(10)

360 22 3
                                    


المقطع الرابع

كان زياد يسير مع عبدالرحمن مبتعدين عن ذلك المحل المحترق تماما ..بدأ عبدالرحمن يسأل زياد : هل لديك شي تريد أن تقوله ؟ كان واضحا التردد على زياد وهو يقول : لا لاشي بالتحديد ..رمقه عبدالرحمن بنظرة متفحصة ثم قال : أذن دعنا نذهب الان الى منزلي ثم بعدها نفكر ماذا سنفعل ..
بدأ القلق على وجه زياد وهو يقول : انا جئت الى هذا المحل لاجل البحث عنك ..
واريد انقاذ صديقي وليس الاستراحة في منزلك ..
توقف زياد فجأة عن المشي وهو يصرخ في عبدالرحمن وممسكا تلك الخريطة التي وجدها بالمحل ..
الا تسمع ليس لدينا وقت للاستراحة يجب ان نصل للموقع الموضح بالخريطة هذه ..
تجاهله عبدالرحمن وهو يواصل سيره بلا أهتمام ..
ثم توقف عبدالرحمن والتفت الى الخلف وقال :
يازياد اترى تلك الخريطة التي تمسكها بيديك ..
أنها خريطة لمقبرة تقع في الجزء الشمالي من البلاد ..
اتفهم ؟؟
الجزء الشمالي مايعني السفر لايام ..
ثم أن هذه المقبرة عرفت بعد خروجي من المستشفى أن الشرطة وجدوا سيارتي هناك عند بوابتها ..
في تلك المناطق البعيدة بينما انا اوقفت سيارتي حينها امام مزرعة قديمة داخل بلدة لاتبعد سوى كيلو مترات بسيطة من هنا ..
كانت الدهشة واضحة على محيا زياد ..
فالكلام الذي يقوله عبدالرحمن واقعي وصحيح ..
أنهم يواجهون شي ليس بالهين ..
ليسوا أمام عقل بشري ..
أو لغز يدرك أبعاده الانسان البسيط ..
أنهم في صراع ..
نعم صراع مع عالم خفي ..
عالم الجن ..
وليت انهم أي مجموعة كانت من الجن ..
بل أنهم من شرار الجن وأسؤهم ..
أنتبه زياد الى أن عبدالرحمن كان يواصل سيره غير مبال به ...
بدأ ينادي : عبدالرحمن ..
عبدالرحمن أنتظرني ساتي معك أنتظر ..
وأنطلقا سوية الى منزل عبدالرحمن ..
وكان الاثنان يتفقان على الحيرة ..
فكلاهما لايعلم ماذا يفعل ..
فالامر محير ..
محير جدا ..

.....

كان عبدالرحمن يقدم القهوة لزياد وهو يقول مازحا :
أعلم أنك تضحك كثيرا على مقولة منزلي ..
منزلي هذا هو مجرد غرفة صغيرة ودورة مياة وهذا المطبخ المتواضع ..
أبتسم زياد وهو يقول : هل تصدق ياعبدالرحمن ؟؟
كنت في صراع بيني وبين نفسي في الحضور معك الى هنا ..
كنت أقول لماذا لايكون عبدالرحمن واحدا منهم ..
ثم أصدقني ياعبدالرحمن ؟؟
ماذا كنت تقصد بعبارتك التي قلت فيها أنك بعد تجربتك أصبحت لاتثق بأحد ؟؟
هل كنت تشك فيني ؟؟
كانت علامات الشرود واضحة على عبدالرحمن وهو يقول :
لا ..
كنت أقصد ذلك الشرطي الذي كان يرافقك ..
هل تعرفه جيدا ؟؟
رد زياد بسرعة : أنه صديق والدي منذ زمن بعيد ..
قال عبدالرحمن محذرا ..
أنتبه ..
أنا في حادثتي الاولى كل من كانوا أقرب وأعز الناس لي ..
تغيروا ..
وصاروا منهم ..
ولم يعد للكثير منهم أثر ..
كان التأثر واضحا على زياد وهو يقول :
ربما أن مطارديك هم من كانوا يتشكلوا على هيئة هؤلاء الاحبة ..
قال عبدالرحمن وهو يتذكر بمرارة :
يازياد لقد قضيت بذلك المستشفى الكئيب اياما كانت كافية للقضاء على مجموعة من البشر وليس انسان ..
وهل تصدق بعد خروجي من المستشفى ذهبت لأبحث عن كل من كنت أحبهم فلم أجد أحدا ..
حتى تخيل منزلي السابق ..
وجدت مكانه حديقة جديدة ...
كان يضحك عبدالرحمن كمن أعتاد هذه الاشياء ولم يعد يبالي بها ..
بينما كان زياد يراقبه بخوف ..
حاول زياد تغيير دفة الحديث وهو يقول :
يبدو أن صديق والدي الشرطي خالد قد فتح عليك بابا من الشكوك ..
رد عبدالرحمن بسرعة :
لا ..
ولكن تجربتي السابقة جعلتني اشك بكل رجل شرطة أراه ..
أندهش زياد وهو يعقب : لماذا ماذا فعلوا لك ؟؟
قال عبدالرحمن :
أذكر خلال تلك الاحداث التي خضتها ..
كنت عائدا للرياض واستوقفني رجل شرطة بسبب السرعة ..
وتركني أذهب ..
كنت اشك بوضعه كثيرا ..
وبعد هروبي ذات الليلة من تلك المزرعة المهجورة وحيث كنت أهم بالخروج بالمنطقة ..
وجدت سيارة شرطة فركبتها هاربا ..
ثم تخيل وجدت سائقها مرميا ومقتولا وكان قاتله زميله الذي حادثني في بداية الليلة وانا عائد الى الرياض ..
قاطعه زياد : كيف عرفت أنه هو قاتل السائق ؟؟
أبتسم عبدالرحمن وهو يقول :
لأني لم أكد أرى هذا المقتول وأتجانبه حتى لاأدهسه ..
أذا بذلك الشرطي يلحقني محاولا التعلق بالسيارة ..
وفعلا نجح بالتعلق ولكن سبحان الله ..
قذفت يده المتثبتة بزجاج السيارة بزجاجة كان فيها ماء طاهر ذكر فيه اسم الله ..
وتخيل يازياد ..
يده قطعت تماما ..
وسقطت أمامي * ..
________________________________________
* راجع الجزء الاول من الرواية للحصول على تفاصيل أكثر ..
_______________________________________

قصة جوال امرأة ميتهWhere stories live. Discover now