CH4

672 40 7
                                    

الأصدقاء ملائكة ترفعنا حينما تعجز أجنحتنا على تذكر كيفية التحليق.


كلما كان عالم الخارج خاليًا من الأمل تضاعفت عندي قيمة العالم الداخل.
– ( إميلي برونتي )

بعد مرور أسبوع / 3:34 pm .

كان مساءً يحمل معنى مغايرًا لإضطراب الوجدان بداخل نينا. حيثُ إستعد الإثنان منذ مايقارب الساعة و ١٠ دقائق لرؤية الدفعة الأولى من (الفأر و النورس) و خلال هذهِ المدة كان وجه كيونقسو يتوهَّج بمعاني السعادة و التفاؤل، عمله الدؤوب في الأيام المنصرمة لم تنطوي عليه إمارات الرضا من قِبل دار النشر وحسب. بل إنبلجت أمامه حفلةٌ مصغرى في ليلة الأربعاء من صُنع نينا، حفلة الشاي تلك كانت لا تضاهى بثمن. فإنغمس كلاهما بالعديد من الأحاديث المفعمَّة بالدفئ. لقد إنتشلت نينا ذلك الموقف الموجِّع من خلدها لأجل إسعاد (أخيها الأكبر) ولتبشره بتناسيها لصفعة أبيها التي غلغلت أنفاس الحقد برئتيها.

" أأنتَ متاكد من كونها ستقبعُ هنا ؟ أربما واجهوا خطأً بالطباعة ؟ أخشى بان الثلج قد قامَ بحجز الطريق وبالتالي أُحتبس الفأر و النورس خاصتي! "

ظّل جونق إن يحتسي كوب قهوته بوهن، فلم يكف الأقصر عن نشر أوهامه المشبعة بالقلق، يحشيها بلا حياء داخل عقل رفيقه.

في الواقع، كان مُتعبًا، هو الاخر توقف عن صنع الحجج لأجله و أخذ يُشكك بصحة حديثه، فلربما تلك الإفتراضات (الطفولية) قد حَدثت فعلًا. باشرَ بإضافة قطعة من السكر و راقبها حتى أنغمست بالسائل الغامق متأثرةً بحرارته. فكر وتسائل؛ لو كانت هذه هي أحدى عقاقيره الخاصة لأستعادَ رابطة جأشه في الحال ولكان قد أصبح بطلًا خارقًا ومنقذًا للأقصر الذي نفذَ صبره وأخذ بالتالي يذرع الرواق مجيئًا وذهابًا بينما يشتم أسفل بخار أنفاسه.

راقب تحركات كيونقسو لبضعٍ من الوقت، كان الفتى قد إستلم مالًا مُسبق بعد توقيع العقد مع دار النشر و سارعَ حينها بإقتناء معطفٍ أحمر و وشاح ثقيل. لقد أبتاع الفطائر المحلاة لنينا ايضًا و ترك ١٠٠ روبل بداخل جيب بنطال جونق إن كأجرٍ على بقاءه بعدما تعهَّد بأن يضع مهمة (الغسيل) على عاتقِه. أفعاله العفوية أخذت تنتشر بعبيرٍ فوّاح داخل أركان المنزل الذي لطالما كان معتمًا و دارًا للتعاسة. لكن وبخلال أسبوع ويومان كيونقسو أعادَ الألوان لحياتهما بالكامل.

" توقف عن الدوران بالأرجاء يا كيونقسو، سأتصل بهم حالًا لذا كف عن القلق إتفقنا ؟ " نطق بصوتٍ منخفض النبرة على غير عادته و رفع الهاتف بوقتٍ قياسي، يحاول بجدٍ وإجتهاد تجاهل قُرب كيونقسو المفاجئ له وإلتصاقه بالسماعة، مناضلًا بفعلته هذه إلتقاطَ اي كلمة تخمد نيران التوتر التي أخترقته على حين غرِّة.

TRAGEDY OF SOCHI - KAISOO ✔️Where stories live. Discover now