قَيّد كسلك

907 137 194
                                    

"سوف أصنع كوباً من الشاي أولا، ثم سأذهب لأباشر العمل"

" أظن أن لدي الكثير من المشاغل اليوم لما لا نؤجلها للغد؟"

" مشاهدة فلم لمدة ساعة لن تضر شيئًا، صحيح؟"

" مازال النهار أمامي طويلا، لا بأس بنزهة قصيرة"

وهكذا دواليك، يستمر التسويف يوما بعد يوم، ويمر اليوم، والأسبوع، والشهر، وحتى السنة، وأنت لم تكمل روايتك التي ينتظر قرّاؤك أن تكملها وتقوم بنشرها حتى يعيشوا أحداثها ويتفاعلوا مع شخصياتها، ولكن ما الذي فعلته أنت ككاتب؟ لا شيء غير الكسل والتسويف، لا شيء سواهما.

هل تلك الأفواه المُحطِمة هي من جعلتك غير مهتم بأعمالك وكانت سببا في تراخيك؟ أم عدد القراءات غير المرضي؟ ما الذي مكن الكسل منك؟

في الحقيقة، ولا حقيقة غيرها، أنت من جعلت الكسل يتلبسك، أنت من سمحت له بالاستحواذ على وقتك الثمين وتثبيط أحلامك، أنت من جعلت عقلك يفضل النوم على العمل، ورضيت بذلك.

يقولون: إن أردت التغلب على خصمك فعليك معرفة نقاط ضعفه وقوته. ونحن لنستطيع التغلب على الكسل علينا معرفته جيدًا، وما هي الأساليب والطرق المتبعة للقضاء عليه؟

الكسل عبارة عن فتورٍ عن العمل، خمول، بلادة، وقد ورد في المعجم الوسيط:

كَسِلَ :
كَسِلَ عن الشيء كَسِلَ كَسَلاً: تثاقل وفتر عمَّا لا ينبغي أَن يُتثاقَلُ عنه فهو كَسِلَ وكَسْلانُ. والجمع : كُسَالَى، وكَسْلَى وهي كَسِلةٌ، وكَسْلَى، وكَسْلانةٌ.

والكسل صفة مذمومة، وقد كان النبي محمد صل الله عليه وسلم يستعيذ منه. والكسل في الديانة المسيحية يُعد خطأً من الأخطاء السبع المميتة عند الكاثوليك، ويرونه سببًا مباشرًا للفقر*.

ولهذا، لنتخلص جميعًا من هذه الصفة المقيتة والتي أجمع الجميع على تأثيرها السلبي على الفرد والمجتمع- كان من واجبنا تقديم بعض الحلول العملية والتي ستساهم - بإذن الله- بشكل أو بآخر في التخلص من الكسل.

1- الإرادة:

الإرادة هي مفتاح التغيير، والطريق لحياة أفضل، فعبارة أنا " أنا أريد التحسن" " أنا أريد التغيير" " أنا أريد أن أصبح كاتب ناجح" " أنا أريد...... " إن لم يتبعها عمل وتصميم فلن تجني شيئًا، ولن تتغير، لتصل لمرادك يجب عليك أن تفكر بالشيء الذي تريده على الدوام، وأن تسخر كل طاقتك له، " أنا أريد" قد تكون حقا بداية لتغيرك، ولكنها ليست الطريقة الصحيحة والجذرية له.

والأمر نفسه ينطبق للكسل، إن كنت تريد حقا التخلص منه، ورميه بعيدا في سلة السلبيات، فستنجح بإذن الله إن اتبعت الخطوات التي سنذكرها بعد قليل. أما في حالة أنك لم تكن جديا في إرادتك للتغير، وأن إرادتك لتركك للكسل لم تكن سوى إرادة عبثية عابرة، فلن تستفيد شيئًا وستضيع وقتك في القراءة ليس إلّا، لهذا، خذ وقتًا وفكر مع نفسك إن كنت تريد ترك الكسل فعلا أم لا.

نحو الأفقWhere stories live. Discover now