويه ارهاق بس مش اكتر
محمود: تحبي نروح للدكتوره علشان نطمن عليكي
رغده: لا ملوش لزوم انا هروح البيت وارتاح وهبقى كويسه
نظر محمود لرغده التي يبدوا على وجهها بالفعل علامات الارهاق والحزن وشعر بالحزن فهو يعلم جيدا أنه هو السبب الرئيسي لذلك الحزن وقال بخفوت
محمود: طيب تعالي اوصلك بلاش تروحي مع السواق
رغده: بمراره: وليه يعنى ما انا بروح معاه من وقت ما رجعت الشركه ايه اللي تغير ..بص يا محمود انا وانت خلاص اى كلام بينا مبقاش بيجيب نتيجه غير الحزن والألم ...وانا خلاص رضيت بنصيبي واول ما اقوم بالسلامه أن شاء الله هأخد ابني وابعد عنك علشان تقدر تعيش حياتك ذي ما انت عايز
محمود: بأنفعال: انتي اتجننتي ولا ايه تبعدي عني ازاي يعني
رغده: بدموع: انا تعبت يا محمود ...وانت مش مصدق اني مليش ذنب في الطفل ده بس مش معنى كدا اني أنزله لأنه حته مني ومنك حتى لو انت مش عايزه انا…
صمتت رغده وهي تضع كفها أسفل بطنها بينما اكتسى الشحوب وجهها فأقترب منها محمود بذعر وهو يقول
محمود: مالك يا رغده فيه ايه
لم تكن رغده تستمع إليه بل كانت تنظر ارضاً للسائل الدافيء الذي يسيل منها لتنتبه انها تنزف فنظرت لمحمود بفزع وهي تقول
رغده: ابني بيموت ...ابني بيموت ...ابني…
لم تكمل حديثها ولكن سقطت بين ذراعي محمود الذي كان ينظر اليها بعدم فهم تحول إلى فزع عندما سقطت بين ذراعيه مغشى عليها بينما تلطخ ثوبها بالدماء
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

الجزء الثالث من سلسله اروح عاشقه (معاً في الحب والقتال) Where stories live. Discover now