(9)

333 24 6
                                    

المقطع الثالث : سجين المستشفى :


كانت عقارب الساعة تشير الى الثامنة صباحا ..
وهاهو زياد ينتظر أمام مكتب الشرطي خالد صديق والده ..
زياد لم يذق طعم النوم ليلة الامس ..
فقط قضى ليلة طويلة كان يفكر فيها ويستعيد شريط الاحداث ومامر عليه ..
اختفاء صديقه ايمن ..
ثم البحث عنه ..
والنافذة التي في غرفته والسلم الذي يتدلى منها الى ذلك البيت المهجور ..
وماراه داخل ذلك المنزل ..
وكيف أن تفتيش رجال الشرطة أثبت خلو المنزل من الحياة ..
كلها عوامل وأحداث تكاد تشعره بالجنون ..
نفض زياد عنه هذه الافكار وهو يشاهد الشرطي خالد قادما ..
نهض زياد وصافح الشرطي ثم رافقه الى مكتبه ..
كان زياد يمني نفسه بأن يمنحه الشرطي خالد أمرا للمستشفى بأطلاق المدعو عبدالرحمن أو على الاقل الأذن بالزيارة المتكررة ..
شي ما يلح بداخله ان عبدالرحمن هذا هو مفتاح اللغز ..
قاطع الفكرة هذه الشرطي خالد وهو يقول ..
سأرافقك يازياد الى المستشفى حتى تحظى بزيارة المدعو عبدالرحمن ..
لم يكن يشغل زياد وقتها سوى امر واحد ..
أن يرى عبدالرحمن كيفما كانت الطريقة ..
لم تمض سوى دقائق وزياد يرافق الشرطي خالد متجهين صوب ذلك المستشفى ..
المستشفى الخاص بالمرضى النفسيين ..
كان الصمت يخيم على الوجوه طوال الرحلة ..
وصل الجميع الى بوابة المستشفى ..
تجاوز الشرطي وزياد البوابة الرئيسية ..
وصلا الى جناح فخم وخاص ..
اللوحة المثبتة اعلى الباب كانت تشير الى انه قسم الادارة ..
وماان رأى الشرطي خالد مدير المستشفى حتى أتجه اليه مسرعا ..
كانا يتبادلان العناق بحرارة ..
يبدو أن العمل خلق بينهم نوعا من الود والاحترام والتقدير ..
بادر مدير المستشفى الشرطي بسؤاله : أي رياح طيبة تلقي بالسيد خالد في مستشفانا ؟؟
رد الشرطي خالد بأبتسامة كبيرة وهو يقول : لاأظنها طيبة أبدا ..
أستغرب المدير وتحولت لهجته الى الجدية وهو يقول : ماالامر ياخالد ؟
تنهد الشرطي وهو يقول : أتتذكر ذلك المريض الذي جاءكم قبل 7 سنوات الى جناح الحالات الحرجة ..
تساءل المدير : من تقصد بالضبط ؟؟
قال الشرطي : فتى كان أسمه عبدالرحمن وكان يقسم بوجود اماكن واناس تتابعه ومخلوقات تطارده
وكان كل هذا كما قال الاطباء مجرد حالة " فصام " ..
بدأ المدير يسترجع تلك الاحداث ..
ثم قال اتبعوني كان يتقدم الجميع الى مكتب خاص بملفات المرضى ..
بدأ يبحث في سجل المرضى القدامى ..
كانت عيناه تلتهم التواريخ ..
ثم ..
نعم هذا هو ملف المريض عبدالرحمن ...
وبدأ يفتح الملف ويقلب الاوراق ..
ثم قال : نعم حالة الفصام ..
قبل سبع سنوات ..
ولكن ياسادة ..
هذا المريض تعافى جيدا وغادر المصحة قبل 3 سنوات تقريبا ..
وغادرها وهو معافى تماما ..
وكانت صدمة للجميع بدون أستثناء ..



......



بدت صدمة مرعبة على وجوه زياد والشرطي خالد ..
عبدالرحمن تعافى وغادر المصحة ؟؟
قاطع الحديث الشرطي وهو يقول : واين ذهب الا تعرفون ؟؟
قال المدير : مثل هذه الحالات نحن عملنا ينتهي بتسليم المريض الذي تعافى الى
جهات اخرى تعيد دمجه في المجتمع ..
ابحث في ملفات دائرة العمل والتوظيف وحتما سيدلونك على مكان عمله ..
لم يكن الشرطي خالد يرغب في اضاعة وقت اكبر ..
توجه هو وزياد فورا الى دائرة التوظيف ..
كان الشرطي خالد يحظى بعلاقات واسعة ..
قصد مدير ذلك الفرع ..
تصافحا بسرعة ثم طلب الشرطي خالد من مدير الدائرة البحث في الملفات عن وجهة شاب أسمه عبدالرحمن
خرج قبل ثلاث سنين من المستشفى النفسي متعافي وجاء الى دائرتكم لطلب توظيفه ..
طلب منهم المدير أن يتبعوه ..
وصلوا الى أحدى المكاتب الجانبية ..
طلب المدير من الموظف البحث عن تلك الاوصاف ..
بدأ الموظف يعمل على جهاز حاسوب خاص ..
بدت المعلومات تنهمر ..
ثم ...
" نعم هذا هو الشخص المطلوب "
كرر الموظف هذه الجملة وهو يشير بيده الى شاشة الحاسوب ..
ثم اردف الموظف قائلا : هذا الشاب استلم وظيفة بائع في محل السعادة للحاسوب وخدمات البرمجة ..
لم يكد ينهي ذلك الموظف جملته الا وأنتفض زياد رعبا ..
نعم ..
رعب لاحدود له ..
اسم المحل الذي ذكره هذا الموظف هو نفسه ..
المحل الذي ابتاع منه ايمن حاسوبه ..
وهو نفسه المحل الذي شاهدا فيه المهندس الغامض والذي يفترض انه ميت ,,
أذن ماسر كل هذه الروابط ؟؟
هل عبدالرحمن صار الان في صف المجهولين بعد أن كان قبل قليل يبدو ضحية ؟؟
الامور تزداد تعقيدا ..
وتزداد غموضا ..

قصة جوال امرأة ميتهWhere stories live. Discover now