الفصل الحادى والعشرون

20.6K 365 4
                                    

الفصل الحادي والعشرون

وقفت نيرة أمام المرآة.. وهي تنهي اللمسات الأخيرة لزينتها.. وعقلها يراجع خطة تقربها من مازن للمرة المائة.. فكرت أن تقدم اعتذار بسيط.. ولكن غريزتها أنبأتها أن ذِكر حسن بينهما لن يسبب إلا المشاكل.. فقررت أن تظهر اهتمامها.. بالفعل.. سهرة منزلية.. وعشاء شهي على أضواء الشموع.. فستان أسود من الحرير الناعم.. ذو فتحة عنق مهولة تكاد تصل إلى بداية معدتها.. يكشف عن عنق مرمري ناعم تعلقت به قلادة تتدلى لتداعب فتحة فستانها مع كل التفاتة منها.. جمعت شعرها في لفة راقية خلف عنقها.. وأتقنت زينة وجهها.. بالكامل.. ظلال الجفون أسود.. وحمرة قانية للشفاه.. وعطر يغري الحجر..

ألقت نظرة أخرى واثقة على نفسها ومنحت وجهها الفاتن قبلة..

وما أن سمعت صوت محرك سيارته يعلن عن وصوله حتى تحركت بسرعة لتكون في استقباله.. نزلت درجات السلم بسرعة تلتف حول ركبتيها أطراف ثوبها الحريري.. وتصاحبها غيمة من عطرها المغري..

صوت طرقات الكعب العالي على درجات السلم لفتت انتباه مازن على الفور فرفع رأسه ليتجمد تماماً تحت تأثير هيبة جمالها..

كانت جميلة.. بل فاتنة.. مبهرة.. لم يخطئ من أسماها نيرة.. فجمالها ينير عالمه.. حتى ولو هرب منها.. من تأثيرها عليه.. ولكنه.. يعي تأثره به جيداً.. وكما يبدو هي أيضاً أدركت من تعابير وجهه انبهاره بجمالها.. فأبطأت من خطواتها الراكضة.. وتحركت بثقة نحوه.. ولكنها لم تستطع التحكم في أنفاسها اللاهثة وهي تقف أمامه.. تواجهه..

ابتسامة خفيفة ظهرت على وجهه وهو يتناول يدها ليطبع عليها قبلة رقيقة.. ويتأمل لهفة ملامحها لإطراء منه.. ولكنه ظل صامتاً وعيناه تجوبان ملامحها في لهفة وحب وكأنه يبحث عن ارتواء.. اشباع.. فقط من ملامحها..

سألته أخيراً بهمس:

ـ إيه رأيك؟.. عجبتك؟!..

قربها منه بشدة ونظرات عينيه تركزان على حمرة شفتيها وهمس أمامهما:

ـ فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً.. فالصمت في حرم الجمال.. جمال

ابتسمت بسعادة وهي تهتف:

ـ الكلام الحلو ده علشاني؟..

لف خصرها بذراعه هامساً بشقاوة:

ـ لو الجمال ده كله عشاني يبقى الكلام الحلو أكيد عشانك..

قهقهت تلك المرة بسعادة بالغة وهي تستشعر عودة مازن القديم.. مازن الذي كان يتفنن في تدليلها ويغرقها بعواطف لم تعرف مثلها أبداً..

هي على الطريق الصحيح إذاً.. تحقق نجاحاً.. مظهرها فقط جعله يلقي على أذنيها بكلمات الغزل..

فماذا سيفعل عندما يرى ما قامت به من أجله!!..

سحبته من يده وهو كان منقاداً لها تماماً.. فقلبه يقفز بجنون داخل صدره.. سعادة وفرحة حمقاء تنتفض بداخله منبعها إحساسه أنها تريد إرضائه..

متاهة مشاعرWhere stories live. Discover now