II

592 71 10
                                    

-أهلًا تَايهيونق، قرأتُ ما قد كتبته للتو .. هذا حقًا رائع، هل أنتَ كاتِب؟

وصلتني هذهِ الرِسالةُ بعد يوم من نشري لِما كتبتهُ لِمرتي الأُولى على أحدِ مواقع التواصل الاجتماعي، غمرني السرور بِسبب إطراء هَذا الغريب لكن كعادتي تظاهرتُ بأنني لا أهتم وأجبتُ بِـ شُكرًا فقط.

بعد هذا الرد توقعتُ أن ينزعج ويبتعِد بسبب أُسلوبي الفظ معه لكِن ما أن أشرقت شمسُ اليوم التالي حتى أرسل لي رِسالةً طويلةً يُخبرني فيها أنني رائع ويتحدث عن نفسهِ قليلًا، أو لِأكون صادِقًا نِصفُ الرِسالةِ كانت سيرتُه الذاتية !

وجدتُ هذا لطيفًا وفكّرت، رُبما هو مُختلف عن بقية الناس؟ رُبما هو لن يضع اللوم عليّ مُستقبلًا ثُم يرحل مُبتعدًا عني كما فعل السابقون؟
وبِالفعل كنتُ محقًا، كان جونغكوك صديقًا رائعًا ولا يزالُ كذلك.

-

طيلةَ ذلك العام حينما أعود لِمنزلي كُنت أحتضنُ وسادتي فرحًا ولا أجد مُبررًا لهذا الفِعل، لكنّ امتلاك صديق يفهمكُ جيدًا هو أمرٌ قد يجعلك مسرورًا لِما تبقى من حياتك. أنت لن تَخشى أن يظن بِك السوء أو يراك غريبًا هو فقط سُيمسك بيدك ويُنسيك كل ما ألمّ بِكَ وبِقلبكَ الذي لا حول له ولا قوة.

-

-تَايهيُونق الأزرق، سنُكمل عامًا كاملًا معًا في اليوم ما قبل الأخير من شهرِ يوليو هذهِ السنة.
-تَايهيُونق الأزرق؟ بربك ما هذهِ الألقاب؟ ثُم ألا تُلاحظ أنك بدأت تنسى الفارِق العُمري بيننا؟ لا أرى صيغة احترامٍ في حديثك لي!
-دعك من هذا، الأرقام مُجرد أرقام في النهاية .. أنتَ قُلت لي مرةً أن الأزرق مُثير لا أحد يعلم ما يُخفيه وأنا أظن أنك كذلك لا أحد يعلم ما يجول في رأسِك.

ذكرياتٌ زرقاء. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن