الفصل الرابع

18.6K 412 6
                                    

الفصل الرابع

أخذت علياء تتلاعب بقطع الخضروات في طبق السلطة ضمن الوجبة التي أرسلتها لها سهام..

فقدت شهيتها للطعام تماماً.. فمن يرغب في الأكل وحيداً كأنه جرذ منبوذ.. وهذه الرسالة التي ترغب سهام بتوصيلها لها بالضبط..

كانت قد قررت العودة إلى المزرعة فوراً وتفويت وجبة الغذاء.. فــمشهد يزيد وهو يحاول معانقة ريناد.. يتكرر في رأسها مثل التعويذة الشريرة تدفعها للقيام بعمل طائش, كأن تنزل لتتناول الغذاء على مائدة سهام هانم, لتخبر ولدها وزوجها التهديد الذي مارسته السيدة الأرستقراطية عليها حتى تمتنع عن تحقيق حلمها بدراسة الفنون..

ابتسمت لنفسها بسخرية.. من تخدع؟!.. فهي تعلم أنها أجبن من أن تقوم بهذا.. لذا قررت الرحيل إلى منفاها في المزرعة, لكن طرقات على باب غرفتها أوقفت قرارها حين دلف يزيد ليخبرها أنها لن تعود الليلة إلى المزرعة لأنها ستذهب إلى حفلة النادي مع نيرة وحسن..

سألته بدهشة:

ـ حفلة!!.. حفلة إيه؟!..

سألها بسخرية طفيفة:

ـ مش عارفة حفلة إيه؟!.. مش دي الحفلة اللي أنا وبابا مش هنوافق نوديكي ليها.. ويا حرام صاحبتك أم قلب حنين هي اللي هتوديكي..

هزت علياء رأسها في حيرة:

ـ أنا مش فاهمة حاجة.. أنت بتقول إيه؟.. أنا أساساً كنت نازلة أقول للسواق يوصلني المزرعة دلوقتِ... أنا مش فاهمة أنت جبت الكلام ده منين!!

نظر إلى الحقيبة الصغيرة في كتفها وسألها بتشكك:

ـ يعني أنتِ ما اتفقتيش مع نيرة عشان توديكي الحفلة؟..

أرادت أن تلقي الحقيبة وتصرخ في وجهه أن يكُف عن ترديد كلمات والدته.. وما أوحته إليه هي وريناد.. لكنها للأسف لا تملك رفاهية الشجاعة.. تخشى على غضبه وليس من غضبه..

نفت اتهاماته بضعف:

ـ هي الحفلة دي مش بتحتاج فستان وكوافير وحاجات كتير... لو كنت ناوية أروح حفلة كنت هبقى هنا بعمل إيه؟..

ظهرت الحيرة على ملامحه.. بين ثورة كلمات والدته التي ما أن سمعت مكالمة يزيد وحسن حتى اندفعت تكيل الاتهامات لعلياء.. بأنها من دبرت تلك الخطة... وبين ما ظهر على علياء من ملامح الإنكسار وخيبة الأمل..

زفر بحيرة وهو يخبرها:

ـ بصي.. حسن اتكلم وقال لي أنه هيعدي عليكِ هو ونيرة على الساعة 8 ونص.. وأنا قلت له أنكِ هتيجي معايا أنا وريناد.. احنا كده كده رايحين..

صرخت بقوة:

ـ لا.. لا.. أنا مش عايزة أروح معاك أنت وريناد..

هي لا تتصور نفسها محبوسة في سيارة يزيد لتراقب نظراته المغازلة لريناد من هذا القرب.. وتتعذب من همساتهما والحسرة تتآكلها في كل لحظة أنها دائماً في المقعد الخلفي بينما ريناد جواره.

متاهة مشاعرWhere stories live. Discover now