" لقد عملتَ بجدٍ يستحقُ الثناء كيونقسو، لكن قبل ان تغادر عليك ان تُخبرني بصدقٍ أولًا هل إستمتعت بموسيقاي هذه المرة ؟ "
خرج ذلك الصوت الثقيل بتفانٍ من فتى وسيم مفتول العضلات ذو أعينٍ ناعسة ساحرة، يُقارب لأن يتجاوز ربيعه التاسع عشر، نتخيله يرتدي ألبسة كرة سلة بدلًا من سماعة الـ DG الحمراء والمُهملة حول عنقه الحليبي المُبتل بالعرق، لكن في الواقع ذلك هو المظهر الخارجي المعتاد ل— اوه سيهون طوال الوقت حتى خارج ساعات عمله الخمس الروتينية.
' هل عليهِ أن يتجاهله او يُجيب للمرةِ الأخيرة لهذا الشهر ؟
كانت تلك الأفكار المريرة والرخيصة تُخالج صدر كيونقسو بإستمرار في حالةٍ كبيرة من الفوضى، لطالما عُرِف رزينًا ثابتًا لايتزحزح قط عن موقفه وقراراته الصارخة بإسم المنطق اولًا ، لكن تلك الحالة تكوِّن إستثناءً عظيمًا لفردٍ واحد.
فقط كلما باعد ذلك الطويل الاشقر بين شفتيه الناعمة، وبصوتهِ الذي يتخلخل أعماق الأكبر بحلاوةٍ مُفرطة، الإيقاع المحبب الى قلبه مسبقًا ولكن لامجال للإقرار بذلك فربما لايزال أثره التراجيدي مطبوعًا بين أضلاعه بقسوة، غالبًا.
إستمر كيونقسو بالتخلص بعصبيةٍ (سهلة الإستشفاف) ممايحشو منفضة السجائر من فضلات التبغ، بعرقٍ بارد لايمكن تجاهله أثناء إنزلاقه ببطء الى أسفل ظهره، كانت محاولةً منه قد خُتمت بالإخفاق لتظاهره المريع بالتيّاه. حيثُ ان تلك الموسيقى الرقمية قد أُخمدت منذ دقائق طويلة ومن ناحيةٍ أخرى فقد سارع أغلبية الزبائن بإلقاء أنفسهم للهواء النقي والأكثر تشبعًا باملاح البحر، للنسيم الدافئ خارجًا، مترنحين السبيل وبعقولٍ فارغة مُنتشية مما قضوه لساعاتٍ صاخبة داخل الحانة الأكثر شهرة في سوتشي الموازية للبحر الأسود في روسيا.
" إنظر هُنا، آه.. لاتزال تطبع هذه التعابير الطفولية على وجهك حينما تتخلص من بقايا السجائر الكريهة ؟ همم مالعمل كيونقسو، أنا لايمكنني مقاومتك بعد الان. "
قال ذلك بضربٍ جنوني من أنفاسه الدافئة المصوّبة على نحوٍ مقارب من وجه كيونقسو المعبئ بتجاعيدٍ كثيفة وعابسة. في الواقع هو لم يتفاجئ حدوث من (ذلك)، كان من ضمن توقعاته حينها أن يخونه عقله الباطني لثوانٍ فينبلج شريط ذكرياته المهترئ و يمَّر بسلالةٍ أمامه والذي كان يتضمَّن مواقفًا مُشابهة لما يحدث في حاضِره، رُغم ان الاول أمسى زاخرًا بالوِّدية بنظره و مُشبعًا بالعاطفة. بعكس مايجري الان، إلا انه لم يسمح لوحش الندم بالزحف إليه أثناء حالة ضعفه مجددًا، فحينما نتحدث عن ضعِف كيونقسو لابد لأن يكون لأوه سيهون دورًا بطوليًا بذلك.
YOU ARE READING
TRAGEDY OF SOCHI - KAISOO ✔️
Fanfictionإنه نبيذ مورغون من مصنع بوجوليه، ذو قارورةٍ خضراء طويلة العنق، لاذعة المذاق، بنكهات الفراولة والكرز الحامض. هذا ما قالهُ جونق إن منذ زمن، و هذا ما أثار غرائز كيونقسو المخفيّة.
