THE END

1.1K 64 15
                                    

( الأشخاص الوحيدون الجديرون بالإهتمام هم أولئك
الذين نستطيع استدعائهم عِند الرابعة صباحًا. )


كان مقهى لطيفًا بسيطًا في طابعه الخارجي الذي إمتثل بهيئة الأكواخ الخشبية، حيثُ قبع هناك إثنان (مُبتهجان) على مائدةٍ جانبية سمحَت لهما بتأمل طرقات سوتشي التي تعّج وتنبض بالحياة. او هذا ماظنّاه قبل ان تنبلج صفارات الشرطة في أرجاء الحي وتتالى في سباقٍ مُرهِّب على طول الطريق، الى مالا نهاية.
وبينما يداعب كيونقسو حواف كوب الاسبريسو على الطريقة الايطالية، أستمر ينظر الى جونق إن وهو يسّتلذ، (كله إبتسامة) بطعم الجبن الابيض المُعسل وبالخبز المحمص.
لقد تبخرت مخاوفهما المتبادلة ليحَّل مكانها تواطؤٌ من جديد.
" هل تغلبتَ عليه إذًا ؟ تلك الهواجَس اللعينة. " قال جونق إن، يسترجع تلك الأيام المُنصرمة التي لازَم بها كيونقسو السرير. غير قادرٍ على الإفصاح. بل رفَض ذلك. مما أثار أحاسيس الريبة في دواخله، إذ انه منذُ البداية (ولايزال) يرشق صديق الأقصر بإتهماتٍ إجرامية ويتحرق شوقًا حتى يرصد اي خطأ نابع منه.
أفرج عن تنهيدةٍ قصيرة وإنتهى الحال به الى الإبتسام. راحَ ينجرف بذكريات مشوشة وذات نهايات غير مُكتملة. إنه (حتمًا) يقدِّر قلق صديقه الطبيب لكنه ليسَ مستعدًا بعد لإسترجاع ماحدَث له برفقة تشانيول. ما أبصره تلك اللحظة كان الشارع ذو اللون الشاحب والفتاة ذات الفستان، بينما أحس بأنامل تشانيول النحيلة وهي تلتف حوله بطريقةٍ عشوائية إلا ان إبهامه أستقر فجأة على رسغه. بعدها لم يستطع الشعور بشيء و أخذ يتهاوى. هو إرتعش قليلًا حينما عادَ ذلك الإحساس اليه.
" دعني أُغير صيغة السؤال إذًا. هل هو خطير ؟ ذلك التشانيول. بماذا تشعر إتجاهه ؟ "

و بينما تنبع من الة تسجيل قديمة اغان شعبية تعود لسنوات الستينيات، قال كيونقسو أثناء مسحه على صدغه، يبدو متوترًا.
" لست متأكدًا. إنه شابٌ لطيف لكنه يعلم أكثر مما توقعَت. لا أستقصِد إثارة شيء مريب حوله. كل مافي الأمر أنه يشعّرني بالإنكماش أحيانًا. إذ أنه يقول اشياءً غريبة تجعله يبدو كالمتحكم بحياتي. "
أفترس جونق إن شفتيه و أخذ يُفرغ إرتباكه. لازالت تلك الفرضية (الغير معقولة) تحوم بعناد داخل دماغه، تربط عُقدها الغليظة بنفسها وتحاول الظهور كفيلمٍ سينمائي أمامه في أي لحظة. إرتاب حول ردة فعل الأقصر الذي عاود إرتشاف كوب قهوته، يبدو بعيدًا تمام البعد عن ذلك العالم الموحش الذي يستمر بجرفه إليه، الى وحشته و سوداويته.

" هل تظن او ربما.. هل لتشانيول علاقة فيما حدث مؤخرًا ؟ ربما ذلك التهديد الإرهابي و ربما سيهون— "
" لا ! مُحالٌ عليه ذلك!! جونق إن بحق الرب! لا تحاول حشر مشاعرك الغير منطقية في هذه الأمور. أنه ليس ذلك النوع من الأشخاص " قاطعه بنفاذ صبر. أحس بنفسه يغضب بدون مُبرر. كان ينتقد توًا إنفعالات جونق إن لكنه فعلها بدوره. فراوده الإحراج و غدت ملامحه ليِّنة. بدى كالطفل الذي يستعد للتوبيخ.
إعتلى الإنزعاج تعابيره. و راحَ يفكر إن كانت مشاعره فعلًا بهذهِ الشفافية حتى يستدركها الأقصر ؟ لكن إن كان هذا صحيحًا. لما لايفهم مشاعره الذي إختزلها ببطء طوال هذهِ المدة العبِّقة بأفعاله الصريحة ؟ بل كيف لم يلحظ أسهمه التي يرميها بدِقة إليه كلما إرتاد الحانة (اللعينة). هو شتم أفكاره و تجنب مواصلة هذا النقاش الذي أدى الى إضطرابه بقوله:

TRAGEDY OF SOCHI - KAISOO ✔️Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum