الباب الثالث : الفصل الاول

19 1 0
                                    


الباب الثالث:


وفيه فصول:
الفصل الأول: ملامح عصر الإمام الكاظم (عليه السلام).
الفصل الثاني: مواقف الإمام الكاظم (عليه السلام) في عهد المنصور.
الفصل الثالث: الإمام الكاظم (عليه السلام) وحكومة المهدي العبّاسي.


الفصل الأوّل: ملامح عصر الإمام الكاظم(عليه السلام)


لم يغيّر المنصور من سياسته ضد العلويين بعد قتله للإمام الصادق(ع)، وبعد قضائه على الثورات العلوية في زمانه، بل بقي هاجس الخوف والقلق يلاحقه، ولم تهدأ ذاته المليئة بالحقد عليهم، فاستمر في اضطهادهم، فزجّ الأبرياء في السجون المظلمة وهدمها عليهم، ودفن البعض وهم أحياء في اسطوانات البناء، وبثّ الجواسيس، لأجل أن يحيط علماً بكل نشاطهم، وأخذت عيونه ترصد كل حركة بعد تحويرها وتحريفها بالكذب لتنسجم مع رغبات الخليفة فكانوا يرفعونها له مكتوبة كما سمح للتيّارات الإلحادية كالغلاة والزنادقة في أن تأخذ طريقها بين عامة الناس لإضلالهم. كما استعمل بعض العلماء واستغلّهم لتأييد سياسته وإسباغ الطابع الشرعي على حكمه. ويمكن استجلاء هذا الوضع ضمن عدة نقاط:


النقطة الأولى:


إنّ وصية الإمام الصادق(عليه السلام) التي عهد بها أمام الناس لخمسة أشخاص، هم أبو جعفر المنصور، محمد بن سليمان، وعبد الله، وموسى، وحميدة، مع كتابة المنصور لعامله في المدينة بأن يقتل وصيّ الإمام الصادق (عليه السلام) إن كان معيناً، يتضح ـ من هذه الوصية مع أوامر المنصور بقتل الوصيّ ـ نوع الطريقة التي كان يتحرك بها المنصور تجاه الإمام موسى(عليه السلام) ثم يتضح أيضاً حجم النشاط وحجم الاهتمام الذي كان يعطيه المنصور للإمام(عليه السلام) لمراقبة حركته.
ولكن الإمام الصادق(ع) كان يستشف من وراء الغيب ما تحمله الأيّام المقبلة من أخطار لابنه موسى(ع) ومن هنا فقد خاطب شيعته بلغة خاصة ضمّنها الحقيقة التي أراد إيصالها إليهم وإن كان ذلك يستلزم الالتباس عند بعض ، والتحيّر في معرفة ولي الأمر من بعده لفترة تقصر أو تطول ; لأن حفظ الوصي وولي عهده والإمام المفترض الطاعة في تلك الظروف العصيبة كان أمراً ضرورياً بلا ريب لأن استمرار الخط لا يمكن ضمانه إلاّ بحفظ الإمام المعصوم بما يتناسب مع طبيعة تلك الظروف. ولكن الواعين والنابهين من صحابة الإمام الصادق (ع) لم تلتبس عليهم حقيقة وصية الإمام(عليه السلام) التي تضمّنت الوصية للإمام الكاظم(ع).
قال داود بن كثير الرقي: وفد من خراسان وافد يكنّى أبا جعفر، اجتمع إليه جماعة من أهل خراسان، فسألوه أن يحمل لهم أموالاً ومتاعاً ومسائلهم في الفتاوى والمشاورة، فورد الكوفة ونزل وزار قبر أمير المؤمنين(ع)، ورأى في ناحية المسجد رجلاً حوله جماعة.
فلما فرغ من زيارته قصدهم فوجدهم شيعة فقهاء يسمعون من الشيخ، فقالوا: هو أبو حمزة الثمالي.
قال: فبينما نحن جلوس إذ أقبل أعرابي، فقال: جئت من المدينة، وقد مات جعفر بن محمد(ع) فشهق أبو حمزة ثم ضرب بيده الأرض، ثم سأل الأعرابي: هل سمعت له بوصية ؟

موسى ابن جعفر الكاظم عليه السلام اعلام الهداية الهداية الجزء التاسع :- مكتمل -:حيث تعيش القصص. اكتشف الآن