سألني أحدهم ذاتَ مرة ..
-ما لونك المُفضل؟
في الحَقيقة هذا كان غريبًا جِدًا ، أعني أنا لم أُفكر يومًا فيما إن كُنت أُحب لونًا ما أو حتى أُفضله على بقية الألوان!
كانت جميعُ الألوان في عيني تتشابه ، رُغم اختلافها الواضح! لكنّ شخصًا بائسًا مثلي ما كان لِيُلاحظ ذلك أو يهتم.
-لا أعلمُ حقًا! أعتَقِد أن الأسود كئيب كثيرًا، الأبيض ناصِع أكثر ممّا ينبغي وهو مُخيف كذلك يبدو وكأنه عدم في عُلبة الألوان، الأخضر يبدو لي مُسليًا أحيانًا وفي أحيانٍ أُخر هو جنونيّ، الأصفر مُشع يشعرك وكأنك تَقِفُ أمام الشمس مُباشرةً، البنفسجي لونٌ إبداعي، والأزرق غامضٌ رُبما ... لا أعلمُ بِماذا أصفُه في الواقع!
-
كُنت وحيدًا مذُ ولادتي، نشأت في منزلٍ صغيرٍ دافئ بِرفقة والداي، لم أُعر وحدتي أدنى اهتمام كُنت أعلم أنني سأكبر وسألتقي بالكثير من الناس الذين يختلفون عني في كُل شيءٍ تقريبًا.
لكنني كبرتُ دون أن ألحظ.
كبرتُ حينما كنتُ منشغلًا في تدوين أُمنياتي على صفحات المُستقبل، كانت السنين تمضي بي وأنا في عالمٍ صغير حدوده لا تتعدى باب غُرفتي ..
تغيّر العالم من حولي تمامًا، كما تغيّرتُ أنا أيضًا وتغيّر كل مابي من عقلي أولًا إلى آخر شيءٍ وهو مقاسُ حذائي.
YOU ARE READING
ذكرياتٌ زرقاء.
Short Storyلا أعلمُ ماهو اللون الذي أُفضله على بقية الألوان! أعتَقِد أنني لا أستطيعُ الإجابة على هذا السؤال.
