(13)

582 33 22
                                    


يبدو أن الامر له علاقة بثقوب الزمن "
قطع زياد بهذه العبارة حالة الذكرى التي أنتابت عبدالرحمن ..
ثم لاحظ زياد تلك الدموع بعيني عبدالرحمن فقال :
عبدالرحمن ماذا بك ؟
هل هناك مايضايقك ؟؟
رد عبدالرحمن بسرعة :
لا لاشي يازياد ..
ماذا كنت تقول بخصوص ثقوب الزمن ؟؟
تجاهل زياد تهرب عبدالرحمن من الاجابة وقال:
اقصد هذه الممرات التي وجدناها ونقلنا الاول الى ذلك البيت القديم المهجور ..
ثم الان الممر الثاني يأتي بنا الى هذه المزرعة المهجورة التي كانت قد أختفت بعد أحداثك مباشرة ..
اعتقد أنها كتبرير منطقي ليست سوى شي يؤكد نظرية ثقوب الزمن ..
كانت علامات التعجب تملأ محيا عبدالرحمن ..
فواصل زياد : نظرية ثقوب الزمن ..
نظرية قديمة ..
وهناك مايسمى بالثقوب ..
مثل الثقب الدودي ..
ردد عبدالرحمن : الثقب الدودي ؟؟
واصل زياد قوله : لقد قرأت كثيرا عن هذه النظريات وهي تعرفه فيزيائيا بأنه ممرإفتراضي للسفر عبر الزمن وذلك عبر طريق مختصر خلال الزمكان ..
والنظرية الكاملة تشتمل على ثقب أسود وثقب أبيض وكونان أو زمانان يربط بين افق كلا منهما نفق دودي أو ثقب دودي ..
لذا يفترض في الثقب الدودي أن لديه على الاقل فتحتان تتصلان ببعضهما بواسطة ممر واحد ..
وإذا كان الثقب الدودي مؤهلا للسفر ..
فإن للمادة إماكنية الإنتقال من فتحة إلى اخرى بعبور هذا الممر ..
وللان ليس هناك دليل فعلي للسفرعبرالزمن من خلال عبور الثقب الدودي ..
ولكنه إفتراض فيزيائي معروف ويعتبر كحل صحيح من حلول نظرية النسبية لإينشتاين * ..
_____________________________________________
* كل ماورد أعلاه هو معلومات علمية ونظرية حقيقية ولكن الى يومنا هذا لم تثبت صحتها من عدمها ولاتوجد أي تجربة حقيقية للسفر عبر الزمن .
_____________________________________________

ضحك عبدالرحمن وهو يردد :
اينشتاين ..
أنه ليس سوى معتوه كان يحلم كثيرا ..
قاطعه زياد وهو يقول :
وهل تعتقد أن كل مايحدث لنا الان هو حلم ؟؟
رد عبدالرحمن بسرعة :
لا ..
ولكن فلنقل أنه نوع من السحر ..
ردد زياد : سحر ؟
واصل عبدالرحمن : يازياد ان عمليات السحر لاتتوقف عند حد معين ..
هناك مواقع كاملة تستطيع الجن أخفائها ..
هل تصدق ان ساحرا هنديا عام 1856 م أستطاع أن يخفي قرية كاملة عن أعين البشر لمدة 4 أشهر بسبب أن الحكومة وقتها كانت تنتظر محاصيل أهل تلك القرية وتاخذها بالقوة *
_____________________
• حقيقة
_____________________

