الفصل الثامن

2.6K 314 125
                                    

يـوجين

آسف...

تلك الكلمة كانت نهاية دربي وختام ما أقرضتني إياه حياتي...

لأعود كما سابق عهدي قبل أن ألقاه...

صفرا على الشمال.

أخذت طريقي وسط صمت ظلمة تلك الليلة نحو المنزل؛ وسط أزقة كنت أحفظها تهت كجروٍ ظالٍ قد تخلى عنه صاحبه لأتخبط وسط متاهة لم ترحمنِ فينتهي نفسي وطريقي لم تنتهِ.

أخيرا بعد زمن حسبته دهرا كنت قد لمحت إنارة المنزل الذي أغرقته الظلمة ولا أظن النور قد يزوره بعد الآن أبدا.

جعلت باب المنزل خلفي لأشق طريقي نحو غرفة النوم رامية جسدي على السرير هناك...

بارد...

بارد هو جسدي كما الحال مع القلبي الذي لم أعد أستشعر نبضه، انسحبت كفي نحو عيني مغطية إياهما علّ تلك الدموع تخجل من إظهار نفسها لكنها استغلت نومي لتنزل في غفلة مني.

نمت بروح ممزقة على رجاء أن يكون كل ما عايشته كابوسا أستيقظ منه في صباح دافئ حيث تحيط ذراع جونغكوك جسدي لكن ما استصعبت إدراكه؛ أن كوابيسي تلك كانت واقعي وما رسمته واقعا جميلا لم يكن أكثر من أضغاث أحلامي.

استيقظت وأول ما داهم ذاكرتي كان ليلة أمس، أنفاس مهتزة هربت مني لأقف متفحصة أرجاء المنزل علّ جونغكوك قد عاد أثناء نومي لكن ذلك كان ضربا من المحال.

أيامي اسودت في نظري الذي لم يبرح باب المنزل طوال الأسبوع الماضي؛ جونغكوك لم يظهر وأنا لا أزال كالبلهاء أنتظر ورغم علمي ببلاهتي إلا أني استمررت في ذلك إلى أن جاء ذلك اليوم.

استقمت من سريري الذي لازمته لأسرع راكضة نحو باب المنزل إثر رنين الجرس، متأملة علّ جونغكوك قد عاد لكن القدر وككل مرة كان يتفنن في صفعي.

فلم يكن غير غريب يحمل ظرف استدعائي لمكتب محامي وليس لأجل شيء غير معاملة الطلاق.

وفي أوَجِّ خيبتي وددت لو كان جونغكوك رحيما بي فيختار محامٍ غير من يراها فتاته وكم استصعب عليّ نسبها له إلا أن الواقع وكما كان دوما حقير ناحيتي.

لم أجد مناصًا من الذهاب لينتهي بي الأمر أقف أمام ذلك المبنى؛ سألت عن مكان المكتب وتم إرشادي إليه لأحمل خطاي نحوه؛ كنت قد رسمت في ذهني شتى أنواع السيناريوهات التي قد تحصل حين لقائي بسوزانا لكن قدري لم يشأ إيلامي أكثر أو هذا ما توَّهم لي.

جلست لأقرأ ذلك العقد لأجد أن جونغكوك قد سبق ووقعه مما أوضح لي أنه اتخذ قرارا لا رجعة فيه.

وقَّعت في صمت تسلل وسط صراخ روحي لأستقيم هاربة بروحي التي تحولت لأشلاء إلى مكان قد أجد فيه سكينتي رغم علمي ألا مكان قد يحتوي مرادي.

سرمدي - جونغكوك | Jungkook - SempiternalWhere stories live. Discover now