III

512 66 12
                                    

-أعتذِرُ جونغكُوك، جدي توفيَّ صباح اليوم.

-ألا أستطيعُ لقاءك ولو لدقيقتان؟ لن أعود إلى هُنا لمدة عامين على الأقل.
-لا أعتقِدُ ذلك لا أُريد أن يكون أول لِقاءٍ لنا في مثلِ هذه الأجواء الكئيبة، أشعرُ بالفراغ وكأن روحي قد انتزعِت مني، سنلتقي لاحِقًا أنا واثقٌ من ذلك.

-فلتذهب ذِكرانا ويومنا المُهم للجحيم، لا أود رؤية صديقي مُنكسر ولا آتي لِمواساته!
-لا بأس حقًا.
-آملُ أن تكون بِخير، ستتخطى هذا حتمًا.

...

والدُ أمي، جدي الذي كان خير مأوى لي بعد وفاةِ والدتي، جدي الذي كان عائلتي قد رحل وتركني أتخبطُ في آلامي.

عند عودتي من منزِل جدي الصغير بعد أن ودعتُ كُل زاويةٍ فيه توقفتُ لِبُرهةٍ من الزمن ورأيتُ لونًا قد طغى على الوجود .. كانت السماء تُمطر والسيارات تسيرُ على عجل كذلك المباني بدت خاويةً لا حياةَ فيها.

رأيتُ زُرقةً واضحة بدلًا من لون الرماد الذي تكتسيه عدسةُ عيني والذي كان من المُفترض أن أراه أمامي الآن لأنني حَزين.
تذكرتُ لحظتها قول أبي الذي نسيتُه تمامًا :
-"والدتُكَ كانت تستخدمُ اللون الأزرق لأنها تعتقدُ أن جَميع الفِتيان يُحبونه، هِي حاكت لك قُبعةً وقُفازاتٍ بالصوفِ الأزرق في شتاءِ العام الثاني من مولِدك".

إذن، والدتي لم تكن تُحب اللون الأزرق الآن تذكرت! إنني مُثيرٌ للشفقةِ حقًا.

ما هو اللون الذي كانت تُحبه؟ أود معرفةَ ذلك! رُبما يجب أن يحدُث لي شيءٌ سيءٌ آخر لأتذكر شيئًا من الماضي؟ لا أعلمُ حقًا.

ذكرياتٌ زرقاء. Where stories live. Discover now