رد زياد بسرعة : ياعبدالرحمن نحن وكأننا سنختلف كثيرا ..
الوقت الان بدأ في النفاذ ..
مالحل ؟؟
كان عبدالرحمن يتأهب للعودة الى داخل البئر وهو يقول :
الحل ؟؟
سنعود الى تلك الممرات ..
هل نسيت أنه تبقى خوض ممر اخير ؟؟
نزل الاثنان ذلك السلم بسرعة ..
ثم قاطع الصمت الذي حل سؤال طرحه زياد :
الا تلاحظ شيئا ياعبدالرحمن ؟
ان كل المواقع التي نقلتنا تلك الممرات اليها لم نشاهد خلالها أي انسان أو أي شي يدل على الحياة ؟؟
كانت ملاحظته صحيحة ..
لكن يبدو أن الغموض الذي لف هذه الاحداث من بدايتها جعلت هذه الملاحظة تمر مرور الكرام ..
كان الاثنين قد وصلا الى تلك المساحة التي تحوي الممرات الثلاث ..
الممرات التي تحمل غموض كبير ..
كيف لا ..
وهاهي اثنين منها مجرد الدخول فيها ينقل الشخص من ارض الى اخرى ..
كيف يتم هذا الانتقال ؟؟
ومالسر خلفه ؟؟
اشياء لم يعد مغري البحث عن اجابات لها ..
كم هي مؤلمة الحيرة ..
كان الاثنان يتفقان على هذه الجزئيات ..
قطع كل هذه الهواجس صوت زياد وهو يقول :
أذن تبقى هذا الممر ياعبدالرحمن ..
ضحك عبدالرحمن ورد : أجل ..
ولكن أين يمكن أن يستقر بنا هذا الممر في هذه المرة ؟
اتجها بثقة صوب الممر وزياد يقول :
أتمنى فقط أن يكون بأتجاه ماينهي هذه الامور كلها ..
فكم أتوق الى الكف عن الخوف والحيرة التي ترافقنا منذ بداية هذه الامور ..
كان الاثنين يقطعان الممر الاخير بسرعة ..
وصلا السلم المعتاد ..
وكسابقيه كان ينتهي ببئر مغلق ..
تعاون الاثنان وفتحا ذلك الغطاء الثقيل ..
وبدأ لهما المكان الجديد ..
كان مكان غير مألوف للأثنين ..
عبارة عن بئر في أرض قديمة ..
بدأ الاثنين يتفحصان المكان ..
وضحت لهما مقبرة قريبة ..
ويتوسطها منزل خشبي غريب ..
كان ذلك المنزل يبدو وكأن الحياة تدب فيه ..
غريب هذا الامر ..
" أي بشر هذا الذي يفكر ببناء مثل هذا المنزل وسط تلك المقابر " ؟؟
كان عبدالرحمن يردد هذه العبارة على مسامع زياد ..
ولكن زياد تجاهل هذه الملاحظة تماما ..
لاحظ زياد تلك الرياح الباردة التي تهب على المكان ..
فقال مخاطبا عبدالرحمن : الجو بارد جدا هنا ..
ألا يوحي لك ذلك بشي ؟
أبتسم عبدالرحمن بثقة وهو يقول : بلا ..
أننا في الجزء الشمالي من البلاد ..
أزدادت دهشة زياد وهو يقول : لاتقل لي أن ..
قاطعه عبدالرحمن : بلى ..
هذا هو الموقع الذي كانت تشير أليه الخريطة ..
هذه هي المقبرة ..
وأشار عبدالرحمن بيديه الى ذلك البرج الكبير الذي كان يجاور المقبرة بمسافة ليست بالبعيدة ..
نظر زياد الى ذلك البرج وصرخ مستغربا :
نعم أنها تلك المقبرة الموجودة بالخريطة ..
وهذا البرج كان محددا في تلك الخريطة بشكل مميز ..
ألتفت اليه عبدالرحمن وقال : أمازلت تستغرب ..
دع عنك الاندهاش ..
وهلم بنا لنتفحص ذلك المنزل الخشبي ..
الغريب أن ذلك المنزل كان بلا باب ..
نعم ..
لايوجد باب ..
دخل عبدالرحمن وتبعه زياد ..
كان ذلك المنزل دافئا جدا بعكس المتوقع ..
الجو البارد خارجا ..
والبيت كان خشبيا متهالكا ..
وبلا باب ..
كلها عوامل مفترضة ليكون الجو بالداخل باردا جدا ..
ولكن لم تكن هذه الملاحظة تشكل عائقا امام استمرار الاثنين بالدخول ..
كان هناك صوت أنين ..
صوت شخص يتألم ..
أشار عبدالرحمن لزياد بأن يلزم الصمت ..
ثم طلب منه بالهمس أن يتفحص الغرفة الجانبية ..
بينما سيتفحص هو الغرفة المقابلة ..
وفعلا ..
بدأ زياد يمشي بمحاذاة الحائط ليستطلع مابداخل الغرفة الاولى ..
وصل حتى الباب ..
وبدأ يسترق النظر الى مابداخل تلك الغرفة ..
ثم ..
ثم رأى مفاجأة مدوية ..
مفاجأة لم تخطر بباله ..
فبدأ يشير لعبدالرحمن بالأقتراب ..
أقترب عبدالرحمن وهو يشعر بالقلق ..
ثم همس لزياد : ماذا بك لماذا أنت خائف ؟
هل رأيت شيئا ما ؟؟
همس زياد بأذن عبدالرحمن : لقد رأيت شي مستحيل بداخل هذه الغرفة ..
قال عبدالرحمن بأهتمام : ماذا رأيت ؟؟
قال زياد : أنه نفس المهندس الغامض الذي رأيته في ذلك المنزل المهجور مع ذلك الكلب ويبدو أنه نائم ..
بدأ القلق يدب في جسم عبدالرحمن وهو يطلب من زياد أن يتراجع عن الحائط حتى يستطيع هو استراق النظر ..
وفعلا بدأ عبدالرحمن يلصق جسده بالحائط ويقترب من الباب ..
ثم رأى ذلك الرجل ..
وأصابة ذهول وخوف شديد ..
لاحظ زياد الخوف والقلق الذين حلا بعبدالرحمن فقال :
ماذا بك ؟
رد عبدالرحمن بهمس ..
أيها المجنون هل أنت متأكد أن هذا هو المهندس الذي رأيته ؟؟
رد زياد بعصبية وهو يهمس :
هل تعتقد أني مجنون ؟؟
نعم هو من رأيته في ذلك المنزل المهجور ..
ورأيته قبلها في ذلك المحل مع صديقي أيمن ..
ثم لماذا تستغرب رؤيتي له ؟؟
رد عبدالرحمن بقلق : يازياد ..
أتعلم من هذا ؟؟
رد زياد بأستغراب : من يكون ؟؟
قال عبدالرحمن : أنه علي ..
ذلك اللص ..
سائق الاسعاف ..
وسارق الاموات !!  

قصة جوال امرأة ميتهWhere stories live. Discover now