الجزء الاول

10.9K 313 16
                                    

#شعاع نور# الجزء الأول
********************
...
"روبابيكيا ......يلا بيكيا"
تسمع نور هذا الصوت الذي تحبه كثيرا فتنهض مسرعة ولكن سرعان ما توقفت تنظر إلى نصفها السفلي وعلى فراشها المبتل فقد فعلتها من جديد دون ان تشعر، إلا أن الخوف من ابتعاد صاحب الصوت أخذت بلف وسطها بقطعة من القماش وجرت مسرعة تفتح الشباك شاورت بيدها محاولة ان توقفه وقد مر أمامها و هي تصدر صوتا منخفضا غير مفهوم، لم  يسمعه كانت تشعر بالجنون بدأت تطرق على شباك شرفتها بكل قوة ولكن دون جدوى فانتبهت فجأة إلى كريم ثم ذهبت لتوقظه وعندما فتح عيناه وجد نور تشاور على الشباك وتجذبه فقام مفزوعا، وعندما اقترب فهم ما تريد :
-"عم رمضان يا عم رمضان تعالي نور عاوزاك"
ذهب كريم من جديد إلى فراشه بعدما أدى المهمة بنجاح و كان المقابل قبلة حنان من نور، عاد رمضان إلى نور وهو يلف حصانه المعلق بعربة خشبية مليئة بالأدوات المستعملة ابتسم رمضان في وجهها واقترب وكان يلقبها بــ 'ست العرايس'، شاورت نور على ملابسها ففهم رمضان ما ترمي إليه فهي دائما توفر بعض النقود المعدنية البسيطة لشراء ملابس مستعملة لها و لكريم أيضا عاد رمضان بعد دقائق قليلة ذهب خلالها إلى العربة يبحث عن حقيبة سوداء يعلم ان بداخلها أشياء قد تناسبها، فتحت نور الحقيبة وأخرجت منها فستان ملون يناسبها وضعته عليها دون ان ترتديه فضحك فرحا كان مليئا  بالورود، أخرجت ايضا قميص 'كارو' وبنطلون من الجينز الازرق حالته جيدة وكان هذا من نصيب كريم هزت نور رأسها بعد ان حكت إبهامها مع السبابة (حركة نفعلها كثيرا توحي بالمال او السعر) للاستفسار نظر إليها رمضان بعين الرأفة فهي زبونته ويعرف حالتها جيدا :
-"بصي يا نور يا بنتي الحاجه دي تمانها ميت جنيه بس انا هحسبهالك سبعين"
شاورت نور بالنفي ثم وضعت كف يدها على صدرها كاستعطاف وفردتها لتحرك جميع أصابعها لأسفل كي يخفض السعر
كادت عين رمضان تدمع من الإشفاق ونظر إليها :
-"خلاص يا بنتي اللي معاكي ادفعيه"
جرت نور من أمامه ورفعت بلاطة من أرضية الغرفة المتهالكة وأخرجت منديل ملفوف بإتقان وضعته على السرير وأخذت في عد الجنيهات المعدنية إلى ان وصلت لأخر قطعة، لقد كانت ثمانية وخمسون وضعتهم جميعا في يد رمضان وصفقت بكلتا يديها دليل على عدم امتلاكها شيئا اخر، شاور لها رمضان بالاقتراب ووضع بيدها ثمانية جنيهات وتقاضى  الخمسين فقط لم تفهم نور لماذا فعل ذلك ولكنها شعرت بداخلها انه نوع من الإحسان والعطف فرفضت بشدة ولكن لم يستسلم رمضان وترك لها الباقي من النقود وانصرف مناديا 'روبابيكيا ....يلا بيكيا..'.
ذهبت نور إلى الحمام تغتسل وتبدل ثيابها ثم خرجت وجلست بجوار كريم الذي ذهب عنه النوم وظل ناظرا إلى سقف الغرفة المليء بالعفونة جراء المياه المتسربة دون ان ترمش عيناه وكأنه يبحث عن شيء فيه يعرف جيدا ما تفعله نور لأجله ومدى حبها له وإصرارها على ذهابه إلى المدرسة التي يكرهها، غير أخته تماما التي تهوى التعليم ووصلت إلى الثانوية العامة اما فهو فواصل الرسوب في اول المراحل الإعدادية، أعطته نور ما اشترت فنظر لهم دون اهتمام وهو يهز رأسه، فقد شعر بالاختناق من هذه العيشة الكريهة وظهر تمرده في الأيام الأخيرة لم تبالي نور لما فعل فهي تعلم ما يشعر به كريم
ارتدت الفستان الملون وقد بدأت تلف جسدها به وظهرت أنوثتها بداخله وهي تقف أمام كريم تطلب رائيه لف رأسه في اتجاها وابتسم رغم عنه :
-"حلو اوي يا نور مبروك عليكي"
ضحكت نور و أخذت تقفز فرحا وكأنها امتلكت الدنيا فما أجمل الرضا في عينيها.
***************************

شعاع نور Onde as histórias ganham vida. Descobre agora