إنحباسٌ وتدفق

606 129 150
                                    


الفائزة بفعالية الفصل السابق والتي حصدت الدرجة الكاملة، هي المبدعة  StellaCaelum

وبالمركز الثاني بفارق ربع درجة فقط، المتألقة Betty__28

مبارك لكما❤

------------

تمسك بقلمك -أو حتى جهازك المحمول- لتبدأ بالكتابة، ثم فجأة تجد أن كل خلية في رأسك قد توقفت عن العمل فور شروعك بالكتابةِ، وتبدأ جولات من التفكير و التحليل وسؤال نفسك "ما الذي يجب كتابته تالياً؟"

العديد من الكُتاب يعانون من هذه المشكلةِ، في حين يبدأ بالكتابة بحماسٍ شديد ثم حينما يصل لنقطة ما، يشعر وكأن هناك حاجز صدّه عن التفكير بالخطوة التالية، وتأتي الحالتين كالآتي:

• يكون عقل الكاتب مليئاً بالمشاهد الشيقة، ويبدأ بالكتابة بحماسٍ لأجل هذه المشاهد، وفجأة يشعر وكأنه طفل صغير لا يعلم كيف يكتب كلمتين.

• أن يكتب لفئة معينة، ثم تتحول لفئة أخرى، ويصاب بالإحباط ويترك الرواية على جانب، و بالإضافة قد لا يعلم ماذا يجب أن يفعل بالشخصيات، والأحداث الكثيرة، وما الذي يجب أن يفعله.

هاتان الحالتانِ يجب التعامل معهما بخطوة مشتركةٍ وهي أن تكون مركزاً ومسترخياً، فالتشويش والأفكار الخارجية أحد العوامل والأسباب التي لا يمكن للشخص أن يبدأ روايته أو أن يكملها في وجودهما.

و أهم مافي الحالتين هي الأحداث، فكم من مرة كنت تشرع بالكتابة، فيخرج لك حدث ما وآخر، ويتدفق نهر الأحداث ليصبَّ في نهاية رواية جديدة، فتبدأ بالشعور بالتشتت، فبأي واحدة تبدأ؟

كما ذكرت سابقاً، التركيز والإسترخاء هما أولى الحلول لأجل إيقاف التشتت الذي يحصل لك، فضع هدفاً أمامك واسترخي، وفكر في ما الذي تريد نفسك كتابته حقاً؟ ما الذي يعجبك حقاً وتود كتابته حالاً؟

لنتحدث عن حلول للمشكلة الأولى، حينما يخطر على بالك أيها الكاتب مشهد ما مذهل، فكرة جديدة، ولا تستطيع وضعها بكتابك الحالي الذي تكتبه، هنالك خطة أخرى لكي لا تضيع منك. خذ دفتراً، أو مسودة، و دونّ كل ما يخطر على بالك، من أفكار جانبية حتى لأنها قد تفيدك بوقت الحاجة.

و الحل الثاني أن تعلم أن المشكلة قد تكون بالحدث نفسه، فربما حينما تكتب البداية وهي تكون بداية عادية ولا تعجبك هي السبب، فكر في حدث آخر، لأن الحدث نفسه قد يكون غير مناسباً.

وسنضرب لكم مثالًا، إذ كنت قد خططت أن بداية الفصل ستكون عند استيقاظ البطلة من نومها، ولكن حين أمسكت القلم ووجهته نحو الورقة لم تنسكب الكلمات عليها، أو ربما خرجت ولكن بشكل لم يرضيك، في هذه الحالة قم بتغيير الحدث، وابدأ فصلك مثلا عند دخول البطلة للشركة التي تعمل فيها وإلقائها التحية على زملائها، وإن كانت تدرس، فابدأ الفصل عند النقطة التي تبدأ فيها البطلة بتمتمة أغنية ما وهي ترسم أشكالا عشوائية على الورق غير مهتمة بما يقوله المعلم.

قم بتكرار هذه العملية كل مرة حتى تصل لنتيجة مرضية، تشعر من خلالها أنك سكبت إبداعك وكلماتك الفنية على الورق، وأنك كتبت من قلبك، ولم تكتب مُكرهًا.

بالنسبة للمشكلة الثانية، فخذوا نفس عميق.. ممتاز. حينما تكتب ضع هدفاً أمامك، و لتكن الرواية واضحة بالنسبة لك لا غامضة لا تعرف معالمها، خطط لها واسأل نفسك ما الرسالة التي تريد إيصالها من خلال هذه الرواية. خطط لها قليلاً لتكون سماتها واضحة.

ثانياً، مشكلة الحماس الزائد عند إيجاد الكاتب لفكرة ما وفقدانه له - الحماس- في منتصف الرواية تصيب الكاتب بالنفور، و قد تدفعه لترك عمله أحيانا تاركا القرّاء ينتظرون بفارغ الصبر نشره لفصل جديد ظانين أنه يعمل خلف الكواليس. أعتقد أغلب الكتّاب والقرّاء قد عانوا من ذلك، و الحلّ هنا جلّه يكمن في الصبر، أكتب فكرتك - أو أفكارك - بدفتر خارجي،   واتركهم جانبًا، انتظر إسبوعا أو إسبوعين، وربما أكثر ، ثم اسأل نفسك "ما الفكرة التي ستجعل عقلي يتدفق بالكلمات، وتجعل خيالي لا يتوقف عن تخيل أدق التفاصيل؟"

وإجابة هذا السؤال ستكون لديك أنت، لأنه في تلك المدة التي لم تكتب فيها شيئًا لم تكن تضيّع وقتك، بل كنت تترقب تلك الفكرة التي تطرق باب عقلك وقلبك في كلّ وقت، وتصرخ فيك قائلةً " أُكتبنـي! "

-------

إن راودكم أي سؤال يمكنكم طرحه هنا


----------

| الفصل من كتابة العضوة أودين، مراجعة وتدقيق العضوة غسق|

| تم تقييم الأفكار المشاركة في الفعالية السابقة من قبل العضوتين غسق وإروسو|

نحو الأفقWhere stories live. Discover now