الفصل التـاسع

2.5K 284 50
                                    






يـوجين


وسط حربٍ أعلنتها الحياة عليَّ، كنت كمن دُفِعَ به ليقف على أطراف أصابعه عند حافة جرفٍ لم يمتلك قاعاً، فلم أجد غير تلك الذكريات التي كانت أملي لأجعلها حبل نجاة يقيني شرّ الانهيار في قاع ظلمة الكآبة، لكن... وككل مرة، كان حبلي يرتخي فتنهار روحي نحو الأسفل أكثر وأكثر.




أعود لاسترجاعها كلما انطفأت إحدى شموع روحي علّها تمنحني من الدفء ما حرمتني إياه الحياة، فأجدني أصغي لصوته في رسائله التي تخللتها ضحكته في الماضي أو أعود لكلماته التي فاضة حانانا فيضحك ثغري معها وتدمع أعيني فلا أعلم أضاحكة كنت أم للبكاء قد مال حالي.


مسحت عني لوحة الكآبة تلك التي تفننت الحياة في رسمها على وجهي لأرتدي قناعاً زُيِنَ بأكثر الابتسامات اتساعا رغم أنه يؤلم فكي لأحمل جسدي نحو قاعة الرسم.


كان يوما كبقية أيام الأشهر الماضية، بارعة كنت أنا في إلقاء ابتسامات على الطلاب هنا وهناك صباحاً لأعود نحو غرفتي وسريري الذي حمل آثار أحلامي الباكية ليلاً.


لكن اليوم، استشعرت عودة نبض قلبي الذي خلت توقفه... يمكننِ الشعور بوجوده بل يمكنني حتى سماع أنفاسه لأرفع نظري عن أحد الطلاب نحو المدخل أين تماثلت لي هيئته التي اشتاق نظري لها.

فكرت في نفسي أي مراحل من الجنون به قد وصلت لأتخيله أمامي فأبتلع ريقي ذعراً مما آلت إليه حالي، لكن صوت الطالبة أخرجني من خوفي من أوهامي إلى خوفي من واقعي حين رددت سائلة: هل تعرفين الرجل هناك آنسة هان؟


أعدت نظري نحوها للحظات محاولة التأكد مما قالته قبل أن أشيح به نحوه، هو حقيقي... هو حقيقي وأنا لا أتوهم وجوده لكن ورغم كل ذلك الخوف من أن كل ما أراه وأسمعه وهمٌ لازال يضرب أوتار عقلي.

رحت بخطايا المرتعشة كما هو ارتعاش قلبي لأتجاوز البوابة الزجاجية واقفة أمامه وقد خرج اسمه متقطعا لتوتري.


"هل تملكين بعض الوقت؟ أحتاج الحديث معك"

هو قال ويمكنني سماع نبرة الانكسار في صوته مثيرا قلقي مما يكون قد حدث له، لأستأذن من الطلاب قبل أن أصطحبه نحو مكان إقامتي بالقاعة التي كانت تخصه سابقا.

هو دخل متفحصا جوانبها ليتوقف قائلا وقد بدى عدم الرضى على ملامحه: أنتِ تقطنين هنا أليس كذلك؟

ابتسمت بحرج منه لأجيبه محاولة تشتيت ذهنه: إنه مناسب لي لأجل العمل ثم... لا أظنك أتيت لتسألني عن هذا.

قلت ويمكنني رؤية تغير تعابير وجهه ليركز نظره نحوي قائلا: هل يمكننِ سؤالك؟

سرمدي - جونغكوك | Jungkook - SempiternalWhere stories live. Discover now