(8)

397 21 2
                                    

المقطع الثاني : أين صديقي:

كان والد ايمن ينتظر الضابط المسؤول بلهفة ..
كيف لا ..
ايمن الان يقارب من اليوم السادس لاختفائه ..
الابن قبل اختفاءه كان انطوائيا شيئا ما ..
وكان قد اهمل نفسه كثيرا ولم يكن يتناول وجباته بأتزان حتى ..
كان فقط متعلقا بذلك الجهاز المحمول ..
وبدأ حينها كمن يغوص بداخل ذلك الجهاز ..
يتذكر الاب كيف كان يتحاشى سؤال ايمن عما يعانيه ..
لايعرف لماذا هذا التردد الذي كان يصيبه ؟؟
فقط كان اذا رأى أيمن يشعر بشي من القلق والخوف ..
سبحان الله ..
أب يخاف أبنه ؟؟
كيف يمكن .......

" مرحبا .. ماذا لديك "
قاطع الضابط تلك التساؤلات بهذه العبارة ..
فأستطرد والد ايمن بسرعة: أبني ياحضرة الضابط ..
أبني مختفي منذ 6 ايام ولااثر يدل على المكان الذي اتجه اليه
بدأ الضابط غير مبال وهو يقول : كم عمره ؟
اجاب الاب : اكمل الـ 26 من عمره
عاد الضابط ليتفحص وجه والد ايمن وهو يقول : هل لاحظت عليه
شي غير طبيعي في سلوكه او علاقاته ؟
هز الاب رأسه بالنفي ..
نهض الضابط من كرسيه وقال : اذن اترك لنا صورة لابنك ..
واكتب بعض المعلومات التي قد تراها مفيدة ..
وسنعمل مابوسعنا ..
وانصرف الضابط تاركا والد ايمن غارقا في بحر من الافكار ..
فعلا ترى أين يمكن أن يكون أيمن ؟؟
دخل الضابط حجرة مجاورة وشدد قبل الدخول على الحارس الا يدخل أي مخلوق عليه ..
أشعل الضابط سيجارته ثم نفث الدخان ببطء ..
ألتقط هاتفه وطلب أحد الارقام ..
لم يكد يسمع الطرف الاخر يجيب الا وهتف بسرعة :
أطمئن الامور تسير جيدا ..
وهذا الاب لايعرف الكثير ..
فقط أتمنى أن يظل الامر هكذا حتى تكتمل ليلة السابع من الشهر ..
فقط أحذروا من أن يبقى شي خلفكم ..
لانريد أن تفشل الامور هذه المرة كما حصل في المرة الاولى ..
هذه المرة يجب أن نمتلك ( الكتاب المقدس ) * ..
ولا شي غير ذلك !!
____________________________
*الكتاب المقدس : راجع الجزء الاول من الرواية لتعرف هوية الكتاب
____________________________


......

عقارب الساعة تشير الى التاسعة مساء .. 
وصل زياد الى منزل صديقه ايمن ..
كان يطرق الباب بلهفة وأستعجال ..
فتح والد ايمن الباب وما أن رأى زياد حتى بدت عيناه تدمعان ..
كان زياد هو الرفيق المقرب لايمن ..
والاب لم يعتد ان يرى زياد بدون ايمن ابدا ..
كانت هذه الذكرى تؤلمه ..
بدأ زياد متأثرا وهو يقول : سنجده ياعم لاتقلق ..
ارجوك فقط امنحني فرصة لالقي نظرة على غرفة ايمن ..
فربما وجدنا شي يدلنا على المكان الذي قصده ..
لم يكن والد ايمن مقتنعا وهو يسير مع زياد بأتجاه غرفة ايمن ..
دخل زياد بسرعة ..
كانت الغرفة هادئة وكل شي فيها مبعثر وليس على حاله ..
انصرف والد ايمن وترك زياد وحيدا ..
كان زياد يحاول البحث عن شي غير عادي ..
عن شي لم يعتاده من صديقه ايمن ..
ملامح الغرفة كانت تبدو غير عادية بالنسبة لزياد ..
يبدو أن تلك الايام الاخيرة التي كان ايمن منطويا فيها قد تسببت في هذا التغير ...
بدأ زياد يقلب طاولة العرض الخاصة بالتلفزيون ..
ثم عاد للبحث بين المساحات حول سرير النوم ..
لم يكن هناك شي مهم ..
الغريب ان حتى الاضاءة الخاصة بالغرفة كان يتضح ان هناك تعمد من ايمن بأن تكون خافتة جدا ..
ترى لماذا كان ايمن يبحث عن خلق اجواء خافتة مثل هذه ؟؟
قرر زياد أن يفتح شباك الغرفة الوحيد ..
عله يحصل عى بعض الاضواء القادمة من الشارع ..
ثم انها فرصة لتجديد هواء الغرفة الخانق ..
أتجه زياد الى شباك الغرفة ..
كان يبدو ذلك الشباك وكأنه عالقا ..
دفعه زياد بقوة ففتحه ..
أحس بهواء جديد يخترق الغرفة ..
قرر العودة للبحث وسط محيط تلك الغرفة ..
ولكن .....
ماهذا ؟؟
شي غريب بدأ يلوح أسفل تلك النافذة المفتوحة ..
نعم ..
كان هناك سلم خشبي قديم يستقر أسفل ذلك الشباك ..
والمخيف أكثر ..
أن هذا السلم كان يستمر الى سطح أحد المنازل المجاورة ..
ولكن ...
ذلك المنزل المجاور ..
ماهو ألا بيت قديم مهجور منذ سنين ...
ومخيف تماما ..
ترى أي سر يبدو الان ؟

قصة جوال امرأة ميتهWhere stories live. Discover now