التخطيط

562 104 24
                                    

اليوم... أجل اليوم! سأكتب الفصل الذي مرَّ قرن وَ أنا أنوي كتابته دون كتابته فعليًا!
- بعد ست ساعات -
أستسلم. ( مِن قلبِ الحدث )

الآن، لا أرغب بِالسؤال مَن منا يواجه تِلك المشكلة، لِأني أشك بِأن البعض سيحضرون أناس لا يفقهون شيئًا بِالكتابةِ فقط لِزيادة عدد الأيدي المرفوعة. السؤال هنا... هو كيف تخرجون مِن تلك الحالة؟

بِمراحلِ ما قبل الشروع في الكتابةِ، عدد منا يتخطى مرحلة التخطيط وَتنظيم الأفكار بِمُجردِ أن عصف ذهنه وَنالت الأفكار إعجابه، فيستأنف الكتابة حتى يصل لِمنتصفِ الأحداث بعد أن ملئها بِعددِ لايعد وَلا يحصى مِن الأحداثِ العشوائيةِ التي لا تصل لِلجوهر بِأي شكل! وَهنا تحديدًا يتوقف ينبوع الأفكار نتيجة عجزه عَن ربط ما حدث وَعمّا كان يجب أن يحدث َبما سيحدثُ...

مهلًا لحظة... ماذا؟
علينا أن ندرك بِأننا كالقدر الذي يحرك ذلك العالم الصغير، نحنُ ككتاب نملك تذكرة التحكمُ بِشيء حسب رغبتنا، أن نعين لكل شخصية حصتها مِن المعاناةِ وَ نحددُ متى ستنفجر وَمتى ستنهار. علينا أن ندركَ بِأن القوى المسئولة عَن تسيير أمور الجميع هي أعظم مِن أن تملأ القصة بِأحداثٍ عشوائيةٍ لا تؤثر على مجراها؛ لِذا مرحلة التخطيط بالغة الأهمية، لِأنها تحد مِن عدد العناصر وَتختبرُ أهميتها، تُعينها بِاحتمالاتها وبم ستؤثر، وَ مَن يتخطى تِلك المرحلة لا شك بِأن سيل أفكاره سيتوقف عاجلًا أم أجلًا. الحالة الوحيدة التي يُقبل بها الكتابة دون تخطيط، هي عِندما تُعيد قراءة كُل ما كُتب قبلًا وَما وصلت إليه، وَ أن تحدد ما إن كان منطقيًا أم لا، مُهمًا وَمؤثرًا في سير الأحداث أم لا… وَ ذلك يندرج تحت مُسمى التعديل.

وَلكن كما يقولون، خير الأمور أوسطها؛ أي التخطيط لِكُل شيء بِالمعنى الحرفي قد يهدم شغفك تجاه الكتابة، فقد تتبع المُخطط أمامك بِالحرف دون إعطاء الشخصيات مساحة لِمُمارسة أنفسهم وَ منح القارئ رد فعل صادم كما ينبغي، وَ أنتَ بِدورك ستقرأ ما كتبت وَتشعر بِعدم الرضا التام فقط لِأنك توقعت ما حدث دون أن تصدم نفسك أيضًا! التخطيط قد يحملُ خطر الإسراف في التفكيرِ وَ الكثير مِن القصصِ الخلفية التي يسعى الكاتب لِتوضيحها، فقد ينجرف عَن الفكرة الأساسية فقط بِشرحِ ما توصل إليه وَبناه، وَ لربما يجد أنه مِن الصعبِ تحديد ما يجب ذكره بِالنصِ وَما يجب أن يظل مخفيًا في جحره، وَربما أيضًا يجهل ما هو ناقص بِالنسبةِ لِلقراء إذ هو بِالفعلِ يعرف كُل شيء!

الآن، نسبة التخطيط دومًا ما ستتخطى النصف بِنسبةٍ بسيطةٍ، وَحسب الفئة المُختارة سيتم زيادة النسبة مِن باب وعي الكاتب بما هو مُقدم على كتابته، فعلى سبيل المثال: قصص التحقيق وَالجرائم بِحاجة لِتخطيط يشملُ حدث الجُرم، الكيفية وَالسبب خلف ارتكابه، مَع توضيح وَمعرفة خطى الشخصية التي ستتبعه وَتحاول الوصول إليه، أما إذا غفلت عَن نقطة فستظل الشخصية تدور حول نفسها فيظهر بِأن الكاتبَ أيضًا لا يعرف ما يحدث! ضغط الشخصيات في موقفِ حرج يُعد مِن الأمور التي يجب وضعها بِالأعتبارِ قبل الكتابة. في حينِ أن بِفئة كالرومانسية، فكُل ما عليك هو وضع أساس أولي ترجع إليه حين البدء بِالكتابةِ لِمعرفةِ الطريق الذي ستسلكه، وَ لكنك ستترك التصرف قابلًا لِلتغيير وَ التعديل أثناء الكتابة. وَإن كانت نسبة التخطيط تزداد بعد النصف أعتمادًا على فئة القصة، فهناك نسبة مُعتمدة على الكاتب أيضًا! فلسنا كلنا نسخ تتعامل مَع العقبات بِنفس الطريقة. لِذا إعتمادًا على الكاتب يتمُ تحديد نسبة التخطيط.

إذًا، هل اكتشفتم النسبة المُناسبة لكم؟    
و هل كان الموضوع مفيدا؟

------------

| قام بكتابة الفصل العضو إروسو|

نحو الأفقWhere stories live. Discover now