26 : المعلم الشيطاني

3.7K 310 38
                                    

صباح يوم الثاني :

- اسبقوني لعاصمة أريد أن أختلي ببعض الوقت لنفسي ريثما أصل

وولف وجه كلامه لجنوده الذين أطاعوا أمره و تركوه لوحده

كان الجميع سعيدون للغاية فمنذ سنتان تقريباً لم يزوروا أهلهم و كان حياتهم دائما على المحك

و أخيراً استطاعوا أخذ إجازة فكيف لا يكونوا سعداء ؟!

لقد رجعوا سالمين منتصرين رغم أن البعض منهم تخلف عنهم ليبقوا طوال حياتهم يستلقي في ساحة المعركة إلا أنهم قد ماتوا و هم يحملون فخرهم و سمعتهم غير مذِلون و لا مهينون

ابتسم وولف لرؤية من شاركوه معارك الحياة و الموت يهتفون بسعادة و يخططون ما سيفعلونه عندما يرجعوا لعائلتهم و كم أنهم إشتاقوا لهم و لأبنائهم

اختفى الجيش العملاق من ناظري وولف الذي تنهد بعمق و نظر السماء

جميعهم سيرتاحون من المعارك و الدماء لكنه سيدخل لواحدة أقسى من معارك الأجساد و الأبدان

معركة تتطلب منه استخدام عصر عقله و حماية نفسه بالمكائد من مكائد الأخرين

إنها معركة شرسة ليس كل من يدخل فيها يخرج حياً

و للأسف خصومته في تلك المعركة ليسوا سوى عائلته الذين يسمون أنفسهم بوالده و اخوته و والداته* و أقاربه

(* والداته إلي هم زوجات الملك )

- لو كان الأمر بيدي لفضلت أن أبقى طوال حياتي في ساحة المعارك أحمي حدود مملكتي و أدافع عنها بدل الدخول لصراع داخلي يؤدي إلى قتل بعضنا البعض !!

وولف تمتم لنفسه بقلة الحيلة

لا مفر له من دخول هذا الوحل
كونه الأمير الرابع و كونه جنرال الأكبر لجيوش المملكة !!

قاد وولف حصانه و مشى بمهل ينظر في مناظر مملكته الطبيعة الخضراء

ربما تعوده على الدماء و أراضي الجافة دوماً هو أصبح غير معتاد قليلاً على الخضار الذي يراه

مر صورة والدته في مخيلته ليبتسم بشوق :
إن كان هناك شيئاً ما يجبرني للرجوع لذلك القفص فهو شوقي لك يا والدتي !!

تحمس وولف قليلاً عندما تذكر والدته

فعلى الأقل هناك من يهتم لأمرها و تهتم بأمره في ذلك المكان المرعب

معلمي أميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن