5 : قلوبٌ ورقيّة

4.9K 330 115
                                    


________

التفت القسُّ إلى زينيث بعد سماعه لموافقة جونقكوك ، ليباشر في سؤالها ذات السؤال ..

استغرقت وقتاً طويلاً في الإجابة ، حوَّلت نظرها لجونقكوك لتهمس في أذنه : " أنتَ لم تجب على أسئلتي بعد !"

"سأجيب اللّيلة ، بعد أن تصبحي زوجتي .." ، أجابها بابتسامة هادئة لتثق به معلنةً الموافقة على ما سألها القس والذي لم تفقه منه حرفاً .

"بإمكانكَ تقبيلُ العروس .." ، أردف القسُّ بابتسامة .

اقترب منها خالقاً التحاماً بين شفتيهما ، كان يرغب لو بقيا هكذا للأبد إلّا أن توقف تصفيق الحضور أجبره أن يبتعد عنها ..

غيرت فستان الزفاف خاصتها إلى آخر أكثر إراحة ، رغمَّ أنَّ من أصبح زوجها كان راغباً أن تبقى فيه ، مُذ رآها وهو شاعرٌ بأنها ملاك تجسد على صورة إنسان .. هو فقط ممتن لكونها ملكه الآن..

بينما كانت تعدِّل هندامها في غرفتهما الجديدة وهو كان صاعداً لأخذها ، شهدَ نيزكاً يمرُّ أمامه نحو غرفتهم .. احتاج ثوانٍ ليدرك أنّها ليسا .

أوشكَ على الدخول إلى الغرفة إلّا أن حديثهما استوقفه .

"واللَّعنة الملعونة لما أتى اليوم بالذات ؟!!!" ، صرخت بتذمر توشكُ على البكاء .

"لا أعلم ، وصلَ للتو وخالتي لي أخبرته بأمر زواجكما وأنَّك سعيدةٌ جداً وأنتِ وزوجك تحبان بعضكما بحق !" ، أردفت ليسا تربت على ظهر العروس الحزينة .

"الآن سيصدق ، وسيذهب ليتزوج أخرى .. لا لا لا ، هذا ليس عدلاً .. أنتظره منذ سنوات ، تباً لك آدم ، فلينتظر حتى نتطلق على الأقل ، تباً لي لما أقحمت نفسي في هذا الزواج !" ، قالت بتذمر بينما أوشكت على البكاء ، لتجفل كلتاهما بزوجها الذي فتح الباب بابتسامة صفراء مردفاً :

"هيّا زوجتي العزيزة .. ضيوفنا بانتظارنا .." ، لم ينتظر ردهاً ليتقدم سريعاً منتشلاً يدها ساحباً إيّاها معه ، يتوعد لها وللعين الذي يسمى آدم .

نزلا للأسفل لتلتصق نظراتها به ، هي لا ترى سواه حالياً وجونقكوك لا يرى سوا مشهد مقتل ذلك الأشقر ذي العيون الزرقاء أمامه .

"أوه آدم ، ما هذه المفاجئة السّارة ، جونقكوك ، أعرِّفك ، ابن خالتي آدم ، آدم ، جونقكوك .."

مدَّ آدم يده بقصد مصافحةِ ذلك العريض ليصافحه جونقكوك مصححاً : "زوجها جونقكوك.."

قهقه آدم بزيف ليومئ له ، تلا ذلك نظراته المتوعدة لزينيث والتي قد لاحظها جونقكوك بالفعل .

خريف || autumn 🍂 [مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن