I

711 69 20
                                    

كانت أعظمُ أمنياتي أن أُصبح معروفًا لدى أكبر عددٍ من الناس، أن يبتسِمَ الجميعُ في وجهي، ألّا توبخني عمتي بسبب أخذي لِحبة فراوِلة من المزرعة، ألّا أكون شريرًا وأُبكي الآخرين.

بسيط، لطيف، مُبتهِج .. هكذا كان قلبي ولا أعلمُ كيف اكتظ بالأوجاع الآن.
كبرتُ مُتخذًا من الكتب أصدقاءً لي، وما أجمل مُصادقة الكتب !

...

لم أُصبح معروفًا كما كُنت أرغب، لم يبتسِم الجميعُ في وجهي، لم تنهرني عمتي بسبب حبةِ فراوِله لكنها أبرحتني ضربًا بسبب سكبي لقدح الماء عن طريق الخطأ، أصبحتُ شريرًا كما قال لي أبي وأبكيتُ صديقي القديم والذي تركني هو أيضًا.

لم أُرد هذا مُطلقًا ولكنه قد حدث بِالفعل، حقيقةً لم آبه لذلك فأصدقائي أعني الكُتب بالطبع ، قد احتضنوا حُزني وأخفوا دمعتي.

-

-أشتاقُ كثيرًا لِوالدتي ..
قُلت بعد إطلاق تنهيدةٍ طويلةٍ، ثُم أغمضت عيناي كي لا أضعُفَ أكثر.

أتساءلُ ماذا كانت ستُجيب أمي على سؤال الألوان الذي طُرِحَ عليّ سابِقًا؟ أظنها كانت لِتختار اللون الأزرق فكل كُرات الصوف التي لديها كانت زرقاء اللون.

آه تبًا .. لدي الكثيرُ من الحديث الذي أود البَوح بِه لكنني لا أمتلكُ الطريقةَ المُناسِبةَ لقوله، مُذكرتي وقلمي ذا الحِبر الأسود قد لا يكونا كافيان لترجمة مشاعِري لكنني سأفعل وسأكتُب "للمرةِ الأولى".

ذكرياتٌ زرقاء. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